الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلکي نغلق الباب علی الفساد و الفاسدين

لکي نغلق الباب علی الفساد و الفاسدين

0Shares


بقلم:علاء کامل شبيب


الموقف الاخير للمرجع الاعلی للشيعة في العراق من الانتخابات التي ستجري في العراق في 12 من أيار الجاري، موقف يأتي متناغما و متجانسا مع الموقف العام للشعب العراقي من الکتل السياسية التي لم تساهم في تحسين الاوضاع و الامور في العراق ولو بخطوات محدودة، فالشعب العراقي يبدو ليس حانقا بل و غاضبا من هذه الکتل التي تحرکها أجندة خارجية و مصالح ضيقة تتعارض في خطوطها العامة مع المصالح العليا للشعب العراقي.
عندما يقول السيستاني يوم الجمعة الماضي؛ إن علی العراقيين منع عودة السلطة إلی القادة “الفاسدين”، الذين خذلوا الدولة في الماضي، وإن علی الناخبين “الاطلاع علی المسيرة العملية للمرشحين ورؤساء قوائمهم، ولاسيما من کان منهم في مواقع المسؤولية في الدورات السابقة، لتفادي الوقوع في شباک المخادعين من الفاشلين والفاسدين”، فإن ذلک يوضح بأن حالة الغضب و الغليان التي تعتري الشعب العراقي قد وصلت الی أقصاها من الاوضاع الوخيمة بسبب الکتل السياسية المسيرة و الموجهة تلقائيا من خلف الحدود، وقطعا فإن المعني بالدرجة الاولی الکتل التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التي لعبت ولاتزال دورا سلبيا يخدم المصالح الضيقة للنظام الايراني.
منذ عام 2003، وبعد الاحتلال الامريکي للعراق، و شيوع و إنتشار النفوذ الايراني في العراق بصورة إستثنائية، فإن القوی و الاحزاب و الجماعات السياسية و الميليشياوية التابعة لطهران، أثبتت عمليا ومن دون الحاجة الی أي دليل علی إنها لاتعمل بوحي من مصالح و معاناة الشعب العراقي وانما بوحي مايتم توجيهها لها من خلف الحدود من طهران من أوامر و إرشادات صار واضحا بأنها متقاطعة جملة و تفصيلا مع مصالح و طموحات الشعب العراقي.
مشبوهية الدور الايراني و سلبية التدخلات السافرة لهذا الدور، يؤکد حقيقة تعارضه و تقاطعه مع الشعب العراقي و من إنه يسير في إتجاه مخالف لايمکن أن يلتقي يوما معه، فهذه التدخلات تجري في إتجاه يخدم المشروع الخاص بالنظام الايراني و الذي يهدف لإقامة إمبراطورية دينية ذات محتوی و مضمون طائفي تهيمن علی المنطقة، کما أکدت و تؤکد المقاومة الايرانية علی ذلک و تشدد علی إن النظام الايراني يسعی من أجل ضمان نجاح مشروعه في المنطقة بعد أن واجه رفضا داخليا متصاعدا يوما بعد يوم وحتی إن الاحتجاجات الشعبية المتواصلة من الممکن أن تسفر في النهاية عن ثورة و ليست إنتفاضة بوجه النظام، ولهذا فإن الترکيز علی إنجاح المشروع المشبوه للنظام في العراق و المنطقة إنما هو من أجل إنقاذ النظام و ليس أي شئ آخر.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة