السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيتقرير: مليشيات الحشد تخوض الانتخابات بإيعاز من إيران

تقرير: مليشيات الحشد تخوض الانتخابات بإيعاز من إيران

0Shares

قبل فترة قليلة، کانوا يقودون رجالهم في المعارک ضد تنظيم داعش، أما اليوم، فقد استبدلوا بزاتهم العسکرية بأخری رسمية وأنيقة لخوض المعرکة الانتخابية والوصول إلی البرلمان العراقي.

في يونيو/ حزيران 2014 ، حين دعا علي السيستاني، أعلی مرجعية شيعية في العراق، إلی الجهاد ضد تنظيم داعش الذي کان حينها علی أسوار بغداد، لم يتردد فلاح الخزعلي بتلبية النداء والتطوع ضمن صفوف مليشيات الحشد الشعبي التي تم تشکيلها آنذاک وتدين معظم فصائلها بالولاء لايران .

يقول الخزعلي لوکالة الصحافة الفرنسية “خلعت البدلة المدنية ولبست البزة العسکرية والتحقت بجبهة القتال”، وکان ذلک بعد شهر من انتخابه نائبا في البرلمان وقتذاک .

وبعدما قضی الخزعلي معظم فترته النيابية علی جبهات القتال في صفوف مليشيات الحشد الشعبي ، يأمل اليوم بعد دحر الجهاديين بالحفاظ علی مقعده ، مشيرا إلی أنه کان من بين الذين “حققوا انتصارا عجزت عنه 66 دولة تمثل التحالف الدولي” وفق قوله .

وکانت الملاحم التي سطرت في ميادين القتال ، ذريعة أيضا لعبد الأمير نجم لخوض حملته الانتخابية.

التحق نجم في العام 2014، کمتطوع في صفوف فصائل الحشد الشعبي ، التي لعبت دورا حاسما في دعم القوات الأمنية خلال المعارک العسکرية.

يسعی هذا الضابط السابق من أهالي محافظة البصرة في جنوب البلاد والواقعة في الجهة الأخری المقابلة لمدينة الموصل الشمالية للوصول إلی البرلمان للمرة الأولی.

ويؤکد نجم، الذي يترأس قائمة انتخابية تضم تجمع تکنوقراط وشخصيات مجتمع مدني، أنه “بعد النصر، وکما قاتلنا علی الجبهة، يجب الآن محاربة دواعش السياسة ” حسب تعبيره .

نريد التغيير

تجمع قائمة “تجمع رجال العراق”، شخصيات بينها أطباء ومحامون ووجهاء محليون، فيما تضم قائمة الخزعلي “تحالف الفتح”، عناصر من مليشيات الحشد الشعبي.

أمام صورة له مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، يتذکر الخزعلي بفخر المعارک التي خاضها في العراق وعن إصابته خلال القتال في سوريا، حيث فقد عينه اليمنی.

ضابط سابق يخوض أول تجربة سياسية

وعلی غرار هذا المرشح الأربعيني ، يشارک في تحالف “الفتح” مرشحون من فصائل مسلحة عراقية عدة.

ويری بعض الناخبين، أن هذا الائتلاف الجديد قد يکون أحد الفائزين في الانتخابات التشريعية المقررة في 12 مايو/أيار الحالي (السبت القادم) .

ويری مراقبون في هذا السياق أن قيادات مليشيات الحشد التي خيرت خوض غمار الانتخابات في العراق بإيعاز من إيران التي تسعی إلی المزيد من توسيع نفوذ مليشيات الحشد الشعبي علی حساب الجيش العراقي لتضمن بذلک سيطرتها علی کامل دواليب السلطة في البلاد.

يبدي الموظف الحکومي طارق جبار (55 عاما) قناعته التامة بهؤلاء المرشحين الذين انتقلوا من ميدان القتال إلی ميدان السياسة، قائلا إن “من ضحی بنفسه من أجل العراق، بالتأکيد سيکون نائبا جيدا”.

لکن في کل الأحوال، فإن الناس “تريد التغيير”، وفق ما يقول الکاسب محمود ياسين (48 عاما)، لأن “الوجوه هي نفسها” منذ سقوط نظام صدام حسين في أعقاب الغزو الأميرکي للعراق العام 2003.

يأمل الطالب عمار مفيد (24 عاما) وهو يحمل بيده آلة حاسبة ودفترا ، بالتغيير أيضا، ولکن ليس بشکل عشوائي وبأي ثمن.

ويقول إن “البعض يستخدم قتال داعش في السياسة (…) المطلوب مرشحون يعملون لمعالجة البطالة ” التي تطال شابا من بين خمسة في البلاد.

فساد وبطالة

البطالة ذريعة يبدو أن جميع المقاتلين المرشحين للانتخابات قد سمعوها. ومکتب الخزعلي عبارة عن خلية، تعج بعشرات الشباب الذين يعلقون اللافتات أو يتواصلون مع کتاب التقارير التي تملأ عددا کبيرا من الرفوف، قبل وضع اللمسة النهائية علی البرنامج.

يقول الخزعلي مشيرا إلی دفتر بورق صقيل يسجل فيه “الأدلة”، “لقد جمعت بالفعل 50 ملفا لحالات فساد”، وهو الأمر الرئيس الذي يقلق الناخبين.

في المقابل، أنشأ هذا القائد في کتائب سيد الشهداء ملفات حول “الاقتصاد، الشباب، الفقر، الإسکان، التوظيف، الزراعة، والصناعة”.

ويوضح أنه “مع أنني أمضيت ثلاث سنوات ونصف السنة علی الجبهة، إلا أنني لم أتوقف عن متابعة السياسة”.

ويشکل التعليم أولوية بالنسبة إلی نجم، ويحذر من أن “النظام العام متهالک، ويجب إنقاذه قبل أن تبقی المدارس الخاصة ذات الرسوم العالية هي التي تقدم تعليما جيدا فقط”.

يؤکد الخزعلي في السياق ذاته أن الاعتماد في هذه الانتخابات “علی وعي الناخبين”، مستشهدا بخطاب السيد السيستاني الأخير الذي دعا فيه الناخبين إلی إقصاء “الفاسدين والفاشلين”.

ويشدد نجم أن العام الحالي “الولاء العشائري، والمصالح الشخصية، والوعود، والمشاريع الوهمية وشراء الأصوات” لن يکون لها مکان.

 

نقلا عن باس نيوز

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة