الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانشجرة البؤس و الشقاء

شجرة البؤس و الشقاء

0Shares
بقلم:سهی مازن القيسي
مامن نعمة موفورة إلا و بجانبها حق مضاع. هذا الکلام البليغ للإمام علي أبن أبي طالب، کلام خالد يصفع الظالمين و الجشعين و الذين يسرقون قوت الفقراء و المحرومين لکي يتنعموا به علی حسابهم، وإن مايجري في إيران حاليا، ينسحب عليه هذا الکلام بصورة کاملة و ينطبق عليه، ذلک إنه وفي الوقت الذي يئن قرابة 70% من الشعب الايراني تحت خط الفقر و يواجه 12 مليونا المجاعة، فإن المرشد الاعلی الايراني يجلس علی إمبراطورية مالية تقدر بأکثر من 195 مليار دولار!
جيوش العاطلين التي تتزايد يوما بعد يوم، ومعها تزداد و تتضاعف معاناة الشعب الايراني ولاسيما المحرومة و المعدومة منها، بحيث صار الشعب يجد صعوبة کبير في تدبير معيشته اليومية وفي ظل ذلک صار مألوفا أن تری أطفالا بعمر الزهور وهم يعملون في جمع القمامة أو في مجالات ليست في مستوی أعمارهم کما صار عاديا أن تجد العائلة کلها تعمل کل في مجال ولکن وعلی الرغم من ذلک فإنهم يعيشون حياة الکفاف، ذلک إن الغلاء الذي يتصاعد في هذا البلد الذي يسيطر علی إقتصاده الحرس الثوري، قد صار بمثابة غول يلتهم کل الامکانيات المادية للعوائل الايرانية الفقيرة و حتی متوسطة الحال، ويبدو إن الحرس الثوري لايکتفي بقمع الشعب و ملاحقته و کتم أنفاسه بل إنه يعمل أيضا من أجل إفقاره و تجويعه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي صار أشبه مايکون بشجرة البؤس و الشقاء بالنسبة للشعب الايراني حيث إنه ومع مرور الزمن يجبر الشعب علی إجتراع کؤوس الفقر و الذل و الهوان رغما عنه، وإن هذه الشجرة تتعفن و تصبح ثمارها أسوأ و أسوأ بحيث لايمکن للشعب تحملها ولذلک فإن تصاعد الاحتجاجات الشعبية في کل أنحاء إيران و السعي من أجل تغيير النظام و إسقاطه، صار الهم الاکبر للشعب الايراني، وإنه لايجد من سبيل للخلاص من سموم هذه الشجرة الملعونة إلا بإجتثاثها وهو الامر الذي تؤکد عليه المقاومة الايرانية علی الدوام و تدعو الی رفض النظام ککل وعدم الانخداع بمزاعم الاعتدال و الاصلاح، وإن الشعب عندما أعلن في الانتفاضة الاخيرة عن رفضه لجناحي النظام، فإنه بذلک أفصح عن قناعته و إيمانه بالشعار المرکزي للمقاومة الايرانية وإنه صار علی نفس الخط ضد النظام.
لايشعر بالجرح إلا صاحبه، وإن الاوضاع السلبية و الوخيمة التي يعاني منها الشعب الايراني قد وصلت الی الذروة ولهذا فإنه وبعد أن ضاقت به السبل صمم علی أن يرد الصاع صاعين للنظام وإن العزم الکامل علی إسقاط النظام و تغييره جذريا صار من أولويات نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الغد الافضل.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة