الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيحلم العودة ما زال حيا عند الفلسطينيين بعد 70 عاما علی النکبة

حلم العودة ما زال حيا عند الفلسطينيين بعد 70 عاما علی النکبة

0Shares

لم يزر ثائر شرقاوي (31 عاما) في حياته قرية کفر عانة التي يتحدر منها، لکن هذا الفلسطيني الذي ولد ونشأ في مخيم الامعري للاجئين قرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة، يعتبر ان بيته ما زال هناک بعد سبعين عاما علی النکبة.

وکفر عانة، التي کانت تابعة لقضاء مدينة يافا، والتي اضطر جد شرقاوي للرحيل عنها في عام 1948، لم تعد موجودة الآن. ولکن شرقاوي، في بيته في مخيم اللاجئين الذي يبعد خمسين کيلومترا علی الاقل عنها، يعرف تفاصيل عنها مثل مدرسة الاولاد والفتيات، بالاضافة الی بساتين البرتقال التي حدثه جده عنها.

ويقول لوکالة فرانس برس “لم اکن يوما هناک ولکن سمعت عنها. وتعلمت عنها وقرأت عنها علی الانترنت”.

وشرقاوي، واحد من قرابة 5 مليون لاجئ فلسطيني في مخيمات تمتد في الاراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا والاردن.

وتم تهجير اکثر من 760 ألف فلسطيني من اراضيهم في ما صار يعرف لاحقا ب”النکبة”.

ومثل شرقاوي، فأن غالبيتهم لم يروا بيوتهم ابدا، بعد ان دمرت اسرائيل الکثير منها. لکن وبعد سبعة عقود علی تهجير الفلسطينيين، فأن اللاجئين الفلسطينيين ما زالوا يصممون علی الاحتفاظ بصلتهم بالقری والاماکن التي تحدروا منها.

ويجلس الشاب مع والده نبيل وجدته خديجة التي تبلغ من العمر 85 عاما وما زالت تذکر کيف ترکت بيتها مع اقتراب المقاتلين في الحرکات الصهيونية من القرية.

 

– “الشيخ غوغل”-

يشير نبيل الی انه واثق من ان الجيل الجديد من اللاجئين الفلسطينيين لن يفقد صلته بوطنه او قراه الاصلية.

ويقول “اذا لم يتذکر الجيل الجديد الرواية عن قراهم، فان الشيخ “غوغل” سيساعدهم وسيبحثون عن قراهم ويجدونها، والرواية لن تموت ولن ينسی احد طالما بقيوا في مخيماتهم هذه التي يعيشون فيها منذ العام 1948″.

لکن نبيل يعود للسؤال ” انقل لابنائي کل الحکايات والقصص عن قريتنا کفر عانة، لکننا نصطدم بالواقع عندما يسألني اولادي، هذه الارض من يعيدها لنا ؟”.

أما بالنسبة للشاب علي، (19 عاما) المقيم في مخيم الامعري، والذي يتحدر من قرية النعاني، قضاء الرملة، والتي دمرت عام 1948، فان العلاقة مع قريته الاصلية مختلفة.

ويقول “مات جداي عندما کنت طفلا ولم يتحدث احد عنها”.

ويعد “حق العودة” للاجئين الفلسطينيين واحدة من اعقد قضايا تسوية الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي.

ترفض اسرائيل بشدة منح “حق العودة” للفلسطينيين، مشيرة انه في حال سماحها بعودة جزء من الفلسطينيين فأن هذا يؤشر بنهايتها “کدولة يهودية”.

ولکن بالنسبة للفلسطينيين، فأن قضية اللاجئين تبقی قضية مرکزية، وتناقلت الاجيال المتعاقبة وعودها بالعودة، حيث ما زال الکثيرون يقولون انهم يتحدرون من قری او مدن او حتی شوارع معينة.

ولا تزال الصور النمطية عن المناطق التي يأتي منها الفلسطينيون تهيمن علی المشهد الفلسطيني. فکل من يأتي من المجدل سيکون رجل اعمال داهية، بينما يوصف المتحدرون من اللد بالبخل، ويوصف سکان يافا بالنزعة الفنية وميلهم الی صرف الاموال علی الملابس وغيره. ويعرف سکان قرية بيت دراس المهجرة بأنهم يملکون رؤوسا ضخم.

 

– عبر الانترنت-

علی مدار السنوات الخمس الماضية، سعی بکار فحماوي، وهو مواطن عربي اسرائيلي، يتحدر من عائلة فلسطينية، الی تصوير قری ومناطق فلسطينية مهجرة ونشرها علی صفحته علی فيسبوک، ليتمکن الفلسطينيون في جميع انحاء العالم من رؤيتها.

وفي احد الفيديوهات، يشير فحماوي الی مبنی عثماني مهجور، مع صفوف من منازل انيقة في الخلفية ويقول “هنا کان سوق لکل انواع التجارة”.

ويقول فحماوي لوکالة فرانس برس عبر الهاتف “هؤلاء الذين غادروا سمعوا عن بلدهم، ولکنهم لم يروها من قبل”.

وتابع “اقوم بذلک حتی لا ينسوا بلادهم وليعرفوا ان لديهم بلدا هي الاجمل في العالم”.

وفي قطاع غزة، الذي تحاصره اسرائيل ومصر، فأن الانترنت هو السبيل الوحيد لرؤية العالم الخارجي.

ومنذ بدء مسيرات العودة في قطاع غزة، في 30 آذار/مارس الماضي، قتل اکثر من 50 فلسطينيا برصاص الجنود الاسرائيليين بعد احتجاجاتهم عند الحدود.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة