الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومفشل في حجب تطبيق تليغرام، مظهر من مظاهر الفشل في الرقابة والقمع

فشل في حجب تطبيق تليغرام، مظهر من مظاهر الفشل في الرقابة والقمع

0Shares

لقد عاد الحديث عن شبکة تليغرام في إيران منذ مدة، وأصبح أساسا لاستفحال الفجوات الداخلية في النظام.
لا يبدو أن هذه الجولة الثانية من الحجب، تتضمن عمليا، جدوی يذکر بالنسبة للنظام، حيث تمکن المستخدمون من التغلب علی هذه العقبة باستخدام برنامج کاسر الحجب. وخلال انتفاضة ديسمبر الماضي تفاجأ المواطنون بقيام النظام بحجب التطبيق، ولکنهم سرعان ما تجاوزا العقبة باستخدام برنامج فک الحجب. ولهذا السبب اضطر النظام أن يلغي الحجب. في حينه قال رئيس مجلس شوری النظام علي لاريجاني إن 30 مليون مستخدم تمکنوا من تخطي الحجب من خلال کسره. ولذلک المواطنون أصبحوا الآن أکثر استعدادًا، ويمکنهم التعامل بشکل أفضل مع عملية الحجب من قبل النظام.
دجل روحاني بالتشدق بموقف معارض لحجب تطبيق تليغرام
لکن هذه القرصنة الجبانة، علی الرغم من جميع انعکاساتها، وخاصة في الفضاء السيبراني، التي تحول اليوم إلی محل للسخرية والتهکم، قد خلقت تداعيات کبيرة داخل النظام نفسه ووسعت الفجوات. وقبل أي طرف آخر، حاول روحاني انتهاز هذه الفضيحة من خلال استغلالها ليصوّر نفسه معارضا للحجب.
لکن هذا الموقف المخادع من قبل روحاني، کان له الکثير من الانعکاسات السلبية ليس فقط بين المواطنين وفي الفضاء السيبراني، ولکن أيضا في جناحه حيث کتب عبد الله ناصری عن ما يسمی بجناح الإصلاحيين (4 مايو):
ليحدّد روحاني موقفه بوضوح من الحجب: يمکن للسيد روحاني أن يتحدث بوضوح عن هذا. أعتقد أن الرئيس يجب أن يقول إن هذا کان استنتاج النظام بأکمله وکان حکما وأمرا بنوع ما من النظام. ليس صحيحًا أن الرئيس له موقف متحيز في هذا الصدد علی الظاهر، ولکنه هو نفسه، والنائب الأول له أو الوزارات الأخری يزيلون هذا التطبيق من قنواتهم ويستخدمون تطبيقات أخری، علی روحاني أن يعلن موقفه، مع الکشف عن الحقيقة، هل هو موافق مع الحجب أم لا؟!
اعترافات عناصر ووسائل الإعلام الحکومية بالفشل في حجب شبکة تليغرام
من المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه قبل أي طرف آخر، ها هم عناصر ووسائل الاعلام التابعة للنظام أنفسهم  يعترفون بالفشل في هذا المجال:
وقالت صحيفة «جمهوري إسلامي»: «دعونا نأخذ بالحسبان الواقع التاريخي المتمثل في أن الحظر والضبط والحجب، حيث لم يفلح في إبعاد الفيديو والفضائيات (عن متناول المواطنين)، لا يمکن أن يقصي تطبيق تليغرام … الشيء المثير للاهتمام والجدير بالملاحظة هو أن الشرائح الدينية والثورية وزبانية النظام وعلی الرغم من مرور أيام علی الإعلان الرسمي لحجب تليغرام، إلا أنهم مازالوا مستمرين في العمل مع هذا التطبيق حتی مع  کسر الحجب، وهم ليسوا مستعدين لترکه … ليس هناک شک في أن الحجب وإصدار حکم قضائي والتعميم والضغط لا يمکن التغلب علی تطبيق تليغرام».
إن ترجمة مثل هذه الاعترافات التي انعکست في وسائل الإعلام المختلفة في النظام هي أن فشل النظام يتخطی الفشل التقني والتکنولوجي، الفشل هو لکل النظام. لأنه إذا نجح النظام في حجب تليغرام بأکمله أو أي شبکة أخری، هل سيتم حل المشکلة؟
فشل حجب تليغرام مظهر لفشل استراتيجي
کتبت صحيفة شرق الحکومية: حکومة روحاني تصرفت بشکل خجول في مجال السياسة الداخلية بحيث لم يعد متوقعًا منها أي نشاط سياسي علی المستوی الجزئي والکلي. إذا تم ربط هذه القضايا بالظروف الاقتصادية السيئة للشعب، فعندئذ يجب التأمل لنری أي نوع من الظاهرة ستولد من هذا المجتمع السياسي. وليس من المستبعد أن ينتهي هذا الوضع، إلی حادث مفاجئ، مهما کان الحدث، سيکون شاملاً. لا يهم إذا تحققت هذه التکهنات، المهم هو أنه سيکون هناک تغيير جدي في السياسة الإيرانية.
لذلک الحديث، لا يخص تليغرام، وانما يخص فشل النظام في حجب هذا التطبيق حيث صار رمزا للهزيمة القطعية والاستراتيجية للنظام. وفشل في استراتيجية القمع والرقابة، وبما أن الرقابة والقمع يشکلان الدعامات الأساسية للنظام الفاشستي، وبالتالي فإن مستقبل النظام صار موضع تشکيک من قبل عناصره.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة