الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانفي إنتظار الاسوأ

في إنتظار الاسوأ

0Shares


بقلم:فاتح المحمدي

 

 

بعد أن کان عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما، عهدا إيجابيا مليئا بالمکاسب السياسية و الاقتصادية و الامنية و العسکرية بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث کان ينتقل من أمر حسن الی الاحسن، فإن الصورة قد إنقلبت في عهد الرئيس الحالي ترامب من کل النواحي، وصار النظام الايراني ينتقل من سئ الی الاسوأ، بل وقد تعود أن يکون دائما في إنتظاه الاسوأ!
حالة الترقب المقلقة التي تشهدها الاوساط السياسية و الاقتصادية في طهران حاليا بإنتظار ماستعلن عنه إدارة الرئيس ترامب في 12 آيار/مايو 2018، حول ما إذا کانت ستظل في الاتفاقية النووية، المبرمة عام 2015، والتي تدعم العديد من الآمال الاقتصادية الإيرانية، أو تحطمها بمغادرة الصفقة. ومع إن السلطات الايرانية کعادتها تسعی من أجل التخفيف من وطأة إنتظار الموقف الامريکي و تلقي باللائمة علی الأعداء الإقليميين، واتهمتهم بالتلاعب بالضغط علی “الريال”، لکن الاوضاع المتوترة سببها الرئيسي کما هو معروف الأزمة مع إدارة “ترامب”.
الخوف الاکبر للنظام الايراني ليس من قرار الرئيس الامريکي بشأن الاستمرار في الاتفاق النووي أو إلغائه، وإنما فيما ستسفر عنه آثارها و تداعياتها علی الشعب الايراني و المقاومة الايرانية المتربصين بالنظام في إنتظار اللحظة المناسبة للإنقضاض عليه و جعله في خبر کان.
حالة الترنح و التخبط و الفوضی التي تعصف بالنظام و ترفع من حدة الصراع بين جناحي النظام تتزامن معها تحرکات و نشاطات إحتجاجية واسعة النطاق البعض منها يکاد أن يصبح مزمنا، ومع إن الاجهزة الامنية مستمرة في إجراءاتها القمعية و إحتياطاتها الامنية التي لانهاية لها، لکن وازاء ذلک لايبدو الشعب ولا المقاومة الايرانية مستعدان لترک الساحة و تهدئة الاوضاع بل إنه يفاجئون النظام بتسخين الاوضاع و تصعيد حدة المواجهة ضده، وهذا مايظهر تأثيره واضحا جدا في مواقف و تصريحات قادة و مسؤولي النظام خصوصا عندما يبذلون مابوسعهم لقولبة الامور ضمن نظرية المؤامرة.
ليس الشعب الايراني من قام بإتباع هکذا نهج و سياسة أفضت بالبلاد الی هذا المفترق الخطير، بل إن الشعب لم يکن في الاساس راض عنها و قابل بها، لکنه نتيجة و حاصل تحصيل سياسة و نهج بدأ به هذا النظام منذ تأسيسه ولحد الان، ولابد لمن بدأ مشوارا و طريقا من أن يکمله الی نهايته و إن علی هذا النظام من دون أدنی شک أن يتحمل عاقبة أعماله.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة