الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتأثيرات الانتفاضة الايرانية المستمرة

تأثيرات الانتفاضة الايرانية المستمرة

0Shares

بقلم :  يلدز محمد البياتي

 

 

ليس صحيح إن قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تنفسوا الصعداء عندما قاموا بإخماد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، وذلک لسببين بارزين؛ أولهما إن الانتفاضة مازالت مستمرة في صورة الاحتجاجات اليومية المتصاعدة من سائر أرجاء إيران و التي يعترف بها النظام بنفسه، وثانيهما إن ظلال الرعب و الذعر و الهلع مازالت تخيم ککوابيس علی رؤوسهم وإنهم يمرون بمرحلة صعبة و حساسة جدا بحيث وصلت الخلافات بسبب من هذه الانتفاضة الی قمة النظام.
مايدل علی إستمرار التأثيرات المختلفة للإنتفاضة الشعبية علی النظام هو إن الصراعات و المواجهات لم تعد منحصرة علی جناحي النظام بل إنها إنتقلت الی داخل الحرس الثوري الذي يعد أهم جهاز عسکري ـ أمني قمعي للنظامحيث إنه ومنذ فترة تشير بعض الأنباء إلی وجود خلافات عميقة بين القائد العام للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري من جهة، والجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الذراع الخارجية للحرس الثوري، وقد وصلت تواتر الانباء المتضاربة الی حد فمن جهة استنتجت وکالة “آريا” للأنباء في تقرير غامض وقصير لها أن المرشد الأعلی الإيراني ينوي إقالة قاسم سليماني ودمج فيلق القدس في الحرس الثوري. لکن من جهة أخری ذکرت مصادر أخری بأنه يقال أن آية الله خامنئي ينوي إقالة محمد علي جعفري بسبب اصطداماته المتکررة مع قاسم سليماني وتعيين سليماني بدلا منه کقائد للحرس.
هذه الانباء المتضاربة ومن داخل جهاز الحرس الثوري الذي هو قلب النظام و قلعته الحصينة، يبين بأن القلق و التخبط و الاختلاف و الانقسامات قد وصلت الی أي حد ملفت للنظر، خصوصا وإن الانتفاضة کما هو معروف عنها إنها کانت بقيادة منظمة مجاهدي خلق وإنها تعرضت و بکل شجاعة و جرأة لرأس النظام المرشد الاعلی کما أعلنت أيضا رفضها لمزاعم الاصلاح و الاعتدال عندما أعلنت عن شعارها بالموت لروحاني بإعتباره رمزا و عرابا لهذه المزاعم، والانکی من ذلک إنه ومع تصاعد الاحتياطات الامنية و وصولها الی مستوی غير مسبوق فإن الاحتجاجات لازالت مستمرة دونما إنقطاع، وهذا مايقلق النظام کله وبشکل الحرس الثوري الذي يعتبر المسؤول الاول أمام النظام عن إستمرارها، لکن الحرس الثوري يعلم جيدا بأن إصطدامه بجموع المحتجين من شأنه أن يکون بمثابة الشرارة التي تشعل النار في هشيم النظام، ولذلک فإن هناک تردد بشأن ذلک و عوضا عنه يسعون لإلقاء تهم فشل و إخفاق الجهاز علی عاتق بعضهم البعض.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة