الثلاثاء, أبريل 16, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانجميع قربهم باتت مثقوبة

جميع قربهم باتت مثقوبة

0Shares


 بقلم:أمل علاوي

 

لم تکن إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، حدثا طارئا و عابرا يمکن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يتخطاه و يتجاوزه، بل کان تطورا سياسيا ـ فکريا من العيار الثقيل الذي برز علی حين غرة أمام هذا النظام و جعله يضرب أخماسا بأسداس ولاسيما عندما تيقن من إنها تسير لهدف محدد ولايمکن أن تحيد عنه، وهو إسقاط النظام.
من يتابع المواقف و التصريحات الصادرة من جانب القادة و المسؤولين الايرانيين بشأن إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، يجد إنها مصحوبة دائما بنوع من الادانة الذاتية و الاعتراف بأخطاء، ولکن عندما ندقق و نتمعن في مابين السطور، نجد أن الهدف هو من أجل الدفاع عن النظام و تبرير أخطائه و إلقائها علی عاتق و کاهل البعض من الذين أخطأوا و أساءوا للنظام و الشعب معا.
الارضية و الاجواء التي أفرزتها هذه الانتفاضة غيرت مجريات الاکثير من الامور و فرضت سياقا جديدا لم يکن سائدا قبل 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، إذ لم يعد هناک من مجال لتزکية النظام و جعله فوق الاخطاء و الشبهات، بل صار من المهم جدا الانتباه للخطاب الموجه للشعب و السعي من خلاله لجلد”قادة و مسؤولين”في النظام من أجل إمتصاص نقمة الشعب و غضبه، وهم يريدون من خلال ذلک کسب مودته و عطفه لکي يضمنون في نهاية المطاف إخماد الانتفاضة التي لازالت مستمرة في صورة الاحتجاجات التي تتجاوز يوميا سقف ال16 إحتجاجا.
السعي الحثيث من أجل کسب ود الشعب الايراني و عطفه، هو في الحقيقة من أجل ضرب وشائج العلاقة القوية التي باتت سائدة بين مختلف شرائح الشعب الايراني و بين منظمة مجاهدي خلق التي کانت الداينمو و المحرک الاساسي وراء إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، وإن هذه العلاقة کما يعلم النظام جيدا، فإن هدفها النهائي هو النظام برمته و دونما إستثناء، إذ دأبت منظمة مجاهدي خلق في أدبياتها دائما علی التأکيد بأن النظام کله مرفوض و ليس فيه جانب إيجابي و آخر سلبي، بل إن کله سلبي.
الوهم و ليس الخطأ الذي يقع فيه و يواجهه النظام حاليا، يکمن في إنه لايعرف و لايعي لحد الان من إن أمره قد صار معروفا و مکشوفا أمام الشعب، وإن السعي لدق أسفين بين الشعب و بين منظمة مجاهدي خلق صاحبة التأريخ المجيد في إسقاط نظام الشاه و صاحبة الدور الکبير في قيادة المقاومة بوجه النظام و التصدي له و فضحه، إنما هو سعي خائب و نفخ في قربة مثقوبة، رغم إننا يجب أن نؤکد حلی إن جميح قرب هذا النظام قد باتت مثقوبة!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة