السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيليلة الرعب الکيميائي.. شهادات حية لناجين من مجزرة دوما السورية

ليلة الرعب الکيميائي.. شهادات حية لناجين من مجزرة دوما السورية

0Shares
دمشق- رنا جاموس- محمد مستو: قصص مروعة، وشهادات حية عن الموت والفقد، يرويها الناجون من القصف الکيميائي الذي استهدف مدينة دوما السورية في غوطة دمشق الشرقية علی يد النظام.
مساء السابع من أبريل/ نيسان الجاري، تاريخ سيظل يحفره الألم في ذاکرة أولئک الذين خسروا عوائلهم وجيرانهم، في هجوم دوما الکيميائي، الذي أسفر عن مقتل 78 مدنيا وإصابة المئات، بحسب مصادر طبية محلية.
يروي “أبو خالد” لمراسل الأناضول وهو من أبناء مدينة دوما تفاصيل المأساة التي فقد علی إثرها طفلته ذات السنة والثمانية أشهر قائلا :” “بدء النظام السوري والطيران الروسي بقصف المدنيين عصر الجمعة بکل أنواع الأسلحة من هيلکوبتر وراجمات صواريخ واستخدم النابالم والفوسفور، حتی اليوم التالي، وحين لم يجد نتيجة ولم تسلم المدينة له، قصفها بالمواد الکيميائية والکلور”.
“أبو خالد” الذي تعرض وعائلته للقصف الکيميائي قبل تهجيرهم من مدينتهم إلی الشمال السوري بساعات، يضيف “استنشقنا رائحة ولکن لم نستطع أن نميزها من کثرة رائحة البارود والمتفجرات التي قصفنا بها النظام، ولم نعرف أنها مواد کيميائية إلا بعد أن أخبرنا عناصر الدفاع المدني أنها مواد سامة، وطلب من کافة المدنيين وضع قطعة قماش مبللة بالماء والخل للتخفيف من تسرب الرائحة إلی الجسم”.
ويتابع وقد اغرورقت عيناه بالدموع وتهدج صوته :”لم نکن نعلم أن المواد التي قصفنا بها النظام هي مواد کيميائية، لذا استنشقت ابنتي ذات السنة والثمانية أشهر غاز الکلور، ما أدی لوفاتها بالاختناق”.
ويردف “لم أستطع أن أدفن ابنتي، فحين بدأت أول دفعة تهجير ووصلت الباصات کنا فقط نفکر أن ننجوا بأنفسنا، لذا ترکتها في الأرض دون أن أتمکن من دفنها”.
ويؤکد “أبو خالد”، أن عدد العائلات التي استُهدفت بالقصف الکيميائي تجاوزت 200 عائلة، لافتاً أنه “مع وصول القوافل (التي أقلتهم خارج دوما)، لم نعد نعرف العدد الحقيقي للأشخاص الذين قصفهم النظام، فالجميع کان يريد الخروج من المدينة”.
ولازال “أبو خالد” يعاني من ترسبات المواد الکيميائية هو وأطفاله، فهو يشعر باختناق وتجمع للمواد المخاطية في حلقه، وبالرغم من أنه تناول علبتين من الأدوية بعد وصوله الی المنطقة الشمالية من سوريا، إلا أنه لم يشف بشکل کامل.
**رعب تحت الأرض
“علي مرجان” شاب في مقتل العمر، يروي للأناضول اللحظات الصعبة التي عاشها وأسرته حين بدأت المجزرة، قائلا “کنا نجلس في الملاجئ تحت الأرض، واشتد القصف علينا في الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة، ثم بدأنا نشم رائحة الکلور، وبدأت الناس تصرخ”.
وتابع مرجان، الذي انتقل للعيش في مخيم البل في ريف حلب الشمالي بالقرب من الحدود السورية- الترکية، بعد تهجير النظام السوري وحلفائه لهم من دوما: “بدأ إخوتي الخمسة بالسعال وسقطوا أرضاً، حاولنا أن نسعفهم ليستعيدوا وعيهم برش الماء علی وجوههم، أما أختي الصغری فحاولت نزع ملابسها من شدة الاختناق”.
وأضاف مسلطا الضوء عما حدث داخل الملاجئ التي ضمت وقتها مئات المدنيين :”قصف النظام السوري منطقة مدنية، فالجبهات بعيدة عنا، وبدأت الناس تسعل وتحمر أعينها وتخرج من أفواهها مواد غريبة، بينما کان هناک أشخاص معنا يسقطون ومن ثم يحاولون التغلب علی ضعفهم لکنهم کانوا يسقطون من جديد”.
وبحسب مرجان “لم يتمکن عناصر الدفاع المدني من الوصول إلی الملاجئ بسرعة لإسعاف المصابين، لشدة القصف الذي تتعرض له المدينة، ولم يتمکن الکثيرون من الخروج من تلک الملاجئ، حتی الجرحی في الشوارع کانوا ممددين ولم نتمکن من إسعافهم”.
**قرآن تحت الکيماوي
بدورها، قالت “أم علي مرجان” للأناضول :”من شدة القصف الذي شنه النظام السوري علينا خلال اليومين الأخيرين قبل ضربة الکيميائي، لم نستطع أن نخرج (من الملجأ) ولا أن نؤمن الطعام لأطفالنا”.
وتابعت: “فجأة شعرنا أن هناک رائحة قوية، لم ندرک ماهي في بداية الأمر، ثم شاهدت أولادي وهم يختنقون، أحدهم لديه إصابة في رئته، ويحتاج إلی عملية جراحية، الأمر الذي زاد من ضيق تنفسه بعد الضربة، فيما حاولت ابنتي نزع ملابسها، ولم يکن بيدي شيء لأقدمه لهم سوی تلاوة القرآن”.
واستطردت “أم علي”، طلب منا الدفاع المدني أن نبدل ملابسنا، إلا أننا لم نستطع أن نبدل ملابس أطفالنا، فملابسهم کانت مغسولة وهي منشورة في الهواء وقد تعرضت هي أيضاً للمواد الکيميائية”.
والأربعاء 25 أبريل/ نيسان، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الکيميائية، أن خبراءها المحققين في الهجوم الکيميائي في دوما السورية قاموا بزيارة ثانية إلی المدينة.
وأکدت المنظمة في بيان صحفي أنه “سيتم تسليم العينات المذکورة إلی مخبر للمنظمة في مدينة “رايسفايک” الهولندية”. وفي 14 أبريل/ نيسان الجاري، وصلت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الکيميائية، إلی العاصمة السورية؛ للبدء بالتحقق من استخدام مواد سامة في دوما بريف دمشق.
وکانت دول غربية ومصادر محلية اتهمت النظام السوري بشن هجوم کيميائي علی بلدة دوما، في 7 أبريل/ نيسان الجاري؛ ما أسفر عن مقتل 78 مدنيا وإصابة المئات.
وردا علی هذا الهجوم، شنت واشنطن وباريس ولندن، فجر 14 أبريل/ نيسان، ضربة ثلاثية علی أهداف عسکرية وکيماوية تابعة للنظام السوري.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة