الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانتطور فيه أکثر من عبرة

تطور فيه أکثر من عبرة

0Shares

بقلم: علاء کامل شبيب


ليست هناک من دولة منزعجة من التطورات الجارية في شبه الجزيرة الکورية و ماينقل عن عزم ديکتاتور کوريا الشمالية عن التخلي عن برامجه النووية والذي يأتي بعد الاتفاق علی عقد لقاء بين الزعيم الکوري الشمالي، کيم جونغ أون و الرئيس الامريکي دونالد ترامب، کما هو الحال مع إيران، حيث يشعر نظامها بإنقباض شديد من جراء ذلک خصوصا وإن هناک ضغوطات أمريکية قوية علی طهران تطالبها بالمزيد من التنازلات أو أن تلغي واشنطن الاتفاقية.
الاتفاق النووي الذي أبرمه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع دول مجموعة 1+5، عام 2015، أبان عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما، وهو الاتفاق الذي إستفاد منه النظام کثيرا و ساعده علی إجتياز مرحلة صعبة و إستغل في نفس الوقت أجواء الاتفاق ليوسع من نطاق نفوذه خصوصا بعد أن تم الافراج عن المليارات من الاموال الايرانية المجمدة والتي ذهبت معظمها لخدمة تدخلات النظام في المنطقة و کذلک تصدير التطرف الديني و الارهاب، وإن الانتقادات الامريکية للإتفاق و المطالبة بتعديله جدية أکثر مما قد يتصوره القادة و المسؤولين الايرانيين، وإن الانتهاء من کوريا الشمالية کمشکلة دولية، سيمهد الطريق لکي يتم الترکيز أکثر علی إيران، وهذا مايسبب ذعرا في طهران ويظهر آثاره بکل وضوح علی التصريحات و المواقف الايرانية المتشنجة و المتوترة.
القلق و الخوف في طهران، يدفع بالنظام الی التلويح و الإيحاء بالاقدام علی أعمال إنتقامية ضد واشنطن ولاسيما من خلال الميليشيات التابعة لها في العراق و التي تقوم من جانبها بالايحاء عن إنها ستجعل القوات الامريکية المتواجدة في العراق هدفا لها، بمعنی إن النظام الايراني وفي أزمته هذه يسعی لإستغلال العراق مجددا کما إستغله خلال فترة حصاره و خلال فترة التعرض للمعارضين الايرانيين الذين کانوا يتواجدون في معسکري أشرف و ليبرتي، والملفت للنظر، إن الترکيز علی هذه الميليشيات المتواجدة في العراق، دون غيرها في بلدان المنطقة، له معان و عبر کثيرة ولابد من التمعن فيه جيدا، لأن دفع العراق الی المواجهة مع أمريکا إکراما لمغامرات و مجازفات النظام الايراني، هو منتهی الحمق و الجنون، خصوصا وإن العراق خاض هکذا مواجهة خاسرة ولايجب أبدا أن يعود لمثلها خصوصا عندما نری بلدا ککوريا الشمالية يحسم أمر المواجهة مع واشنطن بالاستسلام لشروطها.
النظام الايراني الذي تحترق أقدامه بنار الرفض الداخلي و الدور الذي يقوم به المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أجل إسقاط هذا النظام، يواجه أيضا موقفا دوليا صلبا لايمکنه مواجهته وهو في حالته المزرية الحالية و لذلک فإنه يسعی للتشبث بالميليشيات الشيعية و دفعها الی آتون مغامراته المجنونة، ولکن العراق الذي لم يستطع من الصمود و المقاومة مع أمريکا في العهد السابق، هل تستطيع هذه الميليشيات المنقسمة علی بعضها في الاساس من أن تؤدي هکذا مهمة مستحيلة؟!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة