السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانماذا يعني إستمرار إحتجاجات الشعب الايراني؟

ماذا يعني إستمرار إحتجاجات الشعب الايراني؟

0Shares

بقلم :  بشری صادق رمضان

 

عندما نجح نظام الجمهورية  الايرانية في إخماد إنتفاضة عام 2009، فقد ساد حالة من الصمت و الوجوم وظن النظام و مؤيدوه بأنه قد حسم الامور لصالحه ولم يعد هناک من خطر أو تهديد ضده، لکن الحالة مع إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، قد إختلفت تماما، حيث ظلت التحرکات و النشاطات و الفعاليات الاحتجاجية مستمرة و ظل موقف الرفض و المقاومة ضد النظام قائما.
القلق و الخوف الذي صار القادة و المسؤولون الايرانيون يعربون عنه بصورة ملفتة للنظر من إحتمال إندلاع إنتفاضة کبری بوجههم و حذرهم المستمر منها، هو في الحقيقة مبني علی هذه الاحتجاجات المستمرة دونما إنقطاع، وإن ماقد کشف عنه رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من إن”  السلطات الإيرانية قمعت أکثر من 5762 حالة تظاهر واحتجاج ضد نظام الملالي، بمعدل 16 حرکة احتجاجية تقريبا في اليوم الواحد، معتقلة أکثر من 400 مواطن أهوازي قبل 3 أسابيع، وهو ما أکد أنها لا تمتلک أي آليات لمواجهة السخط الشعبي والمظاهرات سوی القمع.”، يسلط الاضواء بصورة شافية و وافية علی المشهد الايراني و آفاقه المستقبلية.
إستمرار الاحتجاجات و توسعها و إکتسابها طابعا منظما و عمقا فکريا ـ سياسيا، دليل واضح لتصميم و إصرار الشعب الايراني علی إسقاط النظام و تغييره، وهذا الامر يصبح أکثر وضوحا و مفهومية عندما نجد إن النظام لايملک أي حل أو بديل أو معالجة للأوضاع المزرية و الوخيمة التي أوجدها بسبب سياساته التي جنت علی الشعب الايراني و أثقلت کاهله أکثر من اللازم بالاضافة الی آثارها و تداعياتها بالغة السلبية علی بلدان المنطقة.
المشکلة الاخری التي يواجهها النظام، هي إنه وعلی الرغم من تعويله علی القمع و منحه الاولوية للمسائل الامنية، لکن الذي توضح هو عدم جدوی الممارسات القمعية في السيطرة علی الشعب الايراني و کبح جماح غضبه خصوصا وإن الشعب ومن کثرة تعرضه للممارسات القمعية طوال أربعة عقود، فإنه قد تعود علی ذلک و صار متکيفا معها بالتزامن مع الفقر و الجوع اللذين يفتکان به، وإن النظام لايعرف بأن تشديد قبضته الامنية و تصعيد ممارساته القمعية، له إنعکاس و رد فعل سلبي علی الشعب الذي يری أن أمواله و مقدراته تصرف من أجل قمعه و إيذائه.
ليس هناک من حل أو طريق أو أسلوب لمعالجة الاوضاع الوخيمة في إيران وعلی مختلف الاصعدة إلا من خلال إسقاط النظام و تغييره جذريا و مجئ نظام سياسي آخر يمنح کل إهتمامه للشعب الايراني و ليس لمصالحه الخاصة.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة