السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالسيل الجارف قادم

السيل الجارف قادم

0Shares

 
بقلم: منی سالم الجبوري

 

“إنني أحذر من أن السيل الجارف قادم وعندها لن ينفع الندم\”، هدا ماصرح به قبل أيام الرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد، في معرض حديثه عن رسالتين قام بتوجيههما للمرشد الاعلی للنظام خلال الشهر المنصرم، قائلا إنه قدم خلالهما حلولا عملية لإنقاذ النظام، بالإشارة إلی دعوته لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبکرة والإفراج عن معتقلي الاحتجاجات الشعبية الأخيرة وإقالة رئيس القضاء الذي يتهمه وأشقاؤه بالفساد ونهب المال العام وقمع الأصوات المعارضة والمنتقدة.
أحمدي نجاد الذي واجه النظام بسبب من تمسک المرشد الاعلی بإعادة إنتخابه لولاية ثانية، إنتفاضة ضخمة في عام 2009، کانت ستودي بالنظام لو کان هناک موقف دولي مؤيد لها ولاسيما من جانب الامريکيين، من المثير للتهکم و السخرية إنه يسعی للظهور حاليا کالحمل الوديع الداعي للإصلاح و إحقاق الحق و العدالة وهو الذي کان معروفا بتشدده و کونه محسوبا علی المرشد الاعلی قلبا و قالبا، لکن، وکما يبدو إن الانتفاضة الاخيرة التي واجهت النظام ترکت آثارا و تداعياتا لايمکن تجاهلها بسهولة، إذ في الوقت الذي صعدت فيه من حدة الخلاف بين جناحي النظام فإنها وفي نفس الوقت صعدت من الصراعات و الاختلافات و الانقسامات داخل الجناحين ، وهو مؤشر له دلالاته و معانيه. إنتفاضة عام 2009، حدثت عندما کان النظام لايزال في قوته و الظروف و الاوضاع معظمها وفي خطها العام کانت تميل لصالحه، لکن إنتفاضة 28، کانون الاول 2017، حدثت و النظام في أوج حالات ضعفه و تراجعه و حتی تفککه، ومع إنه نجح في إخماد الانتفاضة الاولی و التخلص من آثارها و تداعياتها الی إشعار آخر، لکنه واجه وضعا مختلفا في الانتفاضة الثانية، إذ لازالت التحرکات الاحتجاجية مستمرة بحيث إنه و طبقا لمعلومات موثقة من داخل إيران، هناک يوميا قرابة 16 حرکة إحتجاجية في سائر أرجاء إيران وهي ماتمثل تحديا للنظام الذي يمر بواحدة من أصعب مراحله حيث نال منه الضعف و الوهن و الاهم من ذلک إن أحمدي نجاد الذي کان للأمس مقربا من خامنئي يقوم اليوم بتوجيه النصائح و الارشادات له، وهو مايمس مکانة المرشد الاعلی و هيبته خصوصا عندما يحذره من إن\”السيل الجارف قادم\”، وإنه لن يبقي علی النظام برمته، ألايمکن إعتبار هذا أوضح دليل و مستمسک علی حالة تراجع النظام و دخوله في خضم أزمة عميقة لاسبيل لحلها إلا بتقديم تنازلات جوهرية للشعب ولاسيما في مجال الاوضاع المعيشية و الحريات، وهو أمر مستبعد لأکثر من سبب، خصوصا وإنه يعلم بأن المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق قد دخلت علی الخط معه في الاحتجاجات الداخلية وهذا مايعني بأن التحرک الشعبي منظم و موجه، ولهذا فإن الاحتمال الاکبر هو أن يبقی النظام علی حاله ولايحدث أي تغيير حتی يجبر علی ذلک رغما عنه!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة