الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعمال الإيرانيون کارهون ومشمئزون من الدکتاتورية الحاکمة

العمال الإيرانيون کارهون ومشمئزون من الدکتاتورية الحاکمة

0Shares

بمناسبة ذکری اليوم العالمي للعمال

 


بقلم:عبدالرحمن مهابادي

في ظروف نستقبل “يوم العمال العالمي”، ينتفض فيه الشعب الإيراني ضد الديکتاتورية ويصرخون بأنهم لا يريدون هذا النظام. لکن النظام واجه هذه الانتفاضة بالقمع والقتل والإعدام بشکل کبير. يبدو أن مواجهة الناس مع الدکتاتور قد وصلت إلی مرحلتها النهائية. أحد علائم هذ المرحلة النهائية نستطيع الاشارة إلی المظاهرات الشجاعة لأهالي کازرون في محافظة فارس والتي نادت بشعار (ويل لکم لليوم الذي أصبحنا فيه مسلحين). طرح مثل هکذا شعارات أدی إلی سقوط نظام محمد رضا شاه بهلوي في العام1979 . في کردستان إيران مثل هکذا فضاء في حال الازدياد أيضا. في حين انه منذ بدء الانتفاضة من أجل الحرية  مضت أربعة أشهر أصبح الشعب الإيراني متعبا وفاقدا للأمل من النضال السلمي مع هذا النظام ويطالبون بتطبيق طرق أخری أنفسهم لا يريدونها . علم النضال في اکثر البلدان تحتفظ في ذاکرته هکذا اتجاه في حرکات الشعوب . والشعب والقوی الرائدة لم تکن لتسعی أبدا خلف الکفاح المسلح من أجل مطالبها. بل هؤلاء الديکتاتوريون هم يفرضون دائما الحرب علی الشعب والقوات الداعمة له.
علی مدی حکم الملالي في إيران شارک دائما بنشاط العمال في الاحتجاجات المناهضة للحکومة. هؤلاء ليسوا فقط محرومين من حقوقهم الحياتية والاولوية بل أيضا تم ابعادهم عن امتلاک منظمات عمالية غير حکومية ومستقلة. وهذا ما قد أدی إلی سجن العديد من العمال لعدة مرات ولفترة طويلة تحت ذرائع واهية في السجون.
إن انعدام الحريات وعدم تلبية المتطلبات الاقتصادية والثقافية الأساسية قد ربط مصير العمال بالمزارعين، والمواطنين المنهوبة أموالهم، والعاطلين عن العمل، والطوائف، وأتباع الأديان وجميع شرائح المجتمع مع بعضها البعض.
يطالب العمال بالحد الأدنی للأجور والتأمين والعلاج وأجورهم المتخلفة وغير المدفوعة. ويطالب المزارعون بمياههم التي سرقت منهم. المواطنون المنهوبة اموالهم يطالبون بخميرة حياتهم التي سرقتها البنوک، لکن أياً من هذه الحقوق المشروعة والمسلمة لا يتم الاجابة عليها من خلال حکم رجال الدين. فالعبء الثقيل المتمثل في الفقر والبطالة الناجم عن تدمير الإنتاج والاقتصاد في البلد، والکمية الضخمة من الإنفاق النووي والصاروخي، والحروب العسکرية الإقليمية، والاختلاسات الحکومية التي تبلغ مليارات الدولارات، تم تحميلها علی عاتق المجتمع المحروم وخاصة العمال. أصبحت حقول المزارعين أيضا جافة علی نحو متزايد. 13 مليون عامل ، وفقا لإحصاءات الحکومة مع أسرهم، يمثل ما يقرب من 43 مليون شخص في البلاد .
أعلنت حکومة روحاني الحد الأدنی للأجور ب 1 مليون و 114 ألف و 140 تومان . وتبلغ قيمة هذا الأجر، علی الدولار الذي يبلغ سعره 5000 و 250 تومان للدولار الواحد ، 212 دولارًا أمريکيًا ، وهو ما يعادل دولارًا واحدًا للساعة الواحدة ، وهو مبلغ بعيد کل البعد عن أجور العديد من البلدان الأخری. هذا الأجر قليل جدا مقارنة ببعض الدول المهمة. في ترکيا ، تضاعفت اجور العمال ثلاثة أضعاف ، في أستراليا ولکسمبورغ اجور العمال أکثر ب 14 مرة من العمال الإيرانيين.
علی خدايي أحد المسؤولين الحکوميين اعترف أن : ” ثلاثة ملايين عامل إيراني علی الاقل لايملکون تأمينا وهذا العدد يعتبر کبيرا جدا مقارنة بحجم عدد العمال في البلاد .(تلفزيون شبکة خبر ٢نوفمبر/ 2017) .  مشکلة غلاء العقاقير هي واحدة من المشکلات الحقيقية لطبقات المجتمع الکادحة والتي ذهب ضحيتها العديد من الارواح وتفککت علی اثرها العديد من الاسر والعوائل أو أجبرت علی الفساد.
أکثر من 90 ٪ وحتی 95 ٪ من عقود العمل هي عقود مؤقتة وحتی أنها “توقيعات علی بياض “. وقال غلام رضا عباسي، رئيس الرابطة المرکزية لنقابات العمال في محادثة مع شبکة الأخبار التابعة للنظام في ٢ نوفمبر /٢٠١٧ : “للاسف ، نواجه اليوم فئة ضخمة من العقود المؤقتة ، وحوالي 96 ٪ من العمال يعانون منها “. هذه الظاهرة في إيران تجعل العمال “لا يتمتعون بأمان وظيفي الامر الذي سيشکل تهديدا دائما لحياتهم”.
فيما يتعلق بحصة او سهم القوة الانسانية للعمال والموظفين من سعر السلع المنتجة، قال نائب وزير العمل في النظام، إسماعيل ظريفي آزاد، إن هذا العدد في الولايات المتحدة هو 70 في المائة، وبالنسبة للبلدان الاخری مثل إيران يبلغ هذا العدد من 25 إلی 30 في المائة؛ وفي هذا الصدد ، تمتلک إيران رقم 5 في المائة من سهم أو حصة العامل أي أدنی أجر علی مستوی العالم ويقبع في أسفل الجدول. يصف العديد من الخبراء العماليين العلاقة بين النظام الإيراني والعمال کالعلاقة في زمن العبودية.
وبالتالي ، لا يملک العمال أي خيار سوی الانضمام إلی الانتفاضة. فمن بين 5760 حرکة احتجاجية کان للعمال ١٩٨٥ حرکة احتجاحية هي الاکثر والاوسع انتشارا بين شرائح المجتمع. حيث تجمعوا وأضربوا واعتصموا فيها ضد نهب وفساد نظام ولاية الفقيه.
اغلاق المصانع وورش العمل واحدا تلو الاخر، وازدياد عدد العاطلين عن العمل من العمال أحد أسباب مشارکة العمال في الانتفاضة. لقد صرخت جميع شرائح المجتمع الإيراني، مع بعضها البعض، في الانتفاضة ” فليصرخ کل إيراني، نظام الملالي ، ساقط ، ساقط ” .
أعلن الرئيس السابق لکلية الاقتصاد في طهران أن معدل البطالة الرسمي في إيران يبلغ 15 مليون. في الوقت نفسه، يتم إضافة ما لا يقل عن مليون و ٢٠٠ الف باحث عن عمل إلی سوق العمل کل عام.
إن تماسک مختلف طبقات إيران، وخاصة العمال الإيرانيين، في انتفاضة الحرية، هو الخوف المتزايد الذي قاد النظام إلی رد فعل هستيري. لأنه من خلال الحد من الاحتجاجات في مکان واحد في إيران، سرعان ما تتجه العشرات من النقاط الأخری في إيران والتي لعب فيها جميع العمال دورًا بارزًا نحو الاشتعال والاحتجاج، لذلک، يمکن الاستنتاج أن الانتفاضة سوف تستمر في التسارع وأن الشعب الإيراني، بالانضمام إلی معاقل الثورة، يعدون أنفسهم للمرحلة الأخيرة من الانتفاضة.
مع هکذا توقعات ومن هذا المنطلق، سيذهب الإيرانيون إلی يوم العمال العالمي للاحتفال والترحيب به وجعله منصة لدفع الانتفاضة نحو الأمام.
يا مرحبا بعيد العمال العالمي

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة