الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومقراءات محتملة لزيارة ظريف للولايات المتحدة

قراءات محتملة لزيارة ظريف للولايات المتحدة

0Shares

علی أعتاب نهاية الموعد النهائي للاتفاق النووي وزيارة الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية للولايات المتحدة للاجتماع مع الرئيس الأميرکي حيث يقال إن المحور الرئيسي يرکز علی قضية الاتفاق النووي، ذهب ظريف إلی الولايات المتحدة. وأفادت الأنباء الرسمية أن ظريف يزور نيويورک بدعوة من مجلس العلاقات الخارجية الأميرکية ولمشارکة «الاجتماع الأعلی للسلام الثابت في الجمعية العامة للأمم المتحدة».
ويمکن توقع قراءات فيما يتعلق بزيارة ظريف. تؤکد قراءة علی أنه زار الولايات المتحدة لمجرد المشارکة في ذلک الاجتماع في الأمم المتحدة أو مجلس العلاقات الخارجية وما إلی ذلک إذ ليس من المعقول هذا الافتراض. کما يشير ظريف نفسه في مقابلة أجرتها معه قناة سي.بي.إس إلی قضايا تدل علی أن هدفه کان أعلی من مشارکة اجتماع علی سبيل المثال:
قضية تبادل السجناء مع الولايات المتحدة، ويقول ظريف إن السلطة القضائية في حکومتنا مستقلة وإطلاق سراح السجناء السياسيين ليس بيدنا من جهة بينما يؤکد علی أنه إذا ما تغير الولايات المتحدة تعاملها يمکن القيام بإجراءات في هذا الشأن.
کما يؤکد علی أنه في حالة خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سوف يکون جميع الخيارات علی الطاولة منها التخصيب. ويشدد ظريف علی أن الهدف ليس القنبلة النووية، وإن يخافون هؤلاء من تخصيبنا فالأمر يعود إليهم أنفسهم، وذلک يعتبر نوعا من التهديد باللغة الدبلوماسية. بالنتيجة تعزز هذه التصريحات قراءة أخری وافتراضا آخر حول رسالة تشير إليها زيارة ظريف.
والآن سؤال يطرح نفسه وهو ما هو موقف ظريف بشأن الموعد النهائي ومصير الاتفاق النووي نهاية المطاف؟ وتدل تصريحات ظريف في مقابلته مع قناة سي.بي.إس علی أن النظام لا يريد التخلي والتنازل والرضوخ لشروط نظير الملف الصاروخي والخروج من المنطقة ونهاية الاتفاق النووي!

النظام أمام مفترق الطرق بشأن الاتفاق النووي
قد يکون هذا الموقف قراءة أو افتراضا لأن النظام وجد نفسه الآن أمام طريقين. إما مواصلة هذا الدرب وعدم التنازل مما يجعله يواجه المجتمع العالمي أکثر فأکثر وهذا أمر خطير علی  النظام وذلک نظرا للظروف المتأزمة الداخلية التي يخاف منها النظام رغم مزاعمه، وإما القبول وتجرع السم بهدف إنقاذ الاتفاق النووي حيث تکون نتيجتها تنازلا متسلسلا مما ينتهي بإضعاف النظام أکثر فأکثر، الأمر الذي يؤدي إلی نهاية نظام ولاية الفقيه بحسب المسؤولين في النظام.

مراوغات النظام
قد تعتبر تصريحات ظريف علامة تدل علی عدم الاستسلام. ولکن في عالم السياسة بعض الأحيان تأتي هذه التصريحات تسترا علی اتخاذ درب عکسي حيث يختلف مع المواقف والتصريحات المعنلة جملة وتفصيلا والأمر ليس إلا مراوغة حسب ما تردده الألسنة. وسجل النظام مليء بهذه الأعمال: من قضية إيران غيت حيث کان خميني والنظام برمته يطلقون شعار الموت لأميرکا وإسرائيل بينما کانوا يخوضون صفقات تسليحية مع إسرائيل في نفس الوقت، إلی تأکيد خميني علی مواصلة الحرب حتی الطابوق الأخير في طهران وتشديد خامنئي علی عدم التراجع في القضية النووية حتی خطوة واحدة، ولکن تبين فيما بعد أن المفاوضات السرية کانت تجري مع إدارة أوباما حول الاتفاق النووي وتجرع السم.
والإعلان عن القرار النهائي للنظام يقتصر علی خامنئي نفسه وهو صاحب الکلمة الأولی والأخيرة وليست تحذيرات ظريف للولايات المتحدة موضوعا جادا في عالم السياسة.
ولزم خامنئي الصمت خاصة وأنه إذا ما کان قرار النظام الوقوف فعليه الإعلان عن ذلک في وقت مبکر وأن يعد العدة ويهيئ قواته من الناحيتين النفسية والعقلية، ولا يعني عدم اتخاذ أي موقف فيما لم تبق سوی 20يوما حتی نهاية الموعد النهائي. ويمکن فهم نقطة أخری من تلک الحقيقة وهي أن الظروف التي يعيشها النظام تجعل تحذيرات ظريف ما لا أهمية له.

الواقع الداخلي للنظام
وفي الحقيقة کيف تکون الظروف السائدة داخل النظام؟ واقتصاده علی حافة الإفلاس التام حيث أکد قبل أسبوع أحد المسؤولين في النظام علی أن 70بالمائة من مراکز الإنتاج أوقفت عملها.
وفي غضون ذلک ترتفع نبرة الأزمة الاجتماعية يوما بعد يوم حيث تشتعل لهب الاحتجاجات المتواصلة في نقطة بالبلد: أصفهان وورزنه وخوزستان وکردستان وکازرون وطهران وغيرها من المدن.
ومن جانب آخر نلاحظ داخل النظام تشديد صراع السلطة الذي يبلغ ذورته بين روحاني وقوات الحرس حيث استهدف روحاني بالأمس خامنئي في هجوم عليه. کما هناک قضايا أحمدي‌نجاد الذي يبرز نفسها أمام الزمرتين في النظام مما يعني أن التشتت في النظام دخل شوطا جديدا.
والآن إذا ما يريد النظام في الحقيقة تحذير الطرف المقابل فعليه أن يتکئ علی ظروفه الداخلية والدعم الشعبي بمعنی قاعدة شعبية تشد من أزره داخل البلد. غير أن القضية هي تختلف تماما حيث أکبر تهديد يواجهه النظام هو من الداخل والمواطنين الإيرانيين بحسب إذعان العناصر والمسؤولين الحکوميين. وهکذا يثبت أن تحذيرات ظريف هي استعراضية ولا تؤخذ علی محمل الجد.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة