الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالکتاب الذي لم ينشر!

الکتاب الذي لم ينشر!

0Shares
بقلم: هدی مرشدي
 
 
جريمتها کانت الکتابة؛ 
الکتابة عن الحرية والظلم الواقع علی السجناء والعيون التي ترتقب الإعدام.
الاحتفاظ بصور الشهداء والسجناء السياسيين في عقد الثمانينيات. جريمتها کانت الاحتجاج علی عمليات الإعدام.
باختصار وفي کلمة واحدة کانت حرّة أبية.
والآن تضحي بکل ذرة بوجودها اليوم في الحرب مع الدکتاتورية في سبيل هذه الحرية.
السيدة غولرخ ايرايي جنبا إلی جنب مع زوجها آرش صادقي في تاريخ ١٨ نوفمبر ٢٠١٦ وبدون أي استدعاء مکتوب مسبقا تم نقلهما إلی سجن أيفين. وتم الحکم عليها بالسجن لمدة ست سنوات بسبب الاحتجاج علی اجراءات واعمال الدکتاتورية الدينية الحاکمة في إيران وبسبب قصة لم يتم نشرها أبدا.
غولرخ ايرايي مع زميلتها في نفس قسم السجن أتنا دائمي في يوم ٢٤ يناير / ٢٠١٨ وبدون أي سبب واضح تم نقلهما من قبل مسؤولي السجن بالضرب والشتم والاهانة من قسم النساء في سجن ايفين إلی سجن قرجک. حدث هذا النقل في حين أنهم لم يتمکنوا حتی من أخذ ممتلکاتهم الشخصية من القسم حيث کانوا في السجن. وبعد بضعة أيام، أعلنت غولرخ ايرايي إضراباً عن الطعام في يوم 3 فبراير / شباط احتجاجاً علی النقل غير القانوني إلی سجن قرجک ورامين. بعد مضي ثلاثة أشهر تقريباً، تصرخ السيدة غولرخ ايرايي في جدل بين الحياة والموت، و غير آبهة بالوضع والظروف الراهنة.
يعتبر سجن قرجک ورامين أحد أفظع وأسوأ سجون النساء التي تفتقر إلی الحد الأدنی من المرافق الصحية والغذائية؛ ويقع المعتقل ومرکز الاحتجاز هذا في أعشاش کانت تستخدم کمداجن في الماضي.
مکان حبس هاتين السجينتين السياسيتين هو غرفة صغيرة في الحجر قسم 3 من السجن، فيه نقص حاد في المرافق الأساسية. في هذا السجن، يُمنع بقية السجناء من دخول مکان احتجازهن، وهاتين السجينتان السياسيتان معزولتان فعلياً وبعيدتان عن بقية السجناء الآخرين.
ليس لديهن أي ممتلکات شخصية أو ملابس مناسبة في الموسم البارد والقارس وهن محرمات من ممتلکاتهم الشخصية. حوالي 20 طفلاً في هذا القسم هم مع أمهاتهم. عدد من السجناء في هذا السجن هم أيضا نساء حوامل. في سجن قرجک ورامين لا يعتمد مبدأ الفصل بين الجرائم بالنسبة للسجناء.
ومن المثير للاهتمام ،أنه وفقاً للمادة 513 من قانون الإجراءات الجنائية الإيراني، جاء في الفصل الرابع من مبدأ الفصل بين الجرائم: https://iranlawclinic.com/doc/10d3e215619
مکان تحمل عقوبة السجن يجب أن تکون في سجن المنطقة القضائية التي أصدرت الحکم وأي عملية نفي أو نقل بعد أن يصبح الحکم قطعيا يعتبر زيادة في العقوبة وأمرا غير قانونيا.
وبناءا علی ذلک في حالة وقضية اتنا وغولرخ (أو ما تسميان بالمتهمتين !) فان مکان سکنهما ومکان المحکمة التي أصدرت الحکم کان في طهران ونقلهما إلی سجن قرجک (ورامين) يعتبر أمرا غير قانونيا.
أيضا، وفقا لمبدأ الفصل بين الجرائم والمادة 69 من قانون لوائح سجون النظام نفسه، جاء أن:
" ينبغي التصنيف في السجون وفقا للسوابق، والعمر، الجنس، الجنسية، نوع الجريمة، مدة العقوبة، الحالة البدنية العقلية، الشخصية والکفائات، ومستوی التعليم والتخصص". yon.ir/0x5zR
وبالتالي، وبسبب هذا النقل غير القانوني والفشل في معالجة شکاوی ومطالب حقوق السجناء ، قامت غولرخ ايرايي بإضراب الطعام هذا. من ناحية أخری، قابل القضاء الإيراني الاضراب هذا بعدم الاهتمام والاهمال والسعي لافشاله أو قام بتکذيبه.
الملا المجرم محمد جعفر منتظري المدعي العام للسلطة القضائية المرتبطة بالولي الفقيه في يناير ٢٠١٧ وصف الاضراب عن الطعام بأنه عملية تظاهر بالمظلومية وقال إن السلطة القضائية لن تخضع لعميات الاضراب عن الطعام.
وبهذه الطريقة يکون قد أعلن فعليا وبشکل قاطع ومؤکد أن نهاية أي نوع من أنواع المطالبات والاحتجاجات في السجون ستکون الموت واللامبالاة.
رغم جميع التحذيرات وخطابات المنظمات الدولية لم يتم اتخاذ أي اجراء من أجل انقاذ حياة السيدة غولرخ ايرايي حتی الآن.
بعد إضراب دام لمدة ٧٠ يوما وبعيون خافتة وجسم هزيل وأيادي لاحول لها ولا قوة ولکن بإرادة قوية ومقاومة تصرخ غولرخ بالحرية. لأن هذا النظام يعلم أن أعداد غولرخ ومريم وسعيد ورامين ليست قليلة. هؤلاء جزء من نسل کبير لاحصر له حتی تحقيق الحرية علی أرض إيران.
هيومان رايتس واتش والمبعوث الخاص للامم المتحدة المعني بحالات التعذيب والسلوکيات القاسية و اللانسانية وأيضا منظمة العفو الدولية طالبوا ضمن تقاريرهم التحقيق في هذه القضية وانقاذ حياة هذه السجينة.
هذه المطالب وهذه الإجراءات کانت جيدة ومفيدة في سياق القانون وحقوق الإنسان، لکنها کانت غير کافية وغير فعالة فيما يتعلق بالنظام المسعور والقمعي لولاية الفقيه في إيران. وطالما ظل هذا النظام في السلطة، فسوف يستمر في القمع واعمال العنف والانتهاکات المنتظمة لحقوق الإنسان.
المخرج الوحيد هو کما نادی به الشعب الإيراني المعترض والمحتج في المظاهرات وهو السقوط التام والکامل لهذه النظام وقبر هذه اللطخة الغير متجانسة في عصرنا. الأمر الذي توجهه وتقوده المقاومة الإيرانية المنظمة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ولم تتوان عن تقديم التضحيات ودفع أبهظ الأثمان في سبيل الوصول إلی هذه الغاية في العقود الثلاث الماضية. هذا الامر يستوجب اعتراف الدول بشکل رسمي بمطالب الشعب الإيراني المحقة والمقاومة المنظمة حتی يتمکن الشعب الإيراني من التخلص من شرور نظام القرون الوسطی هذا.
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة