الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانانتفاضة الشعب الإيراني ضد الديکتاتورية من اجل الحرية

انتفاضة الشعب الإيراني ضد الديکتاتورية من اجل الحرية

0Shares

نظرة الی دور شبکات التواصل الاجتماعي في انتفاضة الشعب الإيراني

 

 

بقلم:عبدالرحمن مهابادي

 
شبکات التواصل الاجتماعي بشکل عام و التلغرام بشکل خاص کانوا أحد الاشياء التي أوصلت الولي الفقيه في إيران وجميع مسؤولي وأجهزة النظام الإيراني المختلفة الی حد الجنون . التلغرام أحد أکثر برامج التواصل الاجتماعي شعبية في العالم وإيران حيث يتمتع بخاصية التشفير والترميز وأيضا قابلية ايجاد قنوات ومجموعات وامکانية التحکم بها وادارتها . ووفقا للاحصائيات التي انتشرت من قبل السيد باول دوروف مؤسس تطبيق التلغرام ورئيسه التنفيذي فان هذا البرنامج (تلغرام ماسينجر) يملک حاليا أکثر من ٢٠٠ مليون مستخدم نشط من بينهم ٤٠ مليون إيراني. السؤال الذي يطرح نفسه الان هو لماذا أعلن النظام الإيراني(تحريم) الکثير من الأمور فيما بينها شبکات التواصل الاجتماعي وبخاصة التلغرام علی الشعب الإيراني ولماذا يخشی النظام الإيراني دخول الشعب الإيراني الی هذه التطبيقات والمواقع ؟؟
الجميع يعلم أنه لاوجود للحرية في إيران. المقياس والمعيار لشرعية الحکومة ليس الرأي الشعبي بل يأتي من الله! ولذلک يعتبر رؤوس هذا النظام أي معارضة مع هذا النظام کنوع من المحاربة (عدو الله) والتي سيکون في انتظارها أشد أنواع العقاب. ولذلک کانت الحرية هي أول الضحايا في إيران الحالية. حيث حبل المشنقة يلتف حول عنقها. اعدام المعارضين هو منطق نظام ولاية الفقيه وظاهرة ذاتية ومتأصلة في هذا النظام الدموي.
في إيران لاوجود لأي منظمة (سياسية أو غير سياسية) أو أي وسيلة اعلام حرة ومتسقلة علی الاطلاق. علی مدی ٣٩ عاما من حکم الملالي في إيران التي کانت مهدا للحضارة الانسانية في هذه المنطقة من العالم جميع المنظمات والمؤسسات ووسائل الاعلام الموجودة فيها أصبحت بطرق ملتوية أو بسيطة جزءا من حکومة القمع والتعذيب التي ترکز حجرها الأساس علی رفض الحريات الانسانية.
ومن هذا المنظور الذي نستطيع أن نلمس من خلاله قدرا بسيطا لايذکر من ألم ومعاناة شعب هذا البلد البالغ عدد سکانه ٨٥ مليون. عندما نسمع أن إيران تحولت الی سجن کبير للإيرانيين من قبل النظام الحاکم عندها لايکون الأمر مبالغا فيه بل هي حقيقة واقعية مؤلمة وغير قابلة للانکار. الشعب الإيراني ولاسيما الشباب محرومون من حرية التواصل مع أقرانهم. وحش ولاية الفقيه العميل توغل في جميع الأماکن وحتی في بعض المنازل والحياة الخاصة للإيرانيين . هم محرومون مع حرية الوصول وسائل التواصل الغير حکومية . شبکات التواصل وأيضا شبکات التواصل الاجتماعي بشکل کامل تقبع تحت سيطرة وتحکم وزراة مخابرات النظام سيئة السمعة وبقية الأجهرة الحکومية القمعية. السبب الرئيسي الذي يکمن وراء امتلاک نظام ولاية الفقيه لاضخم سجل تعذيب واعدام علی مستوی العالم هو الطبيعة والبنية التحتية لنظام قمعي مجرم وقاتل.
ولکن يجب ألا ننسی أن ميزان الوحشية والبربرية هذا في العصر الحاضر لم يستطع منع الشعب الإيراني ولاسيما الشباب الإيراني من التحرک نحو الحرية. اعتقالات بالملايين والاعدامات والمذابح الواسعة الانتشار علی مدی ٣٩ عاما مضت وأنواع وأشکال التعذيب والقمع البدني والنفسي لم يسبق رؤيته في تاريخ البشرية المعاصر کله کان دافعا للشعب الإيراني ولأبنائه في المقاومة الإيرانية للاستمرار في النضال من اجل الحرية مصممين علی اسقاط الدکتاتورية الدينية الحاکمة. وذلک لانهم يرون أن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة يعتمد بشکل أساسي علی اسقاط هذا النظام.
الإجراءات الجنونية والهسترية الأخيرة للنظام الإيراني ضد وصول الشعب الإيراني للشبکات الاجتماعية تنبع من أن انتفاضة الشعب الإيراني الاخيرة باستهدافها کل من جناحي النظام الحاکم (المحافظ و الاصلاحي) اجتاحت حدود اسقاط النظام الحاکم. لقد دار الوضع في إيران بطريقة لايمکن التصور فيها عودته الی سابق عهده. يريد رؤوس النظام الان بهذه الاجراءات منع استمرارية الانتفاضة الإيرانية . علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لبرلمان النظام کان قد أعلن أن قرار اغلاق التلغرام تم اتخاذه علی أعلی المستويات ويقصد بذالک خامنئي .
موسی أفشار عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يقول حول هذا الموضوع أن النظام الإيراني عن طريق توقيف واغلاق برنامج التلغرام ينتهک قسما من حقوق الانسان . بروجردي بالاضافة لذالک قال أن النظام الإيراني يريد أن يستعيض عن التلغرام ببرنامج مراسلة وطني !! تکون ادارته في متناول النظام الأمر الذي يشکل بالطبع خطرا کبيرا علی الشعب الإيراني وذلک لان جميع المعلومات المتبادلة بين الشعب الإيراني سيتم تسجيلها في أنظمة النظام الجاسوسية والمخابراتية وسيترتب عليها عقوبات شديدة يقوم بها النظام ضد من يتجسس عليهم.
تصفية وحظر التلغرام من قبل نظام الملالي کان له ردة فعل شديدة وحادة من قبل الشعب الإيراني ويمکن القول ان مثل هذه الاجراءات کانت سببا في اتقاد شعلة الانتفاضة. بحيث أن بعض مسؤولي هذا النظام أيضا ارتعبوا من موضوع تصفية وحظر التلغرام وانعکاساته في أوساط الشعب الإيراني. ووفقا للتقديرات يوجد من ١٠ الی ١٥ ألف فرصة عمل انترنتي يتم تنفيذه عن طريق التلغرام . حسن روحاني کان قد تکلم مرة عن وجود ٣٠ ألف وظيفة يوفرها التلغرام . خلال عملية ايقاف التلغرام المؤقتة في ديسمبر ٢٠١٧ أدت الی خسارة حوالي ٥٠٠ مليار تومان علی حساب الشعب الإيراني .
الحقيقة هي أنه مع حظر النظام الإيراني للتلغرام لم يکتف الشعب الإيراني بعدم التحول نحو استخدام برامج المراسلة المرتبطة بالنظام الإيراني من نوع(سروش) بل تحولوا نحو استخدام برامج(کاسر الحظر) والمجتمع الدولي يسعی الان ليضع تقنية متقدمة أکثر في هذا المجال بيد الشعب الإيراني حتی يتمکن من کسر اجراءات النظام في تصفية وحظر التلغرام وحتی يتمکنوا من ايصال أصواتهم للعالم بشکل أفضل وأکبر.
بالنظر الی ما تکلمنا عنه يتبين بشکل جيد أن موضوع التلغرام الحالي بالنسبة للنظام تحول الی موضوع أمني جاد وحاد يهدد بقاء ووجود هذا النظام أکثر فأکثر . مسؤولو النظام يقولون أن مجاهدي خلق قد اخترقوا داخل إيران عن طريق هذه الشبکات من أجل اسقاط النظام . علي خامنئي في تاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧ في خطابه لمسؤولي النظام قال : ” فيما يتعلق بالفضاء الافتراضي أقول أن تحذروا من رمايات مدافع العدو . عليکم الانتباه والحذر . لاتستخدموا هذا الفضاء العدو ضد هويتکم ووجودکم ونظامکم … هناک الآلاف من المدافع شغلها الشاغل هو اطلاق الرمايات نحوکم .” .
المعرفة الصحيحة للتغيرات الداخلية والدولية في العلاقة مع إيران يرشدنا الی هذه الحقيقة بشکل جيد حيث :
● الآن يعد الشعب الإيراني نفسه لقطف ثمار انتفاضتهم وفي هذا الصدد فان تشکيل مراکز الثورة المرتبطة مع المقاومة الإيرانية يتجه نحو التوسع في جميع أنحاء إيران.
● تطور الجبهة الدولية والاقليمية ضد النظام بالتزامن مع استراتيجية المقاومة الإيرانية من اجل تغيير النظام في إيران أمر غير قابل للانکار. اقتراب موعد ال ١٢٠ يوم النهائي الذي حدده ترامب فيما يتعلق بالاتفاق النووي.
● ازدياد شدة حرب الذئاب في رأس هرم النظام کل يوم بشکل أکبر وانهيار النظام يقع في بوتقة التوقعات القريبة جدا.
● التزايد التصاعدي لقيمة الدولار أشعل وألهب المجتمع الإيراني أکثر من أي وقت مضی و انتفاضة الجائعين في الطريق.
في مثل هذا الطريق تتجه قوتان متخاصمتان في إيران – نظام ولاية الفقيه الديني الحاکم في إيران من جهة والشعب والمقاومة الإيرانية من جهة أخری – نحو الاصطفاف من أجل المواجهة النهائية وهذا هو التغيير الکبير الذي ينتظره الجميع والذي سيصل نحو منصة الظهور . حتما أن النصر سيکون من حليف الشعب والمقاومة الإيرانية و(الجيش المسقط لنظام ولاية الفقيه).

*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة