الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومفي إيران، لا تعود تعطي بقرة الإصلاحات الحليب

في إيران، لا تعود تعطي بقرة الإصلاحات الحليب

0Shares

بعد استقالة عمدة طهران «نجفي»، أثير جدل إفلاس الإصلاحيين المزيفين داخل النظام مرة أخری في وسائل الإعلام التي تديرها الدولة. هذه المرة عناصر ووسائل الإعلام التابعة لهذا الجناح اعترفت هي نفسها بفضيحة وتشتت هذا الجناح، هذه العصابة التي سبق وأن أعلن المواطنون الإيرانيون في 28 ديسمبر 2017 ، في الشوارع بشعار «أيها الاصلاحي والاصولي، لقد انتهت اللعبة»، نهاية عهدها المليئ بالخيانة والخداع، والتي ارتکبت کل الجرائم من أجل الحفاظ علی نظام ولاية الفقيه.
کانت قصة استقالة نجفي، إذلالا سياسيا لهذه الزمرة کاملة.  ووفقا لوسائل الاعلام الرسمية، اضطر نجفي إلی الاستقالة تحت طائلة الضغوط التي مارستها زمرة خامنئي في أعقاب حضور عمدة طهران في حفلة عقدت في برج ميلاد بالعاصمة قدمت فيها صبيات عروضا تشبه الرقص. وعقب هذا التطور، أثار المجلس البلدي لطهران جلبة وضجّة بأنه لا يقبل هذه الاستقالة ويجب أن يعود نجفي إلی وظيفته. وبحسب وسائل الإعلام الحکومية، فإن «التطورات خلف الکواليس» والتي لا تعود کونها تهديدات بالاعتقال والسجن، أجبرت نجفي علی الاستقالة مرة أخری.
علی وجه التحديد، طفت علی السطح خلال هذا الصراع بين العصابات، اعترافات غير مسبوقة بالفضائح وهشاشة بنيوية لهذه الزمرة وعلی لسان عناصرها. الواقع أن استقالة نجفي والهزيمة التي لحقت بالزمرة المسماة بالاصلاحيين في الصراع علی السلطة بين أجنحة النظام، کان مجرد رکلة أدت إلی انهيار هذه التشکيلة الزائفة.
هذه الزمرة التي أخذت صفة«الاصلاحيين» لنفسها، هي في واقع الأمر تلک الزمرة التي کانت تسمی بـ «نهج الإمام» في عهد خميني والتي کانت العصابة الأکثر فاشستية بين زمر النظام وهؤلاء معظمهم کانوا من المستجوبين والمعذبين في عقد الثمانينات الذين کانوا يعملون إمّا في النيابة العامة أو في وزارة المخابرات وغيرها من أجهزة القمع والإرهاب ويمارسون القتل بحق أنبل أبناء الشعب الإيراني وأکثرهم وعيا.
بعد الثمانينات، وبعد موت خميني، رأت هذه الزمرة، المصلحة في تغيير اللون کالحرباء، والخوض في العمل الثقافي، وهکذا ظلوا يخدمون نظام ولاية الفقيه. في حرب السلطة بين الزمرتين المتنافستين، نجحوا في بعض الأحيان في الإمساک بأغلبية مجلس شوری النظام أو کرسي رئاسة البلاد، کما في عهد خاتمي، وفي الفترة الأخيرة حيث أصبح روحاني رئيسًا للجمهورية لنظام الملالي. الخدمة التي قدمتها هذه الزمرة للنظام هي خلق أمل زائف في المجتمع تارة باسم البناء، وتارة تحت مسمی الإصلاحات، وتارة أخری باسم الأمل والاعتدال، کما لو کان هذا النظام القروسطي قابلا للإصلاح، وهکذا ساهموا في مواصلة الحياة المشينة لهذا النظام.
بالطبع، کان جزءا من استخدام هذه الخدعة للاستهلاک الخارجي وتفعيل سياسة المساومة الغربية، لتظهر أن هناک فصيلا معتدلا داخل الفاشية الدينية التي يمکن التعامل معه.
بطبيعة الحال، أصبحت فضيحة هذه العصابة الإصلاحية أکثر وضوحًا للشعب الإيراني، خطوة بعد خطوة، وفي کل مرحلة، بفضل نشاطات وعمليات الکشف التي قامت بها مقاومة الشعب الإيراني، وأصبح من الواضح أن الإصلاحي هو الجلاد نفسه الذي نفد عتاده، وحسب مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية، إن الأفعی في ولاية الفقيه، لن تلد حمامة أبدًا ، تلک الحقيقة التي يضطر أمناء هذه العصابة إلی الاعتراف أيضاً بأن ورقة الاصلاحات قد احترقت لدی النظام، وعليهم أن يفکروا في حيلة أخری.
وقال حسين مرعشي، المتحدث باسم حزب کوادر البناء في جانب من مقابلته مع صحيفة قانون: «يجب أن نکون صادقين في قولنا إن غالبية الناس قد تجاوزوا الإصلاحيين، لذا فإن التفکير النمطي الإصلاحي يحتاج أيضا إلی الإصلاح»!
وکتبت صحيفة جهان صنعت في عددها الصادر يوم 13 ابريل في مقال تحت عنوان «بقرة الاصلاحات لا تعود تعطي الحليب!»: «لقد تعب الناس من کل هذا التدليس وتفکير المصلحة النفعية وفقدوا ثقتهم بهذا التيار. تکمن النقطة الرئيسية في حقيقة أنه طالما لم يکن لدينا أحزاب حرّة ومستقلة حقيقية ومبدئية، وطالما کانت السلطة العليا هي المسيطرة علی الشعب في البلاد، فلن تکون التيارات السياسية مثل الإصلاحيين أکثر من مجرد دمية في الاراجوز (مسرح الدمی)، بل يزداد التشاؤم وعدم الثقة لدی الشعب يوما بعد يوم، وأزمات البلاد تصبح أعمق وأکثر تعقيدا».
إن استقالة رئيس البلدية في العاصمة طهران کشفت حقيقة للجميع مرة أخری، أن في الاستبداد المطلق في ولاية الفقيه، لعبة الانتخابات ليست إلا قول هراء. وعندما يتحدثون عن التشاؤم وانعدام الثقة، فإنه بالضبط الاسم المستعار للغضب والاشمئزاز الذي يکنه المواطنون تجاه نظام الإرهاب الحاکم باسم الدين  وخطر الانتفاضة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة