الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيوثائق مسربة تکشف تورط نظام الأسد في قتل الصحفيين

وثائق مسربة تکشف تورط نظام الأسد في قتل الصحفيين

0Shares

عاد ملف مقتل الصحفية الأمريکية (ماري کولفين) مجدداً إلی الواجهة ليفتح الباب أمام اتهامات جديدة إلی نظام الأسد وأجهزته الأمنية بالضلوع في عملية اغتيالها بمدينة حمص عام 2012 بعد أن کشفت شهادة مصدر حکومي سابق في نظام الأسد، مدعمة بوثائق حکومية داخلية.

وأوضحت الوثائق التي نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) تقريراً عنها ، کيف قامت “الدائرة المرکزية” في النظام بالإشراف علی الهجمات الموجهة ضد المدنيين والإعلام، لتکون أول قضية جرائم حرب ضد نظام الأسد. ويکشف هذا الالتماس عن ثروة من الأدلة المبينة لجرائم النظام، متضمنة شهادات من منشقين ذوي مستوی عالٍ، ووثائق حکومية سرية.

وکان مرکز العدالة والمحاسبة (CJA) ومکتب “شيرمان وستيرلنغ” للمحاماة، قد کشف عن التماس مقدم بالنيابة عن موکليهما، أفراد عائلة الصحافية القتيلة (ماري کولفين)، يطلب من المحکمة الفيدرالية في العاصمة واشنطن، أن تقوم بإصدار حکم غيابي ضد حکومة نظام الأسد لاغتيالها (کولفين)، المراسلة في صحيفة (ذا صنداي تايمز) البريطانية التي قُتلت بنيران مدفعية النظام السوري في 22 فبراير/شباط عام 2012، أثناء عملها مراسلة صحافية من داخل مدينة حمص السورية المحاصرة.

ووفقاً للأدلة التي حصل عليها (CJA) خلال ست سنوات من التحقيق عبر العالم، فإن کبار المسؤولين السوريين تعقبوا مکان وجود الصحفية، عن طريق تتبعهم إلکترونياً لموقع إرسال رسائلها الإخبارية من مرکز إعلامي سرّي في حمص، وتأکيد تلک المعلومات عن طريق مخبرين محليين للنظام. وباستخدام هذه المعلومات، شن النظام هجوماً استهدف الموقع بالصواريخ، ما أدی إلی مقتل ماري والمصور الفرنسي( ريمي أوشليک)، وجرح المراسلة الفرنسية (إديث بوفير)، والمصور البريطاني (بول کونروي)، والناشط الإعلامي السوري (وائل العمر).

وأکد المحامي (سکوت جيلمور) الذي يقود فريق مرکز العدالة والمحاسبة في هذه القضية، في تصريحات لشبکة (سي إن إن) أنه “بدأ تتبع کولفين وزملائها منذ لحظة وصولهم إلی لبنان. وأضاف “الأدلة التي يتم الکشف عنها اليوم لا تدع مجالاً للشک في أن نظام الأسد قد خطط بشکل منهجي للهجوم الذي قتل ماري، حيث تؤکد شهادة المصادر الداخلية والتسجيلات السمعية والبصرية وما يقرب من 200 وثيقة تم تهريبها سراً خارج سوريا، أن اغتيال ماري کان جزءاً من خطة أکبر لدی نظام الأسد لتصفية المعارضة وإسکات وسائل الإعلام”.

أدلة مسربة
وتتضمن أهم الأدلة المسربة شهادة من أحد المنشقين عن مخابرات النظام، أطلق عليه الاسم الرمزي (أوليسيس)، الذي قدم رواية دقيقة عن کيفية تخطيط النظام للهجوم الذي أودی بحياة الصحفية الأمريکية والمصور الفرنسي، کما قدم (أوليسيس) ما يقرب من 200 وثيقة سرية من الجهات العسکرية والأمنية التابعة للنظام يراها العالم لأول مرة، جمعتها لجنة العدالة والمحاسبة الدولية، وحصلت صحيفة (الشرق الأوسط) علی ملخص لها. وتکشف الوثائق ليس فقط عن کيفية تبني النظام لسياسة استهداف الصحافيين، ولکن أيضاً کيف قام کبار المسؤولين السوريين بشن حملة قمع ضد المعارضة في عام 2011 التي أدت إلی الحرب الأهلية في سوريا، کما تلقي هذه الوثائق الضوء علی ما يحدث داخل نظام الأسد.

وقدم المحامون عن عائلة (کولفين) شهادات خبراء من  السفير الأميرکي السابق في سوريا (روبرت فورد)، وأيضا (ديفيد کاي)، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير.

ويقول (هنري وايزبرغ)، أحد المحامين الشرکاء في مکتب “شيرمان وستيرلنغ” “هذه الدعوی القضائية من أولی الدعاوی التي تطلب من إحدی المحاکم تحميل نظام الأسد المسؤولية المباشرة عن جرائمه”، وأضاف “هذا المجهود لا يهدف فقط لتقديم قدر من العدالة لعائلة ماري – رغم کونه غير کافٍ – ولکن علی نطاق أوسع يهدف أيضاً للکشف عن الفظائع التي ارتکبها نظام الأسد، وهو أمر نأمل في أن يساهم في إنهاء معاملة النظام البشعة لشعبه”.

من جانبها، قالت ( کاثلين کولفين) شقيقة (ماري) لشبکة الـ (سي إن إن) “کنت أعتقد أن موت ماري سيکون حدثاً فاصلاً، وأن العالم سيلاحظ ذلک، وأن حکومة الولايات المتحدة قد تجد استهداف وقتل مواطن أميرکي أمراً لا يمکن تحمله. لکن أياً من ذلک لم يحدث”. وأضافت “لقد قُتلت أختي بسبب کشفها عن جرائم نظام الأسد الوحشية. إننا نقدم هذه الأدلة من أجل تحقيق العدالة لماري، وکذلک لآلاف السوريين من ضحايا القتل والتعذيب، ممن لم تتح لهم الفرصة لطلب العدالة بعد”. وأردفت “نأمل في أن تلهم قضيتنا المجتمع الدولي بتقديم مجرمي الحرب في سوريا للعدالة”.

يذکر أن الصحفية (کولفين) قدمت إلی سوريا في فبراير 2012، لتغطية حصار حي بابا عمرو في حمص من قبل نظام الأسد، الذي کان يعتمد علی التجويع والقصف، وفي آخر حوار لها مع (سي إن إن) قالت “إنهم يکذبون تماما عندما يدعون أنهم يلاحقون الإرهابيين فقط، فجيش النظام السوري يقصف مدينة لا يسکنها إلا المدنيون الذين يعانون من الجوع والبرد”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة