بقلم : شيماء رافع العيثاوي
لايزال قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الايرانية يأنون من آثار و تداعيات إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، خصوصا وإن تصريحاتهم و تأکيداتهم المختلفة بشأن ذلک، تبين بأن الضربة التي وجهتها منظمة مجاهدي خلق لهم من خلال تمکنها و بجدارة من المشارکة و المساهمة في تلک الانتفاضة، کانت من القوة بحيث لايستطيعون إخفاء آثارها.
“لقد أعدت (مجاهدي خلق)، بدعم من أعداء النظام الإقليميين وخارج الإقليم وأعداء أبناء الشعب الإيراني خططا مفصلة ومعقدة لإنهاء عمل الجمهورية الإسلامية في إيران”، بهذا الکلام الملئ بالمغالطات و التناقضات، يسعی قائد الحرس الثوري الايراني في تصريح له في يوم 4 أبريل 2018 أثناء اجتماعه مع القادة والمسؤولين والموظفين في الحوزة المرکزية ومختلف المستويات لقوات الحرس في طهران، تبرير الموقف الهزيل لنظامه أمام الشعب المتطلع للحرية و الذي صار يری في منظمة مجاهدي خلق قدوته من أجل ذلک.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي هو في الحقيقة غارق حتی أذنيه في تلال من المشاکل و الازمات التي لاحل لها، ويواجه ظروف و أوضاع صعبة علی الصعيدين الاقليمي و الدولي خصوصا بعد أن صار مسخرة و مهزلة للأوساط السياسية بسبب نتائج تدخله في سوريا حيث لم يحصد في النهاية سوی الخيبة و الخسارة و الخذلان فيما إستأثرت روسيا بالغنيمة کلها في سوريا، هذا النظام يعلم جيدا بأنه يجلس علی رمال متحرکة قد تبتلعه في أية لحظة، وإن قائد الحرس الثوري قد کشف بکل وضوح خلال إجتماعه المشار إليه عن خوف النظام من الجو المتفجر للمجتمع والعدو الرئيسي للنظام.
هذا النظام الذي يسعی لخداع نفسه و جلاوزته و بأن يظهر نفسه قويا و بإمکانه مواجهة الاخطار و التحديات و التهديدات المحدقة به، لکنه في الحقيقة أضعف و أعجز مايکون وهو لايعلم من أهن و متی و کيف ستأتيه الضربة القاصمة القادمة ولذلک فإنه يضرب أخماسا بأسداس و يتخبط في تصريحاته و مواقفه ولايعرف کيف يغطي علی عجزه و خوفه من المستقبل، لکن الحقيقة التي لامجال لإنکارها هي إن مايعانيه النظام ليس مجرد کابوس عادي بل إنه أکثر من کابوس، ذلک إن حصيلة ظلم و إضطهاد أربعة عقود بات يتجسد سخطا و غضبا في الشعب الايراني الذي صار يعلم بأن هذا النظام لاخير فيه أبدا ولايوجد أفضل من إسقاطه و تغييره خصوصا بعدما صار واضحا جدا إستحالة تحقيق أي تغيير إيجابي فيه لصالح الشعب.
