الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانذکری ملحمة أشرف

ذکری ملحمة أشرف

0Shares

بقلم : هدی مرشدي

 
دائما ما، کان للملاحم والشعب الملحمي تاريخ وخلفية ومصدر واصول ومقدمات؛
لکن‌ ملحمة ٨ أبريل ٢٠١١ في مخيم أشرف علی أرض العراق الشائکة کانت ملحمة مجيدة وحدث بشکل غیر متزامن وغير متوقع.
کان فجر ٨ أبريل عندما غطی غبار التراب الشمس ربما کانت الشمس خجولة من حدوث هذه الواقعة المفجعة التي کانت ستحدث أمام ناظرها.
بدی شروق الشمس ثقيلا جدا في بدايته ومع أول اشعته کان شاهدا علی شلال مستمر من زخات النيران والبنادق. من طرف واحد کان هناک خيل «يزيد» المستأجرة من قبل حکومة الملالي و المسلحين المدججين والمعجبين علی المدرعات ومن طرف آخر کان هناک المجاهدون المصممون علی الثبات والصمود بأيديهم الخالية وايمانهم الکامل بالنصر. کانت معرکة مشرفة ومواجهة غير متساوية في مقابل الايادي الخالية لکن القلوب والرؤوس کانت متحمسة مع قوات حکومة العراق المسلحة والعميلة لولاية الفقيه.
طعام أعدائهم في ذاک اليوم کان دماء أبناء ثری إيران الصغار .
بعد 6 ساعات من المعرکة المستمرة، تراجع المرتزقة العاجزون واللاهثون. نعم، کان هناک خامنئي والمالکي اللذان فشلا في قهر وأسر مخيم أشرف. بينما من طرف آخر کان هناک المجاهدون الذين، رغم کل المصاعب والإصابات والشهداء، حافظوا علی الفخر والانتصار، رفعوا راية الحرية.
مضت ملحمة ٨ أبريل عام ٢٠١١ وتم تسجيلها في تاريخ إيران کلوحة مجيدة ومخلدة مع نسائها اللبوات ورجالها الابطال الشامخين کالجبال. النسوة الشابات أمثال فائزة وآسية وصبا وجهن رسالتهن الأخيرة مخاطبات العالم کله ” بانهن صمدن ووقفن وسيظلن صامدات حتی النهاية ” في ذاک اليوم قالت صبا : نقف بأيادي خالية وباجساد عارية و غير مدرعة. نقف بايمان وعشق کامل لمثلنا العليا ووقفت وحدها وسقطت بقامتها الشمّاء علی الأرض وبقيت نصبا تذکاريا رسميا وتقليديا لجيل إيران. وهذا يستمر حتی يومنا هذا.
مضی سبعة أعوام علی ذلک اليوم وفي السبع سنوات هذه کانت دماء نفس هؤلاء المجاهدين التي يتردد صداها اليوم في جميع أزقة وشوارع إيران.
انتفاضة ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧ في ١٤٢ مدينة إيرانية هي امتداد واستمرار لنفس هذه الدماء الدافئة التي اراقتها القوی القمعية لنظام المالکي العميل لولاية الفقيه في العراق .انفجار اجتماعي ناجم عن الفقر الذي نخر عظام الشعب وکل طبقات هذه الانتفاضة استهدفت کل ارکان النظام من خلال الشعارات المعادية لخامنئي وروحاني ومن خلال شعار «ايها الاصلاحي وايها المحافظ لقد انتهی الأمر».
هذه الانتفاضة لم تکن محصورة في مدينة طهران أو عدة مدينة إيرانية محدودة بل کما سمعنا في الرسالة الخامسة للسيد مسعود رجوي بمشارکة الشعب في اکثر من ١٤٢ مدينة إيرانية. هذه الانتفاضة غير قابلة للانطفاء والاخماد وکل يوم وکل ليلة ترتفع اصوات الموت للدکتاتور في کل مدينة.
الشعب وقف بايادي خالية ولکن مع شعارات ساحقة لماذا يا تری أصبح الوقوف بيد خالية سنة وتقليدا في إيران. اليوم أيضا يقف کل أبناء الشعب الإيراني المقهور في جميع انحاء إيران بأيادي خالية مستمرين علی نهج (الشهيدة صبا) ليتابعوا طريقها.
في ذلک اليوم ردد المجاهدون في مخيم أشرف معا وبصوت واحد صارخين بکلمة (لا) واليوم کذالک الأمر بالنسبة للشعب الإيراني.
حالة الازمات التي تضرب نظام الملالي هي نتيجة أعمال المقاومة التاريخية للشعب الإيراني التي لم ترغب يوما في هذا النظام. لقد اقترب زمان سقوط هذا النظام وانتفاضة الشعب الإيراني مستمرة حتی النصر النهائي بالاستناد الی تشکيل مراکز للثورة واستراتجية الف مخيم کمخيم أشرف. لقد انتهی الامر بالنسبة لنظام الملالي والشعب الإيراني في هذه الايام يحتاج الی سماع صوته من قبل المجتمع الدولي والعالم ليقدموا الدعم اللازم لهم ويحترموا مطالبهم المشروعة في نيل الحرية والديمقراطية.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة