الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانفي إنتظار ثورة البرکان

في إنتظار ثورة البرکان

0Shares


بقلم:سهی مازن القيسي

 


عندما يبدأ البرکان بغليان متواصل دونما إنقطاع فإن المنتظر و المتوقع هو أن يثور هذا البرکان في أية لحظة و يلقي بحممه الی الخارج، والشعوب التي تواجه الحرمان و الکبت و القمع المتواصل و يشتداد الضغط عليها بشکل متواصل، فإن الذي لاشک فيه أبدا هو إن هذا الشعب لايمکنه خزن کل هذا الحرمان و الکبت و القمع، لأن التحمل المجموع مثل تحمل الفرد له حدود معينة و عندها يحتاج الی الاستفراغ، والذي يتم في ضوء الحالات السلبية بظواهر عصبية و إنفعالات نفسية قوية عند الافراد أما لدی المجموع فإنه يکون في صورة تمرد أه إنتفاضة أو ثورة.
معظم أجنحة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تتفق تماما بأن الاوضاع وخيمة جدا وإن وإن السخط و الغضب الشعبي مازال قائما وقد ينفجر في أية لحظة بوجه النظام، لکن الامر الذي يجب أن نأخذه بنظر الاعتبار و الاهمية، هو إن الحکومة الايرانية التي يترأسها روحاني و بإعتراف جميع الاجنحة عاجزة تماما عن إيجاد حلول للمشاکل و الازمات التي تعصف بالبلاد، مع ملاحظة إن حکومة روحاني وعلی الرغم من الاوضاع المعيشية بالغة السوء للشعب الايراني، والذي کان أحد الاسباب الرئيسية وراء إندلاع الانتفاضة الاخيرة، فإنها منحت الاولوية للمسائل الامنية، وهذا يعني بأن الاوضاع ستستمر بالتدهور و يتصاعد حدة التوتر فيها.
الشعب الايراني الذي وصل به الحال الی أسوء مايکون وظهرت الآثار و التداعيات السلبية للسياسات الرسمية الايرانية الخاطئة عليه بوضوح، وهو في نهاية الامر من يدفع ضريبة أخطاء القيادة ممثلة بشخص المرشد الاعلی للنظام و الحکومة معا، وإن ترديده لشعار ينادي بالموت لخامنئي و لروحاني، يعني إنه صار يدرک جيدا بأن سبب فقره و معاناته يعود الی هذين الشخصين بشکل خاص.
قيام حکومة روحاني بمنح الاولوية للجوانب الامنية و تقديمها علی الجوانب الاخری، يعني إنها تزيد من سرعة غليان برکان الغضب الايراني، خصوصا عندما تراهن علی القمع و الکبت و القمع کوسيلة وحيدة لمواجهة الحالة، وهي مع تبريرها بأنها تريد قطع الطريق علی منظمة مجاهدي خلق، لکن الاخيرة لم تأت یژفراها و طروحاتها بشأن الاوضاع السلبية الايرانية من فراغ، کما إنها لم تطرح أيضا طريق و اسلوب الحل إعتباطا، فالطبيب وعندما يری القدم مصاب بالغنغرينا فإنه يقوم بقطعه أو عندما يری ورما سرطانيا فإنه يقوم بإجتثاثه، وإن المنظمة عندما رفعت شعار إسقاط النظام فإنها رفعته لعدم بقاء أي طريق آخر لمعالجة الاوضاع و إيجاد الحلول لها سوی هذا الطريق وکما نعلم فإن آخر الدواء الکي!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة