الأربعاء, أبريل 24, 2024

لاضفة أمان

0Shares


بقلم : نجاح الزهراوي


أهم و أقوی سبب وراء إطلاق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لمزاعم الاعتدال و الاصلاح هو من أجل التمويه علی العالم من إن هذا النظام مرن و سلس و قابل للتکييف و التغيير، في سبيل توفير الاجواء المناسبة له من أجل عبوره بسلام الی ضفة الامن، وإننا إذا مالاحظنا الفترات التي تم خلالها إطلاق هذه المزاعم، نجد إنها کانت عندما يشعر النظام بأنه محاصر و إن أوضاعه صعبة و الاخطار و التهديدات محدقة به من کل جانب، ولذلک يعمد الی هذه اللعبة من أجل الالتفاف علی کل تلک المخاطر و حصوله علی الامان.
روحاني الذي تم إنتخابه منذ آب/أغسطس 2013، وهو يواصل ولايته الثانية، لم يتمکن من تحقيق ولو وعد واحد فقط من کل تلک الوعود و العهود المعسولة التي قطعها کذبا و زيفا للشعب، ولاريب من إن کذبه قد توضح للشعب تماما، خصوصا بعد أن ساءت الاوضاع في عهده الی أسوء مايکون، حيث تصاعدت الاجراءات القمعية التعسفية الی أبعد حد ولاسيما حملات الاعدامات و حملات الاعتقال التعسفية الی جانب تردي الاوضاع المعيشية و الاقتصادية الی الحد الذي إضطر فيه الشعب لبيح فلذات أکباده و أعضاء بدنه لکي يواصل العيش.
إطلاق شعار”الموت لخامنئي”و”الموت لروحاني”، خلال إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، جاء بمثابة تأکيد قاطع من جانب الشعب الايراني حلی إنعدام ثقته بالنظام و رفضه لمزاعم الاعتدال و الاصلاح، تماما کما شددت منظمة مجاهدي خلق منذ بداية إطلاق هذه المزاعم عندما أصرت بإستحالة إجراء أي إصلاح أو إعتدال في ظل هذا النظام القمعي الذي يجد في القيام بإجراءات إصلاحات حقيقية أو إعتدال بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة علی رأسه، ولذلک فقد صار واضحا من إن لعبة الاعتدال و الاصلاح قد إنتهت ولم تعد تنطلي علی أحد، ومن هنا فإن الاوضاع بدأت تسوء أکثر من أي وقت مضی ولاسيما بعد أن صار بأسهم بينهم و وصل الصراع بينهم الی الذروة حيث من المنتظر و المتوقع حصول تصفيات علی أثر ذلک.
لم يعد بوسع روحاني أن يؤدي و ينجز مهمته في عبور النظام الی ضفة الامان بسلام کما أداها خاتمي، لأنه ليس الشعب الايراني فقط وانما العالم کله صار علی إطلاع بالمهمة الحقيقية لروحاني ومن إنه يبذل مابوسعه من أجل إنقاذ النظام من محنته و أوضاعه البائسة، وإن إصرار الشعب و طليعته الثورية منظمة مجاهدي خلق علی النضال الدؤوب من أجل إسقاط النظام و تغييره صار حازما و حاسما والدليل علی ذلک إستمرار الاحتجاجات الشعبية دونما إنقطاع بصورة تؤکد من إنه ليس هناک من ضفة أمان للنظام کي يعبر إليها بسلام.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة