الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننظام محاصر بالاحتجاجات و الرفض

نظام محاصر بالاحتجاجات و الرفض

0Shares


بقلم : يلدز محمد البياتي


إحتجاجات الالاف من المواطنين في الأهواز للاعتراض علی البرامج المهينة للتلفزيون الحکومي للمواطنين العرب ومع الاهتام بها إعلاميا، لکنها لم تکن لوحدها فقد شهدت مدن أخری في البلاد أيضا احتجاجات من قبل شرائح منکوبة بأعمال القمع والاضطهاد التي يمارسها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ضدها، فهناک علی سبيل المثال لا الحصر، الجولة الجديدة من إضراب عمال هفت تبه لقصب السکر منذ 27 مارس عقب إعلان المسؤولين الفاسدين للشرکة عن إغلاق المصنع. کما إن هناک أيضا تجمع أهالي قرية جودانه، أمام قائممقامية ميامي (بمحافظة سمنان) احتجاجا علی مشکلة نقص المياه الخطيرة. کما إن مزارعوا زيارفي في إصفهان”ثاني أکبر مدينة في إيران”،  احتجوا علی أزمة المياه وتدمير زراعتهم، وترکوا جراراتهم وطالبوا بحصتهم من المياه. فيما إحتشد مزارعو لنجان في أصفهان مع جراراتهم أمام مقر القائممقامية للاحتجاج علی شحة المياه. إضافة الی تجمع أهالي مدينة فال الواقعة جنوب محافظة فارس للمرة الثالثة أمام قائممقامية المدينة واحتجوا علی بناء خط أنابيب الغاز علی الأراضي الطبيعية للمنطقة وطالبوا بتغيير اتجاه خط أنابيب الغاز. وهذا کله يشکل جانب من النشاطات و التحرکات الاحتجاجية التي تعم سائر أرجاء إيران.
هذه الاحتجاجات التي تتوسع و تحتد أکثر فأکثر مع مرور الايام، وضعت و تضع النظام في موقف صعب و حساس، فهو يتخوف من التحرک ضدها کلها لأنه يعلم بأن ذلک سيولد الانفجار الکبير ضده و الذي سيحسم أمر النظام من الاساس، ومن جهة أخری يتخوف من إستمرارها و توسعها لکنه لايملک وسيلة و سبيلا للتعامل معها إلا من خلال الممارسات القمعية التي لم تعد مجدية في مواجهة الحالة، خصوصا وإن النظام يکاد أن يعلن إفلاسه بعد أن صار إقتصاده علی شفا هاوية الانهيار الکامل ولاسيما بعد تراجع الريال الايراني الی أدنی سعر له أمام الدولار الامريکي.
في ظل هذه الاوضاع المزرية داخليا و التي لايستطيع النظام إيجاد حلول و معالجات لها، فإنه يواجه رفضا کبيرا من جانب شعوب و دول المنطقة علی تدخلاته السافرة و صارت المطالب ليس ترتفع بإنهائها وانما حتی برفض أذرع النظام العميلة في بلدان المنطقة و الدعوة الی حلها، هذا في الوقت الذي نشهد فيه إرتفاع الضغوطات الامريکية و الاوربية علی النظام و التي باتت تظهر آثارها السلبية عليه بوضوح، فإن النظام لايتضايق من کل هذه التحرکات و الضغوط بقدر رعبه الکبير من تصاعد دور و مکانة منظمة مجاهدي خلق في داخل و خارج إيران بحيث صارت أيقونة لإيران و رمزا کبيرا لنضال شعبها المتواصل و الدؤوب من أجل الحرية و الکرامة و العدالة الاجتماعية، فالنظام يعلم جيدا بأن هذه المنظمة البديل السياسي الوحيد له و إنها الوحيدة التي تستطيع تحطيم رکائزه و إنهياره، وهو لايعلم ماذا يفعل في غمرة محاصرته داخليا بالاحتجاجات و الرفض الشعبي والتي صار لمنظمة مجاهدي خلق أکثر من دور فيها.

 

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة