بقلم : هناء العطار
عام 2017، ودعه الشعب الايراني بإنتفاضة عارمة ألقت الرعب في قلوب قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وجعلتهم يتخبطون في تصريحاتهم و أقوالهم خوفا من هذه الانتفاضة التي باغتتهم بصورة لم يتصورونها أبدا، خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق هي من کانت علی رأسها و تقود الشعب الايراني نحو مستقبل أفضل، هذا العام قد حفل ب” 5762″، تظاهرة و نشاط إحتجاجي بحسب تقرير نشرته منظمة مجاهدي خلق قامت بتوثيقه بالارقام و التواريخ.
إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، التي کانت تحولا نوعيا في شکل و مضمون و سياق النشاطات الاحتجاجية المعارضة للنظام و شعر النظام بخطورتها الکبيرة جدا عليه ولذلک فقد فقد صوابه في کيفية مواجهتها و إخمادها حتی طفق يقوم بعمليات إعتقال عشوائية للمشارکين فيها طالت أکثر من 8000، مواطن إيراني حيث قضی أکثر من 16 منهم نحبهم تحت التعذيب الوحشي، لازالت مستمرة وإن الاحتجاجات المندلعة في مختلف أنحاء إيران و التي تشمل مختلف القطاعات و تشارک فيها مختلف شرائح و أطياف و أعراق و طبقات الشعب الايراني، صارت ترعب النظام کثيرا وإن التصريحات و المواقف المتزلفة للمحتجين بشکل عام و للذين شارکوا في إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، بشکل خاص، تدل علی إن النظام يتخوف کثيرا من إندلاعة کبری مرتقبة لها ولذلک فإنه يسعی عن طريق التملق و النفاق أن يحول دون ذلک عبثا.
هل سيشهد عام 2018، تحرکات إحتجاجية أقل من العام الذي سبقه؟ وهل سيکون عام أمن و أمان للنظام بعد أن جعل جانب کبير من تخصيصاته للشؤون الامنية؟ منذ بداية العام 2018، إجتاحت و تجتاح إيران إحتجاجات عاصفة في سائر أرجائها وإن النظام بنفسه يعترف بذلک و يتخوف منها کثيرا، خصوصا وإنه يعيش هاجس اللحظة التي تلتقي فيها مجددا الاحتجاجات و تتزامن مع بعضها لأنه يعلم من إنه لاخلاص هذه المرة من عاصفة الانتفاضة مهما عمل.
وإذا ماکان هذا العام عاما يشهد التصعيد في النشاطات الاحتجاجية المختلفة ضد النظام فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل سيتمکن النظام من تجاوز هذا العام و العبور الی الضفة الاخری بسلام؟ معظم أبناء الشعب الايراني لايرون مستقبلا للنظام و يعتقدون بأن أيامه صارت معدودة، خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق تصعد هي الاخری من نشاطاتها داخليا و خارجيا بإتجا‌ه التضييق علی النظام و إن النظام نفسه ومن خلال تصريحات قادته و مسؤوليه لايتفائلون أبدا بالمستقبل!
