السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالظروف الصعبة و الاصعب منها

الظروف الصعبة و الاصعب منها

0Shares


بقلم :  رؤی محمود عزيز


 إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، والتي زعزعت أرکان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عندما أکدت طابعها السياسي بإطلاقها لهتافات تطالب بإسقاط النظام و تغييره، علی الرغم من إن قادة و مسؤولي النظام و من أجل إحتواء الانتفاضة و إجهاضها من خطها السياسي، زعموا بأنها کانت إحتجاجات لأسباب إقتصادية محضة، إلا إن الذي يلفت النظر کثيرا هو إن النظام ومع إدعائه الکاذب هذا يقوم بشد الخناق إقتصاديا أکثر فأکثر علی الشعب الايراني!
الشعب الايراني الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة و يواجه أزمة غلاء غير مسبوقة، الی الحد الذي باتت أکثريته تحت خط الفقر، فإن  المساعد الإقتصادي لوزير التعاون والعمل والرفاه الإجتماعي، يطلق تصريحا مثيرا للتقزز عندما يقول:” يجب ألا يکون لدی المواطنين مياه وکهرباء  ووقود رخيص”، ذلک إن من يقرأ هذا التصريح يظن وکأن النظام جعل الشعب متخما بالمواد و البضائع الرخيصة، في حين إن الحقيقة عکس ذلک تماما.
هذا المسؤول الذي يتحدث عن إصلاحات مزعومة و يدافع عنها بإستماتة، يشدد علی ضرورة رفع الدعم الحکومي ومع تقبله لأن ذلک سيؤدي الی إحتجاجات شعبية، إلا إنه يستطرد قائلا:” هذه الاحتجاجات ليست مهمة” مستنتجا بأن:” الاختيار بين الظروف الصعبة والأصعب لمستقبل الاقتصاد الإيراني”، وهو عندما يتحدث عن الاقتصاد الايراني، يتناسی بأنه إقتصاد منهار من جراء سوء التخطيط و سوء الادارة و الفساد المستشري و سيطرة الحرس الثوري علی جانب کبير منه و توظيفه من أجل مصالحه الضيقة، وإن التضحية بمعاناة الشعب من أجل هکذا إقتصاد يستفيد منه النظام فقط، إنما هو ظلم کبير سوف لن يسکت عليه الشعب الذي صار يعرف ماهية و معدن النظام.
الظروف الصعبة هو أن يعيش الشعب الايراني في ظل هذا النظام الفاسد، و الظروف الاصعب من ذلک أن يبقی و يستمر هذا النظام، فذلک يعني ليس إستمرار المعاناة و الحرمان فقط وانما مضاعفتها، وإن الشعب الذي سأم من حياة تحکمها القيود و السجون و المشانق و الفقر و المجاعة و الحرمان، صار يعلم جيدا بأنه ليس هناک من مخرج للخلاص من شرور هذا النظام و عدوانيته المفرطة إلا بإسقاطه، ولذلک فقد تيقن و آمن تماما بالشعار المرکزي لمنظمة مجاهدي خلق و الداعي لإسقاط هذا النظام کحل عام و شامل لکافة الاوضاع الوخيمة التي نجمت و تداعت عن حکمه الاستبدادي الظالم طوال ال39، عاما المنصرمة، وإن الشعب الذي هتف في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، متمسک بهذا الشعار و مناضل من أجله حتی تحقيقه عن قريب.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة