الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانفخار يکسر بعضه

فخار يکسر بعضه

0Shares


بقلم: سعاد عزيز


عندما تشتد الازمات علی أي نظام سياسي و تحاصره من کل جانب ولايعد في الامکان مواجهة تلک الازمات و إيجاد ثمة حلول مناسبة، وعندما يصل سخط و تذمر الشعب الی أقصاه و کل شئ يشير الی إحتمال إنفجار برکان الغضب لديه، فإنه من الطبيعي جدا أن نجد تصاعد الصراعات بين أقطاب النظام و السعي لإلقاء تبعات المسؤولية علی بعضهم البعض و نشر الدفاتر و الملفات القديمة من أجل تحقيق أکثر من هدف رغم إن الهدف الاکبر لدی معظم الاقطاب هو کسب رضا و عطف الشعب في حال حدوث أي تغيير، وهذا مايحدث الان في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية!
الصراعات المتصاعدة بوتيرة غير مسبوقة ليس بين جناحي النظام فقط وانما حتی داخل الجناحين نفسهما، مؤشر واضح جدا علی إن الاوضاع في إيران تسير بإتجاه أقل مايقال عنه”غير إعتيادي”، وتصاعد الصراعات يعود الی عاملين مهمين مترابطين ببعضهما البعض وهما:
ـ إندلاع إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول المنصرم والذي سحب کل ماکان النظام يغطي تحته أعذاره و مبرراته و کشفته علی حقيقته الی الحد الذي لم يبق عليه حتی ورق التوت، ولم يتمکن النظام من إنهاء هذه الانتفاضة و إخمادها کما فعل مع الانتفاضة السابقة وقد تندلع بقوة أکبر في أية لحظة وهو ماتتوقعه أوساط النظام و تترقبه بحذر و قلق غير مألوفين.
ـ هذه الانتفاضة التي هتفت بالموت للنظام و طالبت بإسقاطه، فإنه طالبت النظام أيضا في شعار مرکزي آخر لها بتوفير”العمل و الخبز و الحرية”، وهي أمور لم يعد بوسع النظام في ظل أزمته الطاحنة أن يضمن توفيرها، ولذلک فإن الاسباب الموجبة لإندلاعة مجددة عنيفة جدا للإنتفاضة متوقعة في أية لحظة.
التصريحات و المواقف المتوترة و المتشنجة المتبادلة داخل الجناحين من جهة و بين أقطاب الجناحين ضد بعضهما، تؤکد علی إن النظام صار يعلم جيدا بأن إيران سائری بخطی متسارعة نحو منعطف تقود کل طرقاته الی التغيير السياسي الجذري في إيران، ويبدو أن مساعي رکوب موجة الانتفاضة قبل إندلاعتها الاخيرة، صار هاجسا لدی القادة و المسؤولين الايرانيين الذين يرون بأن اللعبة تسير نحو النهاية ولم يعد هناک من أي حل يمکن أن يلائم مجريات الامور و يوقفها من السير بالنظام بإتجاه الهاوية.
الاوساط السياسية الايرانية الحاکمة تعلم جيدا بأن الصراع الحقيقي ليس هو الذي يدور داخل أروقة النظام من أجل إنقاذه و إخراجه من محنته و أزمته الخانقة وإنما بين النظام من جهة و بين الشعب و المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و التي صار العالم علی إطلاع بها وصار المراقبون و المحللون السياسيون يترقبون أحداثا و تطورات غير مألوفة بحيث تقود إيران نحو المفترق النهائي.
عندما يخرج المرشد الاعلی للنظام لکي يبرر فشل و عجز النظام و يعتذر للشعب، وعندما ينشر قادة و مسؤولوا النظام غسيلهم”القذر”، و يکشفون عن أمور لم يکن إطلاقا کشفها لو لم تندلع إندلاع إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول الماضي، فإن ذلک لايعني أبدا أن الوضع في إيران کما في القول المأثور”فخار يکسر بعضه”، بل إنه يعني إن إيران قد أصبحت قاب قوسين أو أدنی من مخاض التغيير الجذري!


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة