الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمن أين جاءت المشکلة الدينية في المنطقة؟

من أين جاءت المشکلة الدينية في المنطقة؟

0Shares


بقلم:مثنی الجادرجي


المشکلة الدينية ببعدها المتشدد و عمقها الطائفي المتطرف و الذي صار يغزو بلدان المنطقة بشکل أس آخر، لم يکن موجودا إطلاقا بهذا الشکل و الحجم قبل 39 عاما، بل إننا نستطيع القول من إنه لم تکن هناک مشکلة دينية أبدا، ولکن الذي تبين بأن هذه المشکلة لها علاقة راسخة مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث إنه و قبل تأسيس هذا النظام لم تکن المشکلة الدينية بهذه القوة من التأثير في الاحداث و التطورات في المنطقة، بل يمکن القول بأن المشکلة الدينية و الفتنة الطائفية المرادفة لها قد جاءت بعد تأسيسه وإنها تستمد قوتها و ديموتها من التدخلات الايرانية و النهج السياسي ـ الفکري لهذا النظام، فهو”أي هذا النظام” يمثل مرکز و بؤرة و أساس التشدد الديني و التعصب الطائفي.
الملفت للنظر، هو إن النظام الايراني و من أجل صيرورته مرکزا للتشدد الديني و تصدير الفتنة الطائفية، فإنه قد ثبت ثلاثة مواد في دستوره هي المواد 3 و 11 و 154، تنص علی دعم التطرف الديني و تشجيع الارهاب تحت غطاء الوحدة الاسلامية و نصرة المستضعفين، ولعل تفاخر العديد من القادة و المسؤولين في النظام، بنفوذ طهران في 4 بلدان عربية، يبين بإن ليس هنالک من جناح أو تيار في النظام بإمکانه التخلي عن هذه الاستراتيجية التي يقوم و يعتمد عليها النظام، وبعد أکثر من 39 عاما علی تأسيس هذا النظام، فإن الإصرار علی المضي قدما في إبقاء جذوة التشدد الديني و التعصب الطائفي متقدة في المنطقة.
هذه المشکلة التي هددت و تهدد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة لايمکن إيجاد حلول شافية و وافية لها مع بقاء هذا النظام و إن الذين يسعون لتبرير بقاء و إستمرار هذا النظام من خلال الإيحاء بأن هناک دولا أخری في المنطقة متورطة بدعم التطرف الديني و الارهاب، إنما هو کلام غير منطقي و يناقض الحقيقة ذلک إن هذه الدول کانت موجودة قبل تأسيس هذا النظام ولکن في نفس الوقت لم تکن هنالک مشکلة التشدد الديني و التعصب الطائفي، ولهذا فإن أصل و أساس المشکلة في ط‌هران و من هناک فقط يمکن إيجاد حل جذري و حاسم لهذه المشکلة.
الحل الوحيد الذي يمکن الرکون إليه و الاعتماد عليه، هو التغيير الجذري و الحقيقي في طهران و إنهاء دور و وجود هذا النظام الذي أرهق و قمع شعبه و أدخل المنطقة في بحار من الدماء و حومة من المشاکل المستعصية، وبطبيعة الحال فإن هذا التغيير لن يحدث إلا بدعم نضال الشعب الايرانية و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية من جانب دول المنطقة و العالم، والذي يدعو و يحفز للأخد بهذا الحل، هو إن إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي لايزال النظام يعاني من آثارها و تداعياتها و يتخوف من إندلاعة جديدة لها، قد أکدت للعالم بأن الشعب الايراني غير راض عن نظامه و يسعی الی تغييره وإن دعمه و مساندته و الذي هو أمر شرعي بموجب القوانين الدولية، يساعد علی ضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و إنهاء مرحلة المشکلة الدينية.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة