الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالانفجار الکبير في الطريق

الانفجار الکبير في الطريق

0Shares


بقلم:يحيی محمود صابر   

 
عدم إستقرار الاوضاع و إستمرار حالة السخط و الغضب لدی الشعب الايراني، رأي يمکن القول بأن هناک إتفاق و تطابق في وجهات نظر مختلف الاطراف ذت الصلة بالاوضاع في إيران، والذي يلفت النظر کثيرا إن إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، إختلفت کثيرا عن إنتفاضة عام 2009، حيث إن الاخيرة وبعد قمعها بمنتهی القسوة من جانب النظام قد إنتهت آثارها و تداعياتها، لکن الانتفاضة الجديدة إختلفت عن الاولی من حيث إن جذورها و جذوتها بقيت متقدة قد تشب فيها نيران الغضب في أية لحظة.
مناسبة الاربعاء الاحمر، والذي صادف في آخر ثلاثاء من العام الايراني المنصرم، قد شهدت تحرکات إحتجاجية واسعة النطاق بحيث أجبرت الاجهزة الامنية للنظام علی إعتقال أکثر من 899، محتجا من سائر أرجاء إيران، وقد دلت علی إن إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، لازالت مستمرة وإن الغضب الشعبي لايزال علی حاله، بل وإن إستمرار التحرکات الاحتجاجية في سائر أرجاء إيران و التي يعترف بها النظام، يراه معظم المراقبون و المحللون السياسيون بمثابة لغم قد ينفجر بالنظام في أية لحظة، ولذلک فليس مفاجئا أن تظهر استطلاعات إيرانية للرأي حالة عدم الرضا الشعبي عن الأوضاع القائمة داخل البلاد، في ظل تفشي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وانسداد أفق المستقبل، حيث بلغت نسبة الناقمين علی تدهور الأوضاع المعيشية نحو 75 %. کما إن نسبة القلق من الأوضاع الاقتصادية المتردية إلی نحو 70 %، بينما أکد 80% ضرورة تلبية النظام مطالب منتقديه بالحوار بدلا من التصادم.
النظام الايراني الذي يبذل کل جهوده للإيحاء للعالم من إنه قد خرج بجلده سالما من الانتفاضة الاخيرة و إنه لايزال يمسک بزمام الامور، لکن معظم الاوساط السياسية و الاعلامية لاتری ذلک بل إنها تجد الاوضاع مضطربة و غير مستقرة و الاحتقان الشعبي متواصل الی جانب إستمرار التحرکات الاحتجاجية في مختلف أنحاء إيران، بالاضافة الی تصاعد الصراح و بصورة غير عادية بين أقطاب جناحي النظام، وکل ماقد سردنا ذکره يدل علی إن الارضية صارت مهيأة أکثر من أه وقت آخر لإندلاع الانتفاضة بصورتها النهائية التي تکتسح فيها النظام إکتساحا، ولذلک فإن تأکيد وزير الداخلية علی إنحکومة روحاني ستعطي الاولوية للأمن، دليل إثبات علی تخوف النظام من الايام القادمة و توجسه من إنفجار برکان الغضب مرة أخری حيث إن إحتمالات السيطرة عليها من جانب الاجهزة الامنية غير ممکنة لأنها لن تکون إنتفاضة عادية و مألوفة وانما ستکون إنتفاضة الاعصار الذي سيجتث النظام من جذوره.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة