الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانثلاثة سهام قاتلة

ثلاثة سهام قاتلة

0Shares


بقلم:اسراء الزاملي


لم يعد بوسع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إستغل الکثير من المواضيع و المسائل الحساسة لخدمة مصالحه و أجندته المشبوهة من إنه سيستمر علی هذا المنوال الی الفترة الزمنية التي يريدها و يرتأيها، خصوصا وان الاحداث و تطورات الامور تسير بسياق لايتفق او يتطابق أبدا مع مرامي و مبتغيات هذا النظام، ولذلک فإن التطورات الاخيرة علی الاصعدة الايرانية و الاقليمية و الدولية، لايظهر أبدا انها تسير بالاتجاه الذي يخدمه، خصوصا الاحداث المتعلقة بالداخل الايراني و الاوضاع في المنطقة، إذ أن تصاعد دور و نشاط منظمة مجاهدي خلق و عودتها للواجهة بصورة إستثنائية و نجاحها ليس في لفت الانظام إليها فقط وانما حتی فرض نفسها کقوة و طرف أساسي في المعادلة السياسية الايرانية، سيشکل من دون أدنی شک قلقا و أرقا يقض دائما من أرق طهران، کما أن الصراعات الملفتة للنظر علی السلطة من قبل جناحي النظام و بلوغها مرحلة غير مسبوقة يظهر فيه العزم علی کسر العظم بينهم، وکذلک التبعات الثقيلة جدا للإتفاق النووي و الذي يلقي بظلاله بقوة علی مختلف الاوضاع في إيران و بالاخص بعد الضغوطات الامريکية و الاوربية غير المسبوقة و التي دفعت بالنظام لکي يتسجدي الدعم الخارجي عبثا و من دون طائل، والاوضاع الاقتصادية بالغة السوء للنظام و الوضع الآيل للإنفجار خصوصا بعد إندلاع الانتفاضة الاخيرة التي أصابت النظام بحالة من الدوار و التخبط بحيث لايستطيع التخلص منها، کل هذه الازمات تثقل من کاهل النظام و تضعفه يوما بعد آخر، في هذا الوقت بالذات، هناک ثلاثة أمور حساسة يرتعب النظام من کل واحدة منها، وتعتبر بمثابة ثلاثة سهام قاتلة مصوبة الی قلبه، تفرض نفسها علی مسار الاوضاع في إيران وتتلخص في:
ـ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي لم يستطع النظام إخمادها و التخلص منها إذ لازالت جذوتها و أسبابها قائمة وقد تندلع بصورة إنفجار غضبي هائل بوجه النظام في أية لحظة، جعل العالم کله يعيد النظر للملف الايراني و يسعی لإتخاذ موقف جديد في ضوء التغيير الکبير الذي أحدثته الانتفاضة علی الواقع الايراني.
ـ موضوع الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بإعتباره ممثلا عن الشعب الايراني و المعارضة و البديل للنظام القائم خصوصا بعد أن علم العالم کله الدور الکبير الذي قامت به منظمة مجاهدي خلق”أکبر و أهم فصيل في المقاومة الايرانية” في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، بإعتراف قادة و مسؤولي النظام وعلی رأسهم المرشد الاعلی نفسه، والذي صار موضوعا مهما و حساسا يمکن أن يشکل قوة ضغط کبيرة علی النظام و قوة دفع و معنوي للشعب الايراني.
ـ موضوع إنتهاک حقوق الانسان من جانب النظام الديني الاستبدادي، وتشير اوساط واسعة الاطلاع بخصوص الشأن الايراني أن إمساک المقاومة الايرانية لهذا الملف يختلف تماما عما کان عليه الامر خلال العقود الثلاثة المنصرمة وبالاخص وان المقاومة تسعی و بکل جهدها لإحالة ملف إنتهاک حقوق الانسان الی مجلس الامن الدولي خصوصا بعد أن حاز النظام علی المرکز الاول عالميا في تنفيذ الاعدامات.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة