الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومتحديات وأزمات مستعصية لنظام الملالي

تحديات وأزمات مستعصية لنظام الملالي

0Shares

حاول خامنئي خلال کلمة أدلی بها في بداية العام الإيراني في مدينة مشهد أن يقدم صورة إيجابية عن النظام فيما يتعلق بأهم المجالات تأزما نظير العدالة والفساد والتضخم والفقر والبطالة والظروف الاقتصادية المتفاقمة وقضية الحريات، ويأتي ذلک في وقت قدمت فيه وسائل الإعلام التابعة للنظام وخامنئي نفسه نهاية عام 1396 الإيراني صورة عن النظام حيث کانت مليئة بالأزمات والتحديات الهائلة. وسؤال يطرح نفسه وهو أيهما حقيقي؟
وکان خامنئي قد أذعن في وقت سابق بخلاف کل واحدة من الصور الإيجابية التي حاول أن يقدمها عن الظروف التي يعشيها النظام. وعلی سبيل المثال ولا الحصر قال هذه المرة بشأن الفساد، إن قضية الفساد تم تکبيرها «وليس الأمر هکذا… حيث يعلنون ويطلقون دعايات تقضي بأن الفساد ساد جميع المجالات، وليس الأمر هکذا علی الإطلاق!».
بينما کان قد شبّه نفسه قبل شهر وفي کانون الثاني/ يناير 2018 الفساد في النظام بتنين ذي سبعة رؤوس بحيث أنه إذا ما يتم قطع أي واحد من رؤوسه، فسوف يتحرک برؤوسه الستة المتبقية الأخری!
أو في نموذج آخر، بينما وصف في 18شباط/ فبراير 2018 «تعليق الآمال علی الطبقات المرفهة بدلا من المستضعفين والشرائح والطبقات الضعيفة» بمثابة مشکلة طالت النظام، وصف المواطنين بأنهم يشکلون أسباب المشکلات في النظام جملة وتفصيلا متهما إياهم بـ«المبالغة في الطلب والأکل والدفع»!

 

تحديات وأزمات
يواجه النظام في الوقت الحاضر عددا من التحديات والأزمات العظيمة کالتالي:
ـ الظروف التفجيرية في المجتمع وانتفاضة المواطنين
ـ الظروف الاقتصادية المتدهورة
ـ الانقسامات والتحديات الداخلية في النظام
ـ العزلة الدولية والإقليمة
وفيما يتعلق بالظروف التفجيرية في المجتمع، لاحظنا أکثر من مرة أن روحاني وخامنئي وباقي المسؤولين في النظام يظهرون إلی الساحة ليعلنوا أن للانتفاضة جذورا اقتصادية فضلا عن سياسية. وفي المجال الاقتصادي يذکرون عجزا شديدا في الميزانية والبطالة بأبعاد هائلة والفقر والغلاء الشديد وما شابه ذلک غير أنه لم يقدما حلا ولو لحالة واحدة.
وقال خامنئي أن مشکلة المواطنين هو «کثرة الدفع والأکل والاستهلاک»! أ لا يعرف خامنئي نفسه أن هذه التصريحات لا تثير إلا الغضب والاستياء والکراهية لدی المواطنيين الذين ضاقوا ذرعا جراء الفقر والحرمان؟ کلا، إنه يعرف ولکنه لا مناص له!

 

هل لنظام الملالي حل ومناص؟
کان من المفروض أن يکون الاتفاق النووي حلا ومناصا للنظام ولکنه يبدو أن هذا الاتفاق أصبح سببا لفرض المقاطعة والضغوط علی النظام وذلک بحسب العناصر التابعة له. والآن وعقب الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة، يجد النظام نفسه أمام طريقين: إما الرضوخ والقبول والکف عن النشاطات الصاروخية والحد من تدخلاته الإقليمية في العراق وسوريا ولبنان واليمن مما لا يعني إلا تجرع السم الصاروخي والإقليمي حيث يصف ذلک قاسم سليماني بـ«يدرک وينهي حياة الإسلام وإيران [النظام]»، وإما الإصرار علی البرنامج الصاروخي والتدخلات الإقليمية حيث يؤدي هذا الدرب إلی موت الاتفاق النووي مما يتمخض عن إعادة العقوبات المصرفية والنفطية وما شابهها إلی ما کانت عليه وبالتالي يتم تهديد النظام بالمادة 7 لميثاق الأمم المتحدة.
وأخيرا، لابد من الإشارة إلی نقطة بأهمية بالغة: صحيح أن النظام وجد ولا يزال نفسه محاصرا بين الأزمات من مختلف الأطراف والجوانب ولا مفر له، ولکن ما يتسبب في تأثير هذه الأزمات علی النظام بشکل متسرع أکثر من أي وقت مضی هو مقاومة وقفت في وجه النظام وتکشف عن مآربه ونواياه کما لا تسمح للنظام أن يحتوي ويخمد الأجواء المتفجرة في المجتمع من خلال التخويف والإرعاب.
ولذلک تطلق عناصر النظام بقضهم وقضيضهم الأنات والآهات ويتضجرون إزاء دور تلعبه منظمة مجاهدي خلق.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة