الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانسماء من دون مطر!

سماء من دون مطر!

0Shares

 

بقلم:محمد رحيم


العمل و الخبز و الحرية. شعار رفعه الشعب الايراني في إنتفاضة إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، الی جانب الشعار الاساسي المطالب بإسقاط النظام و رفض جناحيه، وقد حاول القادة و المسؤولون الايرانيون التشبث بذلک الشعار و الزعم من إن الانتفاضة أسبابها إقصادية بحتة والإيحاء بأن النظام سيعمل مابوسعه من أجل تحسين الاوضاع الاقتصادية و المعيشية، ولکن الذي يظهر لحد الان هو علی العکس من ذلک تماما.
مع بدأ السنة الايرانية الجديدة إبتداءا من 21 مارس/آذار الجاري، والذي کان من المنتظر أن يبادر القادة و المسؤولون الايرانيون الی الادلاء بتصريحات إيجابية تبعث علی التفاؤل و الامل في السنة الجديدة، لکن خرج وزير الداخڵية الايراني، رحماني فضلي، ليدلي بتصريح يؤکد فيه عزم السلطات الايرانية علی الاستمرار في النهج الذي سارت و تسير عليه منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الی يومنا هذا عندما أکد علی الجوانب التي يمنحها النظام الايراني الاولوية قائلا:( اولويتنا الأولی حسب تقديراتنا وتحاليلنا مازالت حفظ الأمن باعتباره أساس النشاطات في البلاد وان لم يکن الأمن سوف لن يکون النشاط الاقتصادي)!!
کما تظهر السماء الخالية من الغيوم في عز موسم سقوط الامطار، کئيبة للناس لأن ذلک دليل علی التأثير السلبي علی الانتاج الزراعي، فإن هذا النظام وليس من خلال تصريح وزير الداخلية هذا، وانما بناءا علی نهجه و برنامجه الذي يسير عليه، هو أشبه بسماء من دون غيوم و بالتالي من دون مطر، ولذلک فليس من الغريب أن تعاني أغلبية الشعب الايراني من الفقر و المجاعة و ليس عجيبا عندما نجد إن الامور تسير عاما بعد عام من سئ الی الاسوأ بکثير، فهذا النظام يمنح الاولوية لنفسه فقط من خلال إحاطة نفسه بحزام أمني صارم خوفا من الشعب و القوی الوطنية الايرانية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق التي قادت إنتفاضة إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، وهو يظن بأن ذلک کفيل بحمايته من غضب الشعب و تحراکته الاحتجاجية.
التحرکات الاحتجاجية لازالت مستمرة علی قدم و ساق وهي تتوسع مع مرور الايام حتی وصلت الی المساجد و الی صلاة الجمعة عندما أدار المصلون ظهورهم لخطيب الجمعة المحسوب علی النظام في إصفهان، وإن وصول الاوضاع الی هذا المفترق الحساس و الخطير هو بمثابة مؤشر علی إن الامور تجري في سياق و إتجاه مغاير و مختلف تماما لما يريده و يسعی إليه النظام، وإن تأکيدات منظمة مجاهدي خلق المستمرة علی إن هذه السنة ستکون سنة الحسم و وضع النقاط علی الحروف، لايبدو أبدا من فنها تأکيدات تم إطلاقها عبثا ومن دون جدوی بل إنها مستمدة من صلب الواقع الايراني و سوف تثبت الايام القادمة ذلک بکل وضوح.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة