الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيمجلة ألمانية تکشف تفاصيل بناء النظام السوري منشأة نووية تحت الأرض

مجلة ألمانية تکشف تفاصيل بناء النظام السوري منشأة نووية تحت الأرض

0Shares

 
اورينت نت :
بعد أن أزالت إسرائيل السرية عن تفاصيل العملية الجوية التي أدت إلی تدمير مفاعل دير الزور عام 2007. تقارير جديدة أثيرت حول بناء منشأة نووية قد يکون النظام بدأ العمل عليها بعد تدمير مفاعل دير الزور.

وکان تقرير نشرته مجلة “دير شبيغل” يعود إلی 2015 أشار نقلاً عن مصادر في الاستخبارات الغربية عن نشاط يشتبه في کونه يعود لبناء منشأة نووية في موقع مخفي تحت الأرض إلی الغرب من مدينة القصير، علی بعد کيلومترين فقط من الحدود اللبنانية.

ونقلت المجلة عن الخبراء اعتقادهم حينها أن الموقع تابع لمستودع أسلحة لحزب الله، وعلی هذا الأساس تم تجاهله. إلا أن صوراً للأقمار الاصطناعية لاحظت فيما بعد تغيرات کبيرة في الموقع، الأمر الذي أدی في نهاية المطاف لوصولهم لاستنتاج أن الموقع هو بالحقيقة تابع لمفاعل نووي جديد يعمل النظام علی بنائه.

ووفقاً لتحليل قدمته الاستخبارات الغربية، فقد بدأ بناء المرفق في عام 2009. ويشير المراقبون إلی صعوبة تحديد مدی عمق المنشأة تحت الأرض، بناءً علی صور الأقمار الاصطناعية. کما أشار التقرير إلی وجود حراسة مشددة علی مداخل مواقع البناء.
تقرير جديد لـ “معهد العلوم والأمن العالمي” وهو منظمة غير حکومية تعنی بدراسة السياسات المتعلقة بالأمن العالمي نشر في 18 آذار نتائج لدراسة قام بها باحثون حول تقرير “دير شبيغل”. حيث درس التقرير 6 ادعاءات وردت في تقرير المجلة الألمانية بالاعتماد علی مصادر في الاستخبارات الغربية.

أدلة غير حاسمة.. ولکن
الباحثون في المعهد دققوا في الادعاءات المعروضة حول إذا ما کانت تشير فعلا إلی موقع تابع لمنشأة نووية. ولم تظهر صور “Google Earth” حسب الدراسة أي صور للمرافق التي تحدثت عنها “دير شبيغل” إلا أن صور الأقمار الاصطناعية التجارية أظهرت لاحقاً کميات کبيرة من الأرض الجيولوجية المحفورة، کما أظهرت عملية نقل للمواد التي تم حفرها بعيداً عن المنطقة المجاورة للمنطقة المرکزية التي تم تمويهها فيما بعد، مما يعني جهوداً کبيرة لإخفاء الموقع تحت الأرض.

وعلی الرغم من أنه لم يتم التأکد من تخزين 8000 قضيب من الوقود النووي في الموقع المشار إليه في القصير. إلا أن الدراسة تعتبر أن وجود اليورانيوم الطبيعي في سوريا ما يزال أمر محتملاً.

کما أکدت الدراسة أن الموقع مزود بالفعل بأماکن للحراسة وخمسة مباني إضافية، تم التأکد منها باستخدام صور القمر الاصطناعي. بالإضافة إلی شبکة کهربائية يتصل بها الموقع لتزويدها بالطاقة اللازمة لأعمال البناء.

ويشير الباحثون إلی عدم تأکدهم من ربط البحيرة التي أشار إليها تقرير “دير شبيغل” مع موقع البناء والتي تستخدم عادة لتبريد المفاعلات النووية إلا أنه وبنفس الوقت تم التأکد من صحة الرسم الذي نشر في المجلة الألمانية. حيث تم تصوير جهاز حفر متنقل محتمل في ذلک الموقع في تموز 2012. وتم التعرف علی شکل جهاز الحفر المحمول أيضا.

ووفقا للمسوحات الهيدرولوجية، يبدو وفق الدراسة أن الموقع يقع فوق خزان مياه ضحل ولکن کبير الحجم مما يساعده علی تبريد المفاعل.

الحماية من حزب الله والتصميم کوري شمالي
وکان تقرير “دير شبيغل”. أشار إلی إصرار حزب الله علی الاحتفاظ بالمنطقة التي تقع بها أعمال المنشأة بها علی الرغم من الخسارة البشرية التي تکبدتها وحدات الحزب المرابطة هناک بسبب اشتداد القتال في المنطقة.
کما أضاف بوجود أدلة إلی جانب صور الأقمار الاصطناعية أظهرتها حرکة الاتصالات اللاسلکية التي تم اعتراضها من قبل المصدر الاستخباراتي والذي وفقاً له فقد تم تحديد صوت أحد موظفي حزب الله وهو يشير إلی “المصنع الذري” ويذکر القصير.
ومن الواضح حسب التقرير أن رجل حزب الله هذا علی دراية بالموقع. وکثيراً ما يتم تقديم آخر الأحداث التي تجري في الموقع لرجل مهم بشکل خاص اسمه (إبراهيم عثمان) وهو بالطبع رئيس هيئة الطاقة الذرية السورية.

ويستخدم مسؤولو حزب الله في الغالب الاسم الرمزي “زمزم” في إشارة منهم للمرفق الذي يتم العمل عليه.

ويعتقد الخبراء أن کوريا الشمالية متورطة في عملية إنشاء المفاعل أيضاً. حيث يشير المصدر الاستخباراتي إلی عمل (عثمان) مع بشکل وثيق مع (تشو جي بو)، المهندس الذي بنی المفاعل النووي “يونغبيون” في کوريا الشمالية.

وکان يعتقد منذ زمن طويل أن (تشو) اختفی أو أنه ضحية من ضحايا عمليات التطهير الحکومي التي يقوم بها النظام بشکل مستمر في کوريا الشمالية. إلا أن مصادر غربية أکدت أن عملية الاختفاء هذه کانت بسبب وجوده في دمشق للعمل بجانب النظام والحرس الثوري الإيراني علی إنشاء منشأة نووية جديدة في سوريا.

وکانت صحيفة “النيويورک تايمز” أشارت في تقرير نشر في 27 شباط، إلی معلومات تثبت تورط کوريا الشمالية بمساعدة النظام من خلال تزويده بإمدادات يمکن استخدامها في إنتاج الأسلحة الکيماوية، حيث أشارت الصحيفة، أن هذه الإمدادات تشمل قرميد (بلاط) مقاوم للأسيد، بالإضافة إلی صمامات وموازين الحرارة.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن هذا التعاون استمر خلال الحرب السورية، علی الرغم من العقوبات الدولية. وأضاف التقرير أنه تم العثور علی أدلة حاسمة علی ذلک في کانون الثاني من عام 2017، عندما تم اعتراض سفينتين، تحملان مواد تستخدم لبناء مصانع الأسلحة الکيماوية، کانتا في البحر في طريقهما إلی النظام في سوريا.

حيث عمل فنيو الصواريخ الکوريين الشماليين في الأسلحة الکيميائية التابعة للنظام ومنشآت الصواريخ في عدة مواقع عرف منها برزة وعدرا وحماة. مما يعني تورطاً کبيراً لکوريا الشمالية في مساعدة النظام علی بناء الترسانة الکيماوية والنووية بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني.

توصيات للوکالة الدولة للطاقة الذرية
وعلی الرغم من أن الباحثين في “معهد العلوم والأمن العالمي” لم يستطيعوا الجزم بطبيعة الموقع إلا أن التقرير خلص إلا أن “موقع القصير يمکن أن يستخدم لحمل المواد والمعدات النووية أو لتأدية أغراض عسکرية أخری” وأضاف التقرير أن الموقع “يطرح تحدياً هندسيا هائلاً ومن المحتمل أن يتطلب مساعدة سرية مستمرة من کوريا الشمالية”.

التقرير الذي أوصی بزيارة الوکالة الدولية للطاقة الذرية للموقع أکد علی أن عملية تخصيب اليورانيوم لا يمکن أن تتم أساسا بدون مساعدات أجنبية واسعة النطاق الأمر الذي يؤکد الدور الذي تلعبه کوريا الشمالية وإيران، في موقع القصير نتيجة لعدم وجود أدلة متاحة لقيام سوريا بشراء المعدات والمواد الضرورية من الخارج.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة