الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإنتفاضة ديسمبر 2017، الطريق الی التغيير

إنتفاضة ديسمبر 2017، الطريق الی التغيير

0Shares


بقلم :  ثابت صالح

 

حالة القلق و التوجس القصوی التي يعيشها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد  إنتفاضة ديسمبر 2017، جعلت من نهاره ليلا و من ليله نهارا، وهو يتوقع في أية لحظة إنفجار برکان الغضب الشعبي ضده من جديد ولاتبقي ولاتذر علي شئ، ولذلک فإنه مهووس بإتخاذ الاحتياطات بشکل مستمر و تشديد الاجراءات الامنية بصورة غير مسبوقة و کأن هناک حالة طوارئ غير معلنة الی جانب تصاعد الصراع بين الجناحين بصورة ملفتة للنظر فهاهو أحمدي نجاد الذي کان للأمس الفرس المفضل للمرشد الاعلی، نجده اليوم يتهم الاخير بالاستحواذ علی 190 مليار دولار من أموال الشعب الايراني.
کراهية الشعب و رفضه للنظام من قمة رأسه الی أخمص قدميه خصوصا بعد إعلان رفض النظام ککل في إنتفاضة ديسمبر 2017،  حقيقة معروفة و مسلمة تماما لکل أرکان النظام و أزلامه، وهم يعرفون بأن إستمرار نظامهم انما هو علی الضد تماما من رغبة و إرادة الشعب الايراني، وبنائا علی ذلک فإنهم متيقنون من أن أية فرصة او مناسبة قد تلوح في الافق ستکون بمثابة عود الثقاب الذي سيشعل أکوام الاوراق الخريفية المصفرة اليابسة، لکن المشکلة التي ترعب النظام و تصيبه بالهع أکثر فأکثر هو أنه لايعلم أين و متی و کيف ستحدث او تقع تلک الصدفة، إذ وکما باغتتهم منظمة مجاهدي خلق في إنتفاضة ديسمبر المنصرم، فإن کل شئ بات واردا و محتملا!
مخطئ من يتصور بأن الشعب الايراني ساکت عن رجال الدين المتشددين  الذين سرقوا الثورة الايرانية و صادروها لصالح نظام ديني قمعي إستبدادي يکتم الانفاس قبل الحريات، ومن کان يتصور بأن الشعب الايراني ساکت عن کل تلک الحملات القمعية او حمامات الدم التي طالته في طريق کفاحه نحو الحرية، فإن رأيهم ليس في محله، إذ أن الشعب الايراني الذي أسقط بثورته الظافرة في 11 شباط 1979، أقوی نظام ديکتاتوري في المنطقة، لم يتخلی عن تمسکه و عشقه للحرية و کرهه و رفضه الشديدين للديکتاتورية، وان نفس الاسباب و العوامل التي أدت بالشعب الی الثورة علی النظام الملکي، تتجسد و تتبلور اليوم من جديد لتکون حالة من الاحتقان و الغليان الشعبي علی النظام، تماما کما کان الحال في العام 1978، أي قبل عام من الثورة الايرانية التي کان الذاينمو الاساسي و الاهم و الاقوی تأثيرا و حرکة فيها منظمة مجاهدي خلق التي حملت علی عاتقها القسط الاکبر و الاوفر لتنظيم الجماهير و حثهم بإتجاه السير لإسقاط قلعة الاستبداد والظلم في طهران، و أن نفس المنظمة تعود مجددا لکي تلعب نفس الدور و تؤدي نفس ذلک الواجب المقدس الذي أدته قبل قرابة أربعة عقود بالنضال الدؤوب من أجل تغيير النظام و إنهاء الظلم و الاستبداد، وان النظام يعلم و يدرک جيدا هذه الحقيقة و لذلک فإنه يعيش حالة من القلق و الفوضی و التخبط للحيلولة دون حدوث تلک الکارثة التي ستردي به الی الجحيم، وإن إندلاع الانتفاضة و بصورتها النهائية التي ستردي بالنظام أمر محتمل في أية لحظة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة