الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيمخطط حزب الشيطان في انتخابات لبنان.. شرعنة سلاحه واستمرار خدمة إيران

مخطط حزب الشيطان في انتخابات لبنان.. شرعنة سلاحه واستمرار خدمة إيران

0Shares

دخلت الاستعدادات للانتخابات البرلمانية في لبنان المرحلة الأخيرة، الخاصة برسم التحالفات السياسية علی الأرض، وسط رغبة عدد کبير من الأحزاب والتيارات السياسية، علی الوصول إلی مجلس نيابي، يکون قادراً علی تحريک مصالح المواطنين التي تأجلت مع برلمان تم تمديده أکثر من مرة من جهة، ومن جهة أخری عودة العجلة الاقتصادية للدوران.
لکن وبعيداً عن مجمل تلک الأهداف التي ينشدها اللبنانيون، فإن مليشيا حزب الله تبدو لها أهداف أخری بعيدة، في ظل رغبة قائمة علی استمرار خدمة نظام ولاية الفقيه في إيران، من خلال الهيمنة علی البرلمان المقبل، وضمان تنفيذ مخططاته التدميرية في المنطقة.
ويأتي من أول أهداف المليشيا المدعومة من إيران في البرلمان المقبل، بحسب سياسيين لبنانيين، هو شرعنة سلاحه الذي يضرب مؤسسات الدولة اللبنانية، وعلی رأسها الجيش اللبناني في مقتل، والأمر الأکثر خطورة، هو مخطط التلاعب في الديمغرافيا السياسية في لبنان، القائمة علی رضاء جميع الطوائف منذ أربعينيات القرن الماضي، وهو ما يسمی “ميثاق العيش المشترک”، الذي يعطي منصب رئيس الجمهورية للمسيحيين من الموارنة، ورئاسة الحکومة للمسلمين من السنة، ورئاسة البرلمان للمسلمين من الشيعة.
أستاذ العلوم السياسية في لبنان، د. خالد العزي، يقول إن مليشيا حزب الله تسعی إلی الحصول علی أکثرية نيابية من خلال الوصول لتشکيل کتلة مختلفة من المکونات اللبنانية، لکي يمتلک ممثلين من جميع المذاهب في ظل السعي لتغيير الدستور، حتی يقوم بتأمين الشرعية لدوره العسکري والأمني، مع تشريع سلاحه، مما يجعل لبنان علی منصة مباشرة لتوجيه الرسائل للعالم، هدفها تحقيق إيران لمکاسب في الوطن العربي والشرق الأوسط، نظراً لاعتبار المليشيا بمثابة الذراع العسکرية لنظام ولاية الفقيه بالمنطقة.
وأوضح العزي في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن مليشيا حزب الله تبذل مجهوداً مختلفاً في هذه الانتخابات التي لها قانون خاص عن القانون السابق، حيث وجد ثغرة مهمة في هذا القانون النسبي والذي أسهم بتهديد الکتل کلها، من خلال الصوت التفضيلي، مما عرض حزب الله لأزمة فعلية وخوف شديد من خرق لوائح الثنائي الشيعي مع حرکة أمل، ما دفع بالمليشيا عبر أمينها العام بالتهديد والوعيد لکل المکونات بحال لم تؤيد کتلته التي تحمي الوطن، علی حد زعمه من “داعش” و”النصرة”.
وأشار العزي إلی أن سعي مليشيا حزب الله في هذه الانتخابات، للحصول علی أغلبية نيابية بواسطة حلفائها، هو ما سوف يضع لبنان في مواجهة دولية وتعريضه لعقوبات، لينتقل البلد کله إلی موقع المواجهة مع الدول العربية والخليجية واستخدامه کمنصة في حرب إيران للحصول علی مکاسب خاصة بالمنطقة، من خلال استخدام مليشياتها کحربة بظهر العرب.
من جهته، قال المحلل السياسي اللبناني جورج الخوري، إنه لا يمکن أن تسير الأمور في لبنان بعکس المنطق، فمسألة سيطرة مليشيا حزب الله علی المجلس النيابي في لبنان أمر صعب، لأن أي قرار يتطلب الثلثين، ولا يمکن لأي طرف لبناني، رغم کل التحالفات الحالية أن يحصد هذه النسبة.

وأوضح الخوري في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن هناک سعياً من جانب المليشيا المدعومة من إيران لشرعنة سلاحها، وهو أمر تواجهه کل التيارات، لما له من آثار تأتي بخلل في الموازين اللبنانية في ظل سياسة حزب الله بإظهار الغطرسة والنفوذ، ومهما کان عدد نوابه وحلفائه، فهناک مجابهة لعدم تحقيقه ما يخل بالأوضاع، في ظل مواثيق وأعراف لا يمکن تخطيها.
وأشار الخوري إلی أن الأطراف اللبنانية معظمها واعٍ، ولن تقبل بتکرار تجربة الحشد الشعبي العراقي في لبنان البلد المتنوع التعددي، وجميع الأطراف لا تقبل بأن يکون هناک فائض قوة من جانب طرف، وأن يتم تشريعه خارج منطق المؤسسات التي تتحدث عن أحادية السلاح في يد الدولة فقط، واستمرارية وجود سلاح غير شرعي، سيؤدي إلی مطالبة جميع الأطراف بأن تکون مسلحة، وهذا يدخل البلاد في متاهات تتعدی ما حدث بالحرب الأهلية.
وأکد الخوري أن أي حديث عن إعادة النظر بـ”اتفاق الطائف”، سيفتح الباب إلی أزمات، فالمناخ العام العربي لا يسمح بذلک، وهذا النظام اللبناني يحفظ التعددية والتنوع في لبنان، والمطلوب أولاً تنفيذ الاتفاق الذي لم يطبق بسبب المصالح الضيقة للنظام الأمني السوري الذي کان يهيمن علی البلاد، وإذا طبق الطائف، ستکون المعادلة الأولی هي تسليم سلاح مليشيا حزب الله، وإلغاء أي مربعات أمنية، والانتقال بالدولة للعمل المؤسساتي.

 

 

نقلا عن العين الإخبارية

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة