الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانحل يفرض نفسه بقوة

حل يفرض نفسه بقوة

0Shares


بقلم:غيداء العالم

 

 

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي بني في الاساس علی مقومات و رکائز تقوم علی القمع و تصفية و إقصاء الاخر والتدخلات الخارجية، حاول دائما إستغلال کل الاساليب و الطرق المختلفة في سبيل ترسيخ حکمه الاستبدادي، وسلک نهجا خاصا إعتمد علی اللف و الدوران و الضبابية المفرطة کي يحقق أهدافه و غاياته المنشودة، وان مزاعم الاعتدال و الاصلاح التي بدأ يدعيها منذ أيام کان رفسنجاني رئيسا للجمهورية و رکز عليها في عهد خاتمي، لکنه و خلال فترة روحاني”حيث ساءت أوضاع النظام کثيرا” صار يطبل و يزمر لها بکل قوته و بشکل غير معهود، إلا أن الشئ الذي يجب هنا ملاحظته و اخذه بنظر الاعتبار هو أن الشعب الايراني بصورة خاصة و العالم أجمع بصورة عامة، لم يقبض شيئا من مزاعم و دعاوي الاصلاح و الاعتدال في ظل هذا النظام سوی الکلام و الوعود و التنظير، ولهذا فإن الذين ينتظرون خيرا و إصلاحا من هذا النظام انما يعيشون وهما و يلهثون خلف سراب و اوهام ليس إلا، لکن الذي يجب الانتباه إليه جيدا هو إن النظام يمر بفترة حرجة و أوضاع صعبة جدا داخيا و إقليميا و دوليا ولذلک يحاول من خلال اللعبة التي يقوم بها روحاني الخروج بالنظام من هذا المأزق و المطب الخطير.

النظام الايراني الذي يعلم الشعب الايراني قبل العالم کله، أنه نظام لايمکن أبدا أن يسمح بأي متنفس او مجال للتحرک بالاتجاهات الاخری، يتوجس ريبة من أي تحرک مضاد مهما مکان لونه او شکله او مضمونه، يواجه في هذه المرحلة الحساسة جملة خيارات تسير معظمها بإتجاهات في غير صالحه، خصوصا وان المعارضة الايرانية الفعالة و المؤثرة و المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و طليعتها منظمة مجاهدي خلق، صارت تلعب دورا کبيرا علی صعيد الساحة الايرانية و باتت تفرض خياراتها و منطلقاتها و هذا مايثير هلعا و رعبا في داخل اوساط النظام و يدفعها لأخذ الاستعدادات و الاحتياطات غير المسبوقة من أجل درء الخطر الکبير القادم من هذه المنظمة التي سبق لها وان أسقطت عرش الطاووس، إذ أن منظمة مجاهدي خلق و بعد أن أعلنت في بدايات سيطرة التيار الديني المتشدد علی مقاليد الامور في إيران، رفضها لمشروع نظام ولاية الفقيه و لم تقبل به علی الرغم من کل العروض المغرية التي قدمت لها، ولما رفضت المنظمة الاغراءات المشبوهة فإن النظام لجأ الی لغة الترهيب و القوة، لکن فات النظام أن هذه المنظمة سبق لها وان جابهت نظام الشاه و لم تنصاع او تستسلم لکل الضغوط و الممارسات الارهابية التي مارسها الشاه ضدها، ولذا فإن المنظمة أصرت علی موقفها الحدي الرافض لذلک المشروع الفکري ـ السياسي الذي الممهد لدکتاتورية جديدة تحت ظل الافکار الدينية المسيسة، وإن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول الماضي، جاءت کدليل إثبات عملي علی دور و حضور و قوة التواجد الفعال للمنظمة داخل أوساط الشعب الايراني کما إعترف المرشد الاعلی للنظام بنفسه بذلک.

ماقد قام و يقوم به روحاني وکذلک الدعايات و المزاعم المبثوثة حوله، تهدف کلها وفي خطها العام الی التقليل من قوة دور و تواجد منظمة مجاهدي خلق في ساحة المواجهات، وان هذه المنظمة التي أکدت مرارا و تکرارا من أنه ليس هناک من حل إلا بإسقاط النظام فقط خصوصا وإن الانتفاضة الاخيرة قد رکزت علی رفض جناحي النظام وليس رفض جناح و قبول آخر، وان علی المجتمع الدولي أن يعلم جيدا بأن روحاني ليس إلا دمية أخری من دمی النظام يتم إستخدامه لدفع الاخطار و التهديدات القائمة إلا أن العمر الافتراضي لهذا النظام المخادع قد إنتهی وإنه ليس هناک من حل عملي و واقعي إلا بإسقاط النظام و إحلال الحکومة الديمقراطية الحرة في مکانه، وهو قطعا بالحل الذي يرضي الجميع ويفرض نفسه بقوة للکثير من الاسباب وهو في نفس الوقت الحل الافضل و الاجدر لأکثر من مشکلة ليس في إيران فقط فحسب وانما في المنطقة و العالم أيضا.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة