الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانعندما يصنع شعب قدره

عندما يصنع شعب قدره

0Shares

 بقلم:اسراء الزاملي
 

إلقاء نظرة سريعة علی قرابة أربعة عقود من عمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و ماقام و يقوم به من أعمال و إجراءات و ماينفذه من مخططات و مشاريع سياسية و أمنية و عقائدية موجهة ضد الشعب الايراني في المقام الاول و ضد الشعوب الاسلامية و العربية في المقام الثاني، تبين بوضوح کيف أن هذا النظام قد إستخدم کافة الوسائل و السبل المتاحة من أجل الوصول الی أهدافه وانه فاق الميکافيلية في وصوليته و إنتهازيته للإستفادة من کل شئ و إمکانية متوفرة”إيجابا او سلبا”من أجل تحقيق أهدافه.
ضرب القوی الوطنية و المخلصة و الصادقة مع الشعب الايراني، کان المشروع السياسي الاساسي الذي شرع به النظام من أجل تثبيت دعائم النظام الاستبدادي و الشمولي الذي أقامه علی أنقاض نظام الشاه، والذي يمکن القول بأنه قد فاق النظام الملکي قمعا و إستبدادا و مصادرة للحريات و الحقوق الاساسية للشعب کمجتمع و کأفراد تحت يافطة الدين، لکن الذي يجب التوقف عنده هنا مليا، هو أن هذا النظام قد بذل جهودا و مساع إستثنائية من أجل القضاء علی منظمة مجاهدي خلق و إقصائها من المشهد السياسي الايراني، ذلک أن منظمة مجاهدي خلق التي کان لها قصب السبق و الباع الاطول و الاکبر في إسقاط نظام الشاه”نظريا و عمليا”، تخوف منها نظام ولاية الفقيه کثيرا و وجد فيها الخطر الاکبر الذي يهدد نظامه ولاسيما وان هذه المنظمة قد جعلت من الحرية و العدالة و الکرامة الانسانية حجر الزاوية في مبادئها و منطلقاتها الفکرية و لم تکن مستعدة للمساومة عليها أبدا، علما بأن النظام قد حاول جهد إمکانه إغراء المنظمة عبر وسائل الترغيب و الترهيب من أجل قبولها بنظام ولاية الفقيه القمعي الاستبدادي، لکن المنظمة رفضت و بإباء و عزم و مبدأية راسخة کافة عروض النظام و تمسکت بمبادئها و أهدافها النابعة اساسا من معاناة و طموحات الشعب الايراني، ولاغرو من أن المنظمة قد دفعت ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا بحيث طال ليس بناها الفکرية و السياسية و التنظيمية وانما حتی تأريخها المجيد الذي يعتبر من لبنات التأريخ السياسي الحديث لإيران، وان الحملة المسعورة التي قام بها النظام من أجل تشويه و تحريف التأريخ النضالي المجيد للمنظمة و التشکيک به، تجسد في واقع أمرها ماذا کانت تعني منظمة مجاهدي خلق علی أرض الواقع.
منظمة مجاهدي خلق التي وقفت بإباء و شموخ ضد مخططات النظام الايراني و أعلنت تضامنها الی جانب الشعب الايراني و أکدت بأنها لاتفرط بالحرية أبدا مهما غلت التضحيات، وهي بموقفها الجرئ و الشجاع هذا قد تحملت أکثر من طاقتها بکثير لکن أصرت و من خلال إيمانها بآمال و طموحات الشعب الايراني التمسک بمواقفها و سلکت درب المقاومة المملوء بالاشواک و الصعاب لکنها رغم ذلک أثبتت قدرتها و جدارتها فيه ، حتی وصل الامر الی ضعضعة النظام و هزه من الاسس بعد تصدي و مقاومة بطولية إستمرت لقاربة أربعة عقود، ومن هذه المنطلقات، فإن إنتفاضة 28 کانون الاول الماضي البطلولية قد کانت بالاساس حاصل تحصيل نضال و کفاح دؤوب لمنظمة مجاهدي خلق التي أصرت علی مواصلة النضال و الکفاح من أجل الحرية و لم تستسلم للمغريات و العروض الاستثنائية وإختارت بدلا من ذلک النضال من أجل الشعب و حريته وإن الشعب عندما إنتفض في أکثر من 142 مدينة فإنه قد أعلن عن إيمانه و قناعته بهذه المنظمة ليصنع من خلال ذلک قدره، وإن المنظمة بذلک قد مهدت لهذه المرحلة التأريخية التي يشهد فيها الشعب الايراني عن بکرة أبيه تصدع النظام و تضعضعه و تفاقم الصراع بين جناحيه، وهو مايعني إقتراب موعد سقوط النظام والذي يمهد لفجر زاهر و غد مشرق يعيد الامل و البهجة للشعب الايراني برمته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة