الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالضرورة الملحة لإسقاط نظام ولاية الفقيه؟!

الضرورة الملحة لإسقاط نظام ولاية الفقيه؟!

0Shares
بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
إن اسقاط نظام مستبد وبخاصة عندما يتستر هذا النظام بعبائة الدين ليس بالأمر اليسير والسهل کما أن الأمر سيکون بحاجة ماسة لبذل الکثير من الاستراتجيات والتکتيکات والتکنيکات وعمل القوی المخلصة المضحية. واذا لم يتم تأمين هذه المتطلبات ستبقی لا محالة الديکتاتورية وسيستمر النظام الفاسد والديکتاتوري في الحکم وهکذا سيتوقف التاريخ في مکان معين وتتوقف عجلات التقدم والتغيير والتحول عن الدوران أو علی الأقل ستصبح بطيئة جدا.
ولکن وفقا لتقاليد وعادات النضال والانتفاضة، فإن المضطهدين، وبسبب عدم امتلاکهم شيء آخر يخسرونه في حياتهم، فهم “يحملون أرواحهم علی أکفهم” علی استعداد للتضحية بأنفسهم من أجل تحرير شعبهم وبلدهم من الاضطهاد والظلم.
إن هذا النمط من المقاومة والنضال معروف جيداً بين جميع الدول، وهو مميز وموثق في کتب التاريخ، خاصة في القصص التحفيزية التاريخية، ليکون نموذجاً للأجيال القادمة.
يوجد في تاريخ کفاح الايرانيين الکثير من هذه النماذج والاساطير منذ قديم الزمان وکان هناک العديد من الأبطال المميزين والمخلصين الذين ضحوا بأرواحهم وبکل ما يملکونه في سبيل الاطاحة بالدکتاتور أو بالظلم.
قصة «کاوه الحداد» وضحّاک بماردوش (ثعبانان علی منکبيه) هي أحد الاساطير التي يتم سردها ويتناقلها الايرانيون جيلا بعد جيل. وبالمثل کما في الکثير من الاساطير اليونانية وأساطير روما القديمة أيضا مثل «ذالک الشخص الذي لايهاب الموت ويقوم بالاطاحة بالقيصر» وکذلک احتفالية يوم عاشوراء للامام الحسين عليه السلام التي تحتل مکانة عظيمة وخاصة وفريدة من نوعها في تاريخ المسلمين.
ايران الان تحت سيطرة وحکم نظام مستبد طاغية متخفي بعبائة الدين. نظام قام بتقييد وربط الشعب الايراني وحرمانه من أبسط حقوقه الأساسية لما يقارب ال 40 عاما باستخدام اطروحة «ولاية الفقيه». في جميع أنحاء ايران يتم سجن واعتقال الأحرار وکما يرد علی أبسط صوت مطالب بالحرية بالتعذيب والقمع والاعدام.
ولکن في الظروف الحالية في ايران لا يدور الحديث والنقاش حول الاساطير والقصص القديمة. ولکن الحديث يدور حول الرواد والمضحين والمخلصين الذين تم جمعهم وتنظيمهم في منظمة ذات خبرة کبيرة تسمی “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية” التي تملک 52 عاما من الخلفية السياسية والتنظيمية والنضالية.
هذه المنظمة في زمن الحکم الملکي أيضا تصارعت مع الشاه الدکتاتوري لفترات طويلة، الامر الذي أدی الی اعدام مؤسسي هذه المنظمة والاعضاء البارزين فيها من قبل الاجهزة القمعية والوحشية التابعة للشاه في ذالک الوقت «السافاک».
واستمر نضال هذه المنظمة ايضا في زمان حکم نظام ولاية الفقيه في سبيل نيل الشعب الايراني الحرية والعدالة وعلاوة علی ذالک نفذت أجهزة النظام القمعية والوحشية عمليات القتل والاعدام بحق أکثر من 120 الف شخص من أعضاء ومؤيدي هذه المنظمة والقوی المناضلة الاخری.
ومع ذلک، تسعی هذه المنظمة للإطاحة بحکم ولاية الفقيه بمساعدة الشعب الإيراني. وتستند استراتيجية المنظمة علی جيش التحرير الشعبي والقوة المنظمة.
تلک القوة المنظمة التي تأسست في عام 1986 وأثبتت جدارتها وقدرتها علی نحو أفضل في معرکة استمرت لعامين في زمن الحرب التي قادها الخميني ضد الشعب الايراني والعراقي.
بما في ذلک العملية الکبری تحت اسم «الضياء الخالد»، في الأيام الأخيرة من شهر يوليو عام 1988، حيث وصلت القوة المنظمة في هذه العملية الی أبواب مدينة کرمانشاه و سببت زلزالا حقيقيا کاد يطيح بکامل نظام ولاية الفقيه .موجة زلزالية استفزت غضب الخميني وکراهيته الحيوانية وأصدر فتوی قتل بموجبها وأعدم 30 ألف عضوا من مؤيدي منظمة مجاهدي خلق الذين کانوا في السجون.
الشعب الايراني يقف وجها لوجه مقابل هذا النظام المسعور والقمعي لدرجة أنه لا يملک مخرجا صغيرا للمطالبة بالعدالة والحرية المفقودة لديه بشکل يومي وعلی الرغم من التعذيب والقمع الوحشي لم يفقدوا أبدا ثقتهم وأملهم بمقاومتهم الايرانية ولن يقبلوا الذلة والمهانة مع هذا النظام وقد صمموا العزم والارادة علی إسقاطه والاطاحة به مهما کان الثمن.
ليس من الضروري إدخال تقنيات وتکتيکات في اختيار وصياغة استراتيجية للإطاحة بنظام ديکتاتوري.علی الرغم من أن العديد من الأساليب والتکنيکات تفرض نفسها أثناء العمل وتخبر عن کيفية السير في هذا الطريق.
في القرن الماضي، من أجل الإطاحة بالحکومات الشمولية والقمعية في أمريکا اللاتينية، ضحی «تشي غيفارا»، هذا القائد المشهور والمخلص والواعي بکل شيئ في سبيل النضال ضد الديکتاتورية وقدم في سبيل ذالک نظرية «مراکز الثورة» بدون أن يکون هناک رؤية واضحة لانتصاراته العظيمة.
کما جاء في الکتب والمراجع المتعلقة بهذا الزعيم والقائد الشجاع بأنه کان يؤمن بما يلي: ”يمکن لقوة غير منظمة مهما کانت صغيرة أن تفوز بمعرکة غير متکافئة مع جيش منظم“. وقال أيضا: ”نحن يجب أن لا نجلس منتظرين حدوث موقف ثوري بل نستطيع بأنفسنا بالاعتماد علی مرکز ثوري واحد أن نخلق مثل هذا الموقف الثوري“.
آمن هذا الثوري العظيم أن هذه المراکز يمکن أن تتحول إلی نقطة أمل للناس في مواجهة الحکم المناهض للشعب، ومن خلال تحريک المجتمع، أوجدت الأرضية المناسبة للثورة والتحول والتغيير.
علی الرغم من أن ايران من الناحية الجيوسياسية ليست من جارات امريکا اللاتينية وطبيعة نظام القرون الوسطی أي نظام الولي الفقيه ليست مثل طبيعة النظام الديکتاتوري الحاکم في تلک البقعة الجغرافية ولکن الأساليب المبدئية والطرق المتبعة التي أثبتت نفسها بحق في الاطاحة بالدکتاتورية قابلة للمقارنة بشکل متکامل ومثالي.
إن مراکز الثورة التي تشکلت في الوقت الحالي من قبل المقاومة الإيرانية، من جهة، تعتمد علی قيادة داعمة وقادرة وقوية، ومن ناحية أخری لها اتصالات آمنة مع قيادتها.
دخلت مراکز الثورة مرحلة جديدة في انتفاضة الشعب الإيراني في 142 مدينة في الأيام الأخيرة من ديسمبر 2017 والأيام الأولی من يناير 2018، وأظهرت إمکانات وقدرات رائعة ومذهلة.
هذه هي الآلية والطريقة التي ستؤدي إلی إسقاط حکم نظام ولاية الفقيه. وهذه هي الطريقة الناجحة التي اعترف بها خامنئي نفسه قبل الجميع وبشکل علني بالتصميم والتخطيط لها من اجل اسقاط النظام و«التحضير للعمل ضد النظام» في اليوم العالمي للمرأة.
(موقع الخامنئي الإخباري يوم 8 مارس 2018 خلال لقائه بالمداحين .
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة