الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرآلام اللاجئين السوريين.. کبار يرجون النسيان وصغار يتشبَّثون بماضٍ مفقود

آلام اللاجئين السوريين.. کبار يرجون النسيان وصغار يتشبَّثون بماضٍ مفقود

0Shares

تتمنی اللاجئة السورية وردة أن لو استطاعت محو حياتها السابقة، فالذکريات صارت مؤلمة للغاية. لکن أطفالها، عکسها، ليس لديهم ما يتذکرونه أو حتی ما ينسونه عن وطنهم، الذي يشهد حرباً منذ نحو 8 أعوام.
إنهم جزء من جيل جديد من السوريين الذين فرَّ آباؤهم بالملايين من الحرب والدمار، لکنهم أصغر سنّاً من أن يتذکروا وطنهم.
والوطن بالنسبة لأبناء وردة، هو خيمة مؤقتة بمخيم للاجئين في لبنان، يعيشون فيها مع أمهم، البالغة من العمر 34 عاماً، والتي يمزقها الحزن.

أطفالنا لا يعرفون سوريا!

 


وقالت وردة والدموع تنهمر علی وجهها: “أول شي بدي أنسی، لو بإيدي أنسی، وما فيني أنا أنسی، أنسی هالسوريا، هي أول شغلة. أنسی بيتي … أنسی رفقاتي، أنسی کل شي، بس ما فيه الواحد ينسی، ما بينسی”.
وفرَّ 5 ملايين شخص من سوريا منذ اندلاع الحرب، بعد قمع احتجاجات مناهضة لنظام الأسد بالقوة في عام 2011. وفي 15 مارس/آذار 2018، تحل الذکری السنوية السابعة لموعد اندلاع تلک الاحتجاجات.
ووردة وابنها بلال (13 عاماً)، وابنتها ريان (7 سنوات)، وابنها الأصغر إبراهيم (3 سنوات)، ضمن مليون لاجئ يقيمون في لبنان المجاور. ويقيم أغلبهم -مثل هذه الأسرة- في خيام متهالکة، تفتقر إلی المياه الجارية أو أنظمة الصرف الصحي الملائمة.
وقالت وردة عن ابنها الأکبر: “الکبير بانبسط أنا وإياه، نقعد نحکي، کنا نعمل هيک. کنا نروح هيک، باخده عالحديقة مثلاً، باخده عالمدرسة”.
لکنها أضافت عن ابنتها ريان، الجالسة في حجرها: “هي ما بتعرف شو هي سوريا. هي بتعرف متل ما بتحکي العالم. شايفة أبوها. (بتقول) شفت عمي، شفت ستي. وهي ما شايفة شي. يعني هادا أکتر شي بيقهرني!”.
وأضافت وردة، التي تمکنت من العثور علی عمل في جمع الفاکهة بمزارع قريبة، بضعة أيام کل أسبوع: “بسوريا صار هالحرب، القوي بده الحرية، بس الضعيف بده السترة. ونحن اللي ضعنا، نحن اللي رحنا بين الرِّجْلين، الضعفاء، الفقراء”.
ولم تسمع وردة شيئاً عن زوجها، الذي تزوج بأخری وبقي في سوريا خلال العامين الماضيين.
ويکافح موسی عويد الجاسم (من حلب)، کذلک، للحفاظ علی ذکريات سوريا حيةً في أذهان أبنائه السبعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام و16 عاماً.
ويقول الجاسم، (43 عاماً)، وهو عامل سابق بمصنع للنسيج: “الطفلة الصغيرة ما بتعرف شي يعني، بتعرف هون المخيم، حتی ما بتحکي ما بتعرف شي عن سوريا يعني، إذا ما بنذکر قدامها حکي إنه نحن من سوريا، نحن من منطقة کذا، ما بتعرف، إذا بتسأليها، ما بتعرف هي من وين!”.

لا يوجد ما يذکِّرهم بالوطن

 


ويقول الجاسم إن أسرته ليس لديها ما يذکِّرهم بالوطن أو بحياتهم السابقة. وأوضح أنهم عندما غادروا لم يکن لديهم متَّسع من الوقت لحمل ألبومات الصور العائلية أو حتی حجج الأرض التي يملکونها.
وأضاف: “ولا مرّة شايف هالمنظر، يعني، ولا مرة شايفين هالضرب وهالقصف، منا متعودين عليها يعني، فجأة صار هالشي عندنا، منا مهيئين للأشيا هاي!”.
وفي هذا المخيم الصغير علی مشارف بلدة “قب الياس”، يقول السکان إنهم يحاولون قدر استطاعتهم جعل المکان أشبه ما يکون بوطنهم.
فقد أبقوا وسط المخيم خالياً؛ لإقامة حفلات الزفاف وتجمعات العزاء، وليلعب فيه الأطفال.
وفي نهارِ يوم مشمس، أخذ الدجاج يتبختر وسط المخيم، ووقفت قطة تبحث عن فتات الطعام المتناثر، بينما تقشر النساء حبات البطاطا (البطاطس) وتقطع البصل علی حصير مبسوط في الخارج. وبَنَتْ حماماتٌ سوداء أعشاشها فوق إطارات تُستخدم لدعم أسقف الخيام.
لکنّ ابنَي الجاسم؛ خالد (16 عاماً) وماجد (14 عاماً)، کانا من بين قلة لم تتبدد تماماً ذکرياتها عن سوريا.
وقال ماجد، عندما طُلب منه وصف کيف کان وطنه: “مثل الجنة وأحسن”.
في حين ردَّ خالد علی سؤال عن الحياة في مخيم، قائلاً “جحيم..!”.
نقلا عن هاف بوست عربي

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة