السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيراناخر ثلاثاء من السنة الايرانية

اخر ثلاثاء من السنة الايرانية

0Shares

 

بقلم:مثنی الجادرجي          

 
في آخر ثلاثاء من کل سنة إيرانية، يجري الشعب الايراني إحتفالات کبيرة حيث يوقد فيها النيران کدليل علی إنتصار النور علی الظلام و الخير علی الشر و دحر قوی الظلام و الاستبداد، هذه المناسبة التي تسمی عند الايرانيين ب\’جهار شنبه سوري\’، هي من المناسبات الوطنية ذات العمق التأريخي، وقد کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يحاذر منها طوال الاعوام ال39، المنصرمة خصوصا لأنها ترکز علی إنتصار قوی الخير و الحرية علی قوی الشر و الاستبداد.

الاحتياطات غير العادية التي بادرت بها السلطات الامنية في سائر أرجاء إيران تحسبا من هذه المناسبة التي ستصادف في الثلاثاء 13 آذار، الی جانب التحذيرات المختلفة من جانب المسؤولين الايرانيين من تبعات المشارکة فيها خلافا للسياق و الاسلوب الخاص بالنظام، تدل علی إن القضية غير عادية و إن القادة و المسؤولين الايرانيين يتخوفون کثيرا مما قد تسببه هذه المناسبة من آثار و تداعيات علی الامن و الاستقرار الخاص بالنظام خصوصا وإن النظام لايزال يعاني من الاثار العميقة لإنتفاضة 28 کانون الاول الماضي.

أکثر شئ أرعب النظام الايراني و جعله يطلق التحذيرات المملوءة بالتهديد و الوعيد، يکمن في إن الهيئة الاجتماعية لمنظمة مجاهدي خلق في داخل إيران، قد وجهت دعوة للشعب الايراني من أجل إندلاع مجدد للإنتفاضة في هذا اليوم، والذي يلفت النظر کثيرا أن تلک التحذيرات تهدد بإعتقال و سجن و محاسبة کل من يشارک بهذه المناسبة بطريقة غير طريقة النظام و التي هي مکروهة لدی الشعب الايراني کله ذلک إنها تتم بصورة تزمن أمن و إستقرار و سلامة النظام، ولاريب من إن النظام يتذکر جيدا بأن الانتفاضة الاخيرة کانت بقيادة المنظمة وإن عودتها و إطلاقها لهکذا دعوة من الواضح أنها ستلقی آذان صاغية لها، يعتبر بمثابة تحد صريح للنظام والاخير يعلم جيدا بأن الامور إذا جرت بالشکل و الصورة التي تدعو لها المنظمة فإن الامور ستفلت من يد النظام و ستجري الاوضاع بإتجاه آخر.

الشعب الايراني الذي عاش واحدا من أسوء المراحل التأريخية في ظل حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وخلالها عانی الکثير حيث إن النظام تدخل في کل الامور التي تهمه ومن ضمنها المناسبات الوطنية و بشکل خاص هذه المناسبة التي تحث علی الانتفاض و الثورة، يعلم جيدا بأن الشعب الايراني قد حزم أمره ولم يعد يرضی ببقاء و إستمرار هذا النظام بل إنه هتف خلال الانتفاضة الاخيرة بشکل صريح جدا لإسقاطه و تغييره و رفض الطابع الديني للدولة، ويبدو واضحا بأن يوم الثلاثاء سيکون يوما إستثنائيا قد تحدث في تطورات إستثنائية تغير الاوضاع بشکل جذري.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة