الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإنها صحوة الموت

إنها صحوة الموت

0Shares


بقلم:فلاح هادي الجنابي


  
إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، کانت بمثابة صدمة عنيفة جدا لنظام الملالي بحيث جعلته يضيع في خضم تخبطات و متاهاة لاحصر لها، خصوصا وإنه کان يعتقد وبعد إنتفاضة عام 2009، بأنه لن يکون هناک أحد سيجرؤ علی الانتفاض بوجهه وإن الامور کلها قد صفت لصالحه تماما، لکن إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، جعلته علی يقين بأن الشعب الذي رفضه في إنتفاضة عام 2009، هو نفس الشعب الذي سيرفضه علی الدوام و لن يرضی بغير إسقاطه بديلا.
المعلومات المختلفة التي أعلن عنها نظام الملالي بشأن قضائه علی تلک الانتفاضة، و التي في مجملها تتعارض و تتناقض مع الواقع و مع حقيقة و أصل ماقد جری، هي محاولة من جانب النظام من أجل خلط الاوراق و التمويه علی الحقيقة و تشويهها خصوصا وإن النظام قد أدرک بأن الانتفاضة الاخيرة قد کانت إعلانا صريحا من جانب الشعب الايراني عن رفضه القاطع له و إيمانه الکامل بمنظمة مجاهدي خلق(التي قادت إنتفاضة عام 2009،)، ولهذا فقد إنتاب النظام حالة من الجنون کرد فحل علی تلک الحالة، سيما وإن التحالف بين الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق قد شکلت الاساس في إسقاط نظام الشاه.
الاجراءات الدموية القمعية التعسفية التي بادر إليها نظام الملالي بعد إنتفاضة عام 2009، و التي سعی من خلالها للإيحاء بقوته و مناعته ومن إنه لايزال يمسک بزمام الامور، ليست دليل قوة و مناعة کما يوحي بذلک وانما هي کما الحال مع صحوة الموت أو رفسات الذبيح التي هي آخر مافي جعبة النظام، وإن المراقبين و المحللين يرون ذلک دليل ضعف للنظام و ليس قوة.
ينخدع الکثيرون عندما يجدون هذا النظام الارعن يبادر الی إتخاذ خطوات قمعية ضد خصومه و يعتبرون ذلک دليل قوة إذ أن هذا النظام يعمد دائما وفي الاوقات و اللحظات الحرجة التي يواجه فيها ظروفا صعبة و حرجة الی القيام بردود فعل دموية أو متطرفة ظنا منه بأن ذلک قد يدفع خصومه الی تحاشيه و الابتعاد عنه و بذلک يلتقط أنفاسه، لکنه وعندما واجه إنتفاضة عام2017، التي قادتها منظمة مجاهدي خلق، فإنه قد فقد الکثير من المقومات و الامور التي کان سابقا يعتمد عليها في تسيير و تمشية أموره، وإن لقيادة منظمة مجاهدي خلق الإنتفاضة الاخيرة دور کبير جدا في إرباک النظام و جعله يفقد توازنه و يضيع في خضم التناقضات و التخبط، لکن الملفت للنظر کثيرا هو إن ردود فعل النظام لايمکنها أبدا من أن تعمل أو تساهم في تغيير مسار مصيره الاسود.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة