الخميس, أبريل 25, 2024

رد الجميل

0Shares


بقلم:فاتح المحمدي


الخطر و التهديد الجدي الذي صار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشکله علی دول المنطقة صار حقيقة ماثلة أمام الاعين ولم يعد هنالک من مجال للتهرب منه أو تجاهله و التغاضي عنه خصوصا وإنه يستغل عدم التصدي و الوقوف ضده بالمزيد من التوسع و الانتشار و عدم التوقف عند حدود معينة ولهذا فإن من يستمر في تجاهله لمخططات هذا النظام عليه الانتظار حتی يأتي الدور عليه و يجد نفسه بقبضة هذا النظام.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي عمل في بداية تأسيسه علی تقديم نفسه کنصير للشعوب المستعبدة و حليف لها من أجل النضال في سبيل الحرية و الديمقراطية، لکن الذي تأکد لدی شعوب و دول المنطقة و صار معلوما بمنتهی الوضوح، هو إن هذا النظام علی النقيض تماما من شعاراته و مزاعمه البراقة في ظاهرها و الفارغة و الجوفاء في حقيقة أمرها، ولاسيما بعد إن إتضح دوره في مساندة النظام السوري الدکتاتوري المعادي لشعبه و للميليشيات و الجماعات العميلة له في العراق، مما تبين بأن الذي يدعيه هذا النظام شئ و الحقيقة و الواقع شئ آخر مختلف تماما، بل وحتی يمکن القول و بکل ثقة بأن هذا النظام يستحق صفة و لقبا أسوء من العدو!

منذ أن بدأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتفعيل شعاره المشبوه”تصدير الثورة” في لبنان في بداية الثمانينات و قام بتأسيس حزب الله في هذا البلد و شرع في التدخل فيه حتی جعله في قبضته الی حد ما، فإن تجاهل هذا الامر من جانب دول المنطقة قد دفع هذا النظام للتجرؤ و التمادي أکثر فأکثر عندما بدأ يتحرک بإتجاه العراق و سوريا و اليمن و البحرين و السعودية و الکويت و دول أخری وکل دولة بطريقة و اسلوب خاص، لکن الذي يجمع بينها جميعا هو سعي النظام لتنفيذ مخططه بتصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة من أجل ضمها الی دائرة نفوذه و هيمنته.

هذا المخطط المشبوه و منذ أن بدأت طهران تقوم بتفعيله علی أرض الواقع، لم يکن هنالک من يعلم بحقيقة و واقع النوايا الخبيثة من ورائه سوی منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي کانت بمثابة الطرف و الصوت الوحيد الذي إرتفع عاليا من أجل تحذير دول المنطقة و العالم من المخطط الاسود الذي يسعی هذا النظام من أجل تطبيقه علی حساب المنطقة و دعت الی مواجهته و شددت علی إن تجاهله سيدفع النظام للتمادي أکثر فأکثر بهذا الاتجاه، وإننا اليوم نجد أنفسنا أمام هذه الحقيقة وجها لوجه ولامناص من الاعتراف بأن بقاء النظام الحاکم في إيران يعني إستمرار هذه الحالة السلبية التي ليس هنالک من طريق أو خيار لإنهائه إلا بالتغيير السياسي الجذري في إيران نفسها و الذي تدعو إليه منظمة مجاهدي خلق و تناضل من أجله منذ أکثر 39 عاما و يرحب به الشعب الايراني و يتحرق الی ذلک اليوم الذي يجد فيه کابوس هذا النظام قد زال عن إيران، ومن هنا، فإن دعم هذه المنظمة و الاعتراف بها رسميا و دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير ولاسيما بعد إنتفاضة 28، ديسمبر الماضي التيا قادها ضد النظام و أثبت دوره و مکانته في الداخل الايراني، قد يکون واحدا من أهم و أفضل الطرق و الاساليب الفعالة في مواجهة النهج المشبوه لهذا النظام، کما إن هکذا موقف”أي دعم نضال الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق”، يمکن إعتباره أيضا بمثابة رد جميل لذلک الموقف المبدأي تجاه شعوب و بلدان المنطقة

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة