السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانفرصة ذهبية متاحة لانتفاضة الشعب الإيراني عشية بداية السنة الإيرانية الجديدة

فرصة ذهبية متاحة لانتفاضة الشعب الإيراني عشية بداية السنة الإيرانية الجديدة

0Shares

 

بقلم:عبدالرحمن مهابادي

 


کل عام تبدأ مراسم الاحتفال بالعام الإيرانيالجديد بمناسبة (جهار شنبه سوري) وکل عام يدفع نظام الملالي في هذه الاحتفالات تکاليف باهظة لان اقامة هذه الاحتفالات التي هي جزء من الثقافة الإيران ية الغنية تتعارض کثيرا مع الثقافة الرجعية والمتخلفة لنظام الملالي في إيران. 
في مسار تکيف العادات والتقاليد والاحتفالات الثقافية مع الشروط السياسية اليوم فان اقامة هذه الاحتفالات ستکون عرضة لتغيرات کبيرة من شأنها أن تزيد من غضب ونقم الملالي عليها أکثر وأکثر.  لان الشعب الإيراني في مثل هذه الاحتفالات الثقافية يعبرون بطرائق مختلفة عن عدم رضاهم وعدم رغبتهم بهذا النظام الديکتاتوري الحاکم.
تقام احتفالات (جهار شنبه سوري ) في مساء ليلة الثلاثاء الأخير من السنة حيث يشعل الناس فيها النار في کل ارجاء إيران  ويقومون بالقفز من فوقها ويعبرون بذلک  عن نهاية فصل وبداية فصل آخر.  انتهاء فصل الشتاء البارد و بقية الاحداث غير السارة والمزعجة الفائتة من اجل الوصول الی السعادة والسلامة في العام الجديد. 
اقامة هذا الاحتفال والمناسبة من جانب الشعب الإيراني تختلف کثيرا عن الاعوام الماضية. لان انتفاضة الشعب الإيراني البطولية التي کان مطلبها الاساسي هو اسقاط نظام الملالي والتي بدأت في الايام الاخيرة من العام الميلادي الفائت 2017 قد غيرت المشهد السياسي الداخلي في إيران  بشکل نوعي.  ووضعت توقعات سقوط نظام الملالي في صف التوقعات قريبة التحقق. 
النظام الفاشي الديني الحاکم في إيران  خلال 39 عاما الماضية کان دائما يعتبر هذه التقاليد والاحتفالات والمراسم الثقافية بانها ضد الاسلام.  ولهذه الغاية قام باصدار مجموعة کبيرة من الفتاوی فيما يتعلق بهذا الموضوع.  لکن ثبات الشعب الإيراني علی ثقافته القومية والتاريخية أفشلت کل اجراءات هذا النظام المتخلف والرجعي المعادية للثقافة.  وکانت تقام هذه المراسم بروعة اکبر واکبر کل عام في الماضي ولهذا السبب قام النظام بتجهيز قواته العسکرية والامنية منذ وقت طويل استعدادا لمواجهة هذه الاحتفالات وبقصد قمع الشعب الإيراني فيها. 
لکن هذا العام يختلف الوضع کثيرا.  لان الشعب الإيراني قد خطی أهم خطواته الشاملة والمنظمة نحو اسقاط نظام الملالي والان يريد الشعب الإيراني أن يقيم احتفالات (جهار شنبه سوري ) بقوة وارادة أکبر.  ومن الواضح أن نظام الملالي قد وصلته رسالة استعداد جاهزية الشعب الإيراني للقيام بهکذا انتفاضة قبل الجميع.
نظام ولاية الفقيه الحاکم في إيران  أراد أن يظهر في الاسابيع الماضية أنه استطاع أن يکبح لجام الانتفاضة الاخيرة. 
والان سقط نظام الملالي في حلقة جديدة من الرعب.  حيث أعطی الاوامر لقواته القمعية بالاستعداد التام.  وقام بجمع اللافتات والملصقات التي کانت تحمل صور خميني وخامنئي الشرير  في الشوارع وفي الوقت نفسه قام بنشر دعياته المخادعة والمحتاله بالاضافة الی نشر جو الرعب والخوف في المجتمع الإيراني. 
الآن نحن في الأيام الأخيرة من السنة الإيرانية. وإن الشعب الإيراني عازم ومصمم أکثر من أي وقت مضی علی الترحيب باحتفالاته وتقاليده الثقافية. والقوی الرئيسية للانتفاضة، التي تتمحور حول الشباب الإيراني الشجاع، أصبحت منظمة أکثر بوجود بؤر الثورة المرتبطة بالمقاومة الإيرانية، والشعب الإيراني مصمم مسبقا في حال أي اعتداء وهجوم للنظام عليه أن يرد علی النار بالنار.
إن غضب الناس المکظوم علی مدی السنوات الـ39 الماضية من‌الحکم المشؤوم لملالي طهران يجد الآن قاعدته الحقيقية وحيثما سنحت الفرصة سينزل مثل صاعقة أو مطرقة ثقيلة علی رأس نظام الملالي وليس من دون سبب أن نری حرب الذئاب في رأس هرم النظام تزداد شدتها کل يوم وتفقد نظام الملالي توزنه أکثر فاکثر. 
احتفالات (جهار شنبه سوري) هذا العام عبارة عن مواجهة بين قوتين متعارضتين في مسير القدر المحتوم.  النظام الفاشي الديني الحاکم في إيران  مع کل أجنحته وعصاباته ومرتزقته من طرف.  الشعب والمقاومة الإيرانية من طرف آخر.  في إيران  تحت حکم الملالي لا وجود لقوة ثالثة.  المطالب الرئيسة التي لا تقهر للشعب الإيراني هي اسقاط النظام الديکتاتوري والدموي لملالي إيران  والعدول عن هذه المطالب هو أمر مستحيل. 
ان إسقاط “أکبر دکتاتور في العصر عرفه الشرق الاوسط” والقوی المطيحة والمسقطة له أي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية هما أمران متاحان ومتوفران بشکل کامل وان الاعتراف بشکل رسمي بهما من جانب المجتمع الدولي هو ضرورة ملحة جدا. 


*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة