الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانطهران تتأهب أمنيًا خشية تجدد الاحتجاجات باحتفال رأس السنة+فيديو

طهران تتأهب أمنيًا خشية تجدد الاحتجاجات باحتفال رأس السنة+فيديو

0Shares
د أسامة مهدي
 
استباقًا لاحتفالات الإيرانيين برأس السنة الفارسية الجديدة فقد وضعت السلطات الإيرانية قواتها الأمنية في حال تأهب خوفًا من تجدد الاحتجاجات خلالها بعدما أحرق شبان صورًا للزعيم الراحل خميني والمرشد الأعلی خامنئي، بينما هاجمت قوات مکافحة الشغب مزارعين محتجين وتجمعًا نسويًا.
وسط مخاوف من تجدد التظاهرات الاحتجاجية خلال احتفالات إشعال النار يوم الثلاثاء المقبل، وهو الأخير قبل حلول رأس السنة الفارسية، فقد اتخذت قوات الأمن الإيرانية تدابير واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، لمناسبة ما يطلق عليه الإيرانيون “بجهارشنبه سوري”.
هذا العام ونظرًا إلی الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران أخيرًا فقد زاد قلق النظام وسلطاته تجاه أي تجمع جماهيري، خاصة بعدما دعت منظمة مجاهدي خلق الفصيل الإيراني المعارض الأکبر داخل البلاد إلی التعبئة في إطار هذا المهرجان، کما أبلغ “إيلاف” السبت مسؤول في المنظمة.
تزامنًا مع ذلک فقد أعلنت السلطات عن قيام شبان بإحراق صور خميني وخامنئي، واکتشاف کميات کبيرة من مختلف أنواع مواد الألعاب النارية في جميع أنحاء البلاد، ما أثار مخاوفها من استعدادات لدی المواطنين لتحويل هذا الاحتفال الوطني إلی تحدّ سياسي ضد النظام.
فيديو إحراق صور خميني وخامنئي:

تحذير المواطنين من تجاوز “الخط الأحمر”
وحذر العميد حسين رحيمي قائد قوات الأمن الداخلي في طهران العاصمة قائلًا “لن نتسامح مع أي سلوک خارج العادات المألوفة..هذا هو خطنا الأحمر، ومهما کان الإخلال بالنظام العام فهو الخط الأحمر لقوات الأمن، لذلک فإن استعداداتنا واسعة للغاية في ذلک اليوم، وهو مساء يوم الثلاثاء، حيث ستکون قواتنا في حالة تأهب کامل من الساعة 2:00 ظهرًا فصاعدًا.. ستکون حاضرة في جميع الساحات وتقاطعات الشوارع، في مناطق الترفيه، في الحدائق العامة، في جميع أنحاء المدينة وفي جميع الشوارع، وإذا رأی عناصرها أي شخص له سلوک خارج عن النظام، فسيتم التعامل معه بشکل حاسم.. ومن خلال التنسيق مع السلطة القضائية سيتم إلقاء القبض علی الأفراد واحتجازهم حتی نهاية فترة عيد النوروز “رأس السنة”.. وسوف نتعامل معهم بصرامة.
من جانبه قال غلام رضا زاهدي بور المسؤول عن منع قوات الأمن في جنوب خراسان بيرجند – ولاية خراسان الجنوبية – إنه تم ضبط 50 ألف طن من مواد الألعاب النارية المختلفة في هذا العام. وأضاف أن خراسان مستعدة لمواجهة هذا الحدث، حيث تم تکثيف إجراءات السيطرة عند نقاط التفتيش، واعتماد نهج جدي صارم تجاه من أسماهم “مسببي الفوضی العامة”.
وأکد زاهدي علی حظر بيع الوقود في حاويات في محطات الوقود في ذلک اليوم، محذرًا أن قوات الأمن ستتابع بکاميرات المراقبة وترصد الموقف. إضافة إلی ذلک فقد تم تعيين فرع خاص للتعامل مع ما أسمتها السلطات “الانتهاکات والجرائم خلال جهارشنه سوري”.
 
شبان إيرانيون في مواجهة قوات الأمن
کما أشار المدعي العام في شيراز علي صالحي إلی أنه “مع اقتراب نهاية العام فقد خصصنا فرعًا خاصًا للتعامل مع التحقيق في الجرائم المزعومة وما يتصل بها من قضايا جهارشنه سوري”. وحذر من توزيع وبيع المواد غير المأذون بها والخطرة، محذرًا من أن هذه القضية سيتم التعامل معها بجدية.
مداهمة تجمع نسوي بطهران لمناسبة اليوم العالمي للمرأة
بالترافق مع ذلک فقد داهمت قوات الأمن الإيرانية تجمعًا نسويًا أمام وزارة العمل في شارع “آزادي” في العاصمة طهران، حيث کن يحملن لافتات کتب عليها: “لا للتمييز الجنسي” و”لا لقانون التمييز في العمل” و”مطلوب رواتب عادلة ومساواة للنساء” و”الحرية والمساواة والعدالة”.
وقد أحاط بالتجمع عناصر الأمن، وخاصة المتنکرین بالزي المدني وشرطيات، ثم هاجموا النساء المجتمعات بوحشية، باستخدام الهراوات والعصي الکهربائية بهدف تفريقهن، حيث تم اعتقال 20 منهن.
کما منعت عناصر الأمن التقاط صور أو تصوير التجمع بالفيديو، بينما کانت مجموعة من الشباب التي دعمت التجمع ضمن المعتقلين الذين تم نقلهم إلی مرکز شرطة 137 في شارع کيشا.
ودعا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية جميع المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان إلی إدانة اقتحام قوات النظام للتجمع النسوي، وطالب بإجراء عاجل للإفراج عن المعتقلين، وناشد عموم أبناء الشعب الإيراني “بالنهوض ضد سياسات النظام المعادي للنساء وممارساته” القمعية ضدهن”.
تجمع احتجاجي واشتباکات
وأمس الجمعة شهدت مدينة ورزنه قرب أصفهان اشتباکات بين قوات الأمن وتجمع احتجاجي حاشد لآلاف المزارعين. فقد تجمع آلاف من المزارعين ورزنه أصفهان، وأحرقوا الإطارات واشتبکوا مع قوات محافحة الشغب، حيث قامت هذه القوات بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع علی المتظاهرين وهاجمتهم، ما أدی إلی وقوع إصابات في صفوف المحتجين، بينهم سبعة أشخاص من الشباب، حيث تم نقلهم إلی مدينة أصفهان. وتفيد التقارير الواردة أنه دخل المواطنون من المدن القريبة إلی الموقع لمساعدة المزارعين.
انطلق المزارعون الغاضبون ومؤيدوهم في مسيرة احتجاجًا علی رفض النظام منحهم حصتهم من المياه، ووضعوا جراراتهم علی جانبي الطريق، وانطلقوا إلی محطة ضخ المياه نحو مدينة يزد، وهم يهتفون “کل من يتحدث عن الحق تتهمونه بأنه مخرب”.. “العار عليکم بإدارتکم، العار عليکم بعدالتکم، الموت للمسؤولين عديمي الشرف”. إثر ذلک هاجمتهم عناصر مکافحة الشغب لمنعهم من التحرک والاقتراب من مشروع الماء، وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع، وفتحوا النار عليهم.
وبدأت احتجاجات المزارعين في ورزنه في 16 فبراير الماضي، واستمرت إلی 28 منه، في تظاهرات وتجمعات أمام إدارة الناحية ومصلحة المياه، وهتفوا “يا روحاني الکذاب أين زاينده رود؟”.. و”مياه زاينده رود حقنا المؤکد”.. ونناضل ونموت ونستعيد حقنا”.. ولا تخشوا نحن کلنا معًا”.
أدی جفاف نهر زاينده رود، الذي سببته سياسات النظام المناهض للشعب، إلی تدهور حياة المزارعين في المنطقة منذ 17 عامًا وجعل وضعهم المعيشي أسوأ يومًا بعد يوم. وحاول مسؤولو النظام مرارًا إسکات احتجاج المزارعين بتقديم وعود مضللة، بما في ذلک دفع تعويضات عن أضرارهم، لکنهم لم ينفذوا ذلک.
فيديو تدخل قوات الأمن لتفريق المزارعين المحتجين:
ودان المجلس الوطني للقاومة الإيرانية بشدة في بيان صحافي اليوم تسلمته “إيلاف” هجوم قوات مکافحة الشغب علی المزارعين، ودعا عموم المواطنين وشباب أصفهان إلی دعمهم والتضامن معهم.
واليوم السبت قالت مریم رجوي رئیسة‌ المجلس الوطني للمقاومة‌ الإیرانیة‌ في تغريدة علی حسابها في “تويتر” إن “التحية للمزارعين المنتفضين المضطهدين في ورزنه بأصفهان. أدين بقوة الهجوم الإجرامي لقوات الحرس علی هؤلاء المزارعين المحرومين، وإصابة عدد منهم بجروح، وأدعو عموم أبناء الشعب الإيراني والشباب في أصفهان إلی دعمهم والتضامن معهم”.
وکانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت حوالی ثمانية آلاف شخص من المشارکين في الانتفاضة الشعبية التي شهدتها إيران في نهاية ديسمبر وبدايات يناير الماضيين، حيث تم قتل خلال التظاهرات التي شهدتها 184 مدينة إيرانية أو تحت التعذيب حوالی خمسين شخصًا.
نقلا عن ايلاف
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة