السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالشاب الإيراني ليس لديه خيار سوی الانتفاضة

الشاب الإيراني ليس لديه خيار سوی الانتفاضة

0Shares


بقلم:عبدالرحمن مهابادي


في بلد تحکمه ولاية الفقيه سيکون المصير المؤلم بانتظار الشاب الإيراني . فاذا افترضنا أن الشاب الإيراني في السنوات الأدنی لم يکن مشمولا ضمن قائمة ” أطفال العمل” أو “قائمة بيع وشراء الأطفال” أو إذا افترضنا أن عائلته لم تتعرض لظواهر مؤلمة مثل الإدمان والبطالة والفساد و …الخ والتي کان المسبب الرئيسي في کل منها هي عصابات النظام الحاکم أو اذا لم يکن أحد من أقربائه مسجونا أو تم اعدامه فان هذا الشخص في ريعان شبابه سيکون فريسة سهلة لاخطبوط ولاية الفقيه الحاکمة في إيران حيث تم التخطيط مسبقا لهذا الأمر إما بترغيبه أو ترهيبه من قبل العصابات المرتبطة بنظام ولاية الفقيه.
مساعي النظام منذ زمن طويل کانت تترکز علی أن يتوقف الشاب الإيراني عن فکرة معارضة النظام لانه بخلاف ذلک سوف يخلق الشاب الإيراني “المتاعب والمشاکل” لهذا النظام بشکل منظم وفي حال استمرار ذلک سوف يجد نفسه في موقع معارضة النظام. ولهذا السبب کما رأينا في السنوات الماضيه کان يمنع نظام الملالي ذکر أسماء الاحزاب السياسية المعارضة للنظام ويمنع الاعلان عنها وبالأخص منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وقبل ذلک کان قد اقدم ايضا علی ارتکاب مذبحة السجناء السياسيين المجاهدين والمناضلين الکبری في عام 1988 حتی لا يترک أثرا لأي حزب سياسي ثوري وتحرري في داخل إيران. مذبحة ال 30 الف سجين سياسي في عام 1988 أحد الأمثلة الواضحة علی الاباده الجماعية ولکن حسب قول قائد المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي: “هل من الممکن منع هبوب الرياح ومنع نزول الامطار هل من الممکن تجفيف المحيط ؟هل من الممکن منع قدوم الربيع ومنع تفتح أزهار شقائق النعمان. هل من الممکن ابقاء الامة أسيرة الی الأبد ؟ لا ….! ” .
بناءا علی ذلک فان مرحلة الشباب في إيران في ظل حکم الملالي تشبه (المشي ليلا في حقل ألغام) والشاب الإيراني لايملک خيارا سوی عبور هذا الحقل المميت و بالنسبة للشاب الإيراني ليس لديه حق الحصول علی طبق للاقمار الصناعية (الديجتال) و ممنوع عليه مشاهدة القنوات الأخری أو المواقع غير المرتبطة بالنظام وتفرض عليه عقوبات شديدة في حال مخالفة ذلک. المواقع الاجتماعية هي أحد الألغام الخطيرة جدا والتي من الممکن أن تعرض الشاب الإيراني بسببها لخطر الاعتقال والتعذيب والاعدام وذلک لانه يتم تصفيتها وفلترها من قبل انظمة النظام الأمنية. طبعا هذه وغيرها أحد اساليب ومخططات النظام للايقاع بالشاب الإيراني في مثل هذه الحقول الخطيرة والمميتة. و الشاب الإيراني لاينفک عن التحرک نحو النور ورؤية الحقائق بشکل أوضح والانضمام إلی معارضة النظام. عدم قدرة واستطاعة النظام علی الاستجابة لاحتياجات الشاب الإيراني ومتطلباته وأثر الواقع القائم في المجتمع وموضع المقاومة الإيرانية المتزايد في المجتمع الإيراني کلها عوامل تساعد الشاب الإيراني علی مثل هذه التحرکات والتوجهات .
الشاب الإيراني يکتشف أن حرياته وآماله ورغباته قد تم سلبها من قبل النظام الأصولي الحاکم وأنه قد تم “سجنه” في وطنه ويری أنه لايملک مستقبلا في ظل حکم نظام الملالي وإن ظواهر مثل الغلاء والبطالة والأهم من ذلک فقدان الحرية والأمن والأمان ستکون عائقا في وجهه نحو تشکيل حياة سليمة. وعي هذه الحقيقة وحقيقة أن هذا المصير هو مصير جميع الشباب في المجتمع يدفعه إلی أن يبحث عن طريق يستطيع من خلاله ايجاد فرق وتغيير في حياته وأقرانه. الشاب الإيراني خلال مسير حرکته الخاصة، معرض للعديد من أحداث المجتمع الواسعة . بدءا من الاعتقالات الی اعدام السجناء في الملأ أو في الخفاء ومن ضحايا الادمان المدمر للبيوت العامرة حتی الأمواج الضخمة من العاطلين عن العمل وأمواج الفقر الکبيرة ،من الفساد في المجتمع حتی رجم النساء بالحجارة في الأماکن العامة ومن ارتفاع نسبة الأطفال العاملين في الشوارع حتی مشاهد ساکني القبور المؤلمة والتي کان للشاب الإيراني في کل منها نصيب وسهم منها.
لن يمضي زمن طويل حتی يستثار الشاب الإيراني مع رؤية هذه المشاهد ويجيب عن هذه الأسئله المتشکلة في ضميره ووجدانه ويصمم أن يقف في وجه هذا النظام. التمرد ضد النظام أو ما يسمی “الجمهورية الإسلامية” التي تحولت في نظر الإيرانيين الی سجن کبير لهم وقامت باحتلال أجزاء من منطقة الشرق الأوسط علی حساب جوع الشعب الإيراني ونهب ثرواتهم وأملاکهم.
حتی الآن جرّب الشاب الإيراني “الألم” وعرف “عامل ومسبب الألم ” وهو في طور البحث عن طريقة لاخراج هذا السرطان من جسد إيران. ولکن کيف؟ هل کان هناک أشخاص قبله مشوا في مثل هذا المسير من قبل؟! يأتي الشباب الإيراني إلی مسرح الانتفاضة و يجد بسرعة إجابة لسؤاله: (تبديل مطالب الشعب المعاشية والاقتصادية بالمطالب الأساسية للشعب الإيراني أي اسقاط نظام الملالي) .
الشاب الإيراني في مشهد الانتفاضة يری تسارع وتضامن وانسجام الحرکات وتنظيمها ويجد طريقه من خلالها .الانضمام إلی “بؤر التمرد” التي ترتبط معا مع تشکيل “جيش منظم” للإطاحة بالنظام من قبل الشباب الإيراني. والشباب الإيراني يحس بالقوة عن طريق ارتباطه مع مثل هکذا جيش. مثل قطرة ماء کانت في النهر ومن ثم انضمت الی البحر.
حسين ذو الفقاري، نائب وزير الداخلية في نظام الملالي أعلن في الأيام الأولی للانتفاضة الأخيرة أن اکثر من 90 بالمئة من المعتقلين هم من الشباب والمراهقين ومعدل أعمارهم تحت 25 عاما .(وکالة أنباء ايلنا الحکومية في اليوم الأول من عام 2018 ميلادي).
ولذلک فان انتفاضة الشعب الإيراني تسير في الطريق الصحيح وتنظيمها في حال التقدم وکل يوم يمضي يزداد ارتباط الشباب الإيرانيين بتشکيلات وبنی وأسس أقوی مما قبل.
نعم الآن، قوی الانتفاضة هي في طور الإعداد لخطوة عظيمة أخری من شأنها أن تلبي المطالب الرئيسية لشعب إيران. والتي هي سقوط نظام ولاية الفقيه الديکتاتوري الحاکم في إيران.


*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة