الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيشهادة إيرانية رسمية عن الأسباب الخفية للتدخل بسوريا

شهادة إيرانية رسمية عن الأسباب الخفية للتدخل بسوريا

0Shares


محمد الطيب

 

“رسائل الأسماک” لمؤلفه حسين همداني، القيادي بمليشيا الحرس الثوري الإيراني، المقتول في حلب 2015، أول رواية رسمية إيرانية توثق الدوافع الخفية لتدخل نظام الملالي في سوريا.
ويکشف الکاتب -ربما بدون قصد- الدعاية الکاذبة التي ظلت ترددها إيران لتضليل الرأي العام عن الأسباب الحقيقية لتدخلها العسکري في سوريا؛ ومن هذه الدعاية أن سوريا هي “محور المقاومة” و”حائط صد للأطماع الصهيونية”.
يجمع الکتاب بين دفتيه مذکرات همداني التي نشرها بعد مصرعه الکاتب “کلعلي بابايی”، وتظهر دور مليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في مساندة نظام بشار الأسد في قمع المظاهرات التي تطالب برحيله عام 2011، وتفننهما في صنع حرب أهلية، وتضخم دور مليشيا حزب الله حتی بات لها الوصاية الکاملة مع إيران علی القرار السوري.
ويوثق همداني دوره الخاص في إنشاء ما يعرف “بقوات الدفاع الوطني السورية” والتي تشبه في ترکيبتها قوات “الباسيج” التي نکلت بالإيرانيين خلال الثورة الخضراء عام ٢٠٠٩، وکان همداني نفسه من أوکل إليه مهمة قمع تلک الثورة التي هبت ضد ما وصفته بتزوير الانتخابات لصالح محمود أحمدي نجاد.

 


 
سوريا “الرجل المريض” في عين إيران
تلقی همداني اتصالا من قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري يخبره باختياره للذهاب إلی سوريا لمساعدة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري، للسيطرة علی الأوضاع في سوريا بعد اختباره ونجاحه في قمع “الثورة الخضراء”.
 واللافت أنه حين اتخذت إيران قرارها بالتدخل العسکري کان المسؤولون العسکريون السوريون يرفضونه، فهؤلاء طلبوا من إيران العون بالمعدات والإمکانيات فقط، ولم يدر بخلدهم أن تنتهز الفرصة لتتدخل في شؤون الجيش السوري، وتجتاح البلاد بالمليشيات، بحسب ما جاء في المذکرات.
ولکن إيران خدعت السوريين عندما کانت تقول لهم: “نريد أن نهديکم تجربة 8 أعوام من الحرب والتعامل مع الأزمات وأعمال الشغب، فالعدو الذي يحيک المؤامرات ضد بلادکم هو الذي کان يحيکها ضدنا”.
وقدم القيادي الإيراني تقريرا لمرشد إيران، علی خامنئي، طالبا الإذن بالعودة لإيران لأن السوريين ما زالوا رافضين التدخل الإيراني، ولا يتعاونون بالشکل الکافي مع القوات الإيرانية، لکن خامنئي رفض العوة بشکل حاسم، مصدرا أوامره لسليماني بالقول: “لا يجب أن تعودوا لأن سوريا بلد مريض، ولا يعرف أنه مريض، وهذا ما يجب تفهيمه لرجال الدولة، ويجب عليکم إعطاؤه الدواء ومراقبته”.
ووفق همداني فإنه “استطعنا أن نقنع السوريين في النهاية”.
وعند التمکن من التواجد بسوريا، أرسل وثيقة عن الأوضاع إلی قائده قاسم سليماني، وجری الاتفاق في النهاية علی وضع السياسات الکلية لمحور المقاومة وسوريا تحت إشراف حسن نصر الله، الأمين العام لمليشيا حزب الله التابعة للحرس الثوري، والذي رد بالقول إنه “يجب إخراج سوريا من المستنقع، ثم بعد ذلک ننظفهم ونطعمهم ونلبسهم ليقرؤوا دروسهم، ويؤدوا عباداتهم، وهذه أول خطة استراتيجية”، وهي إشارة فيما يبدو إلی وضعه خطة لتشييع سوريا بالکامل.

 


 
الطريق للحرب الأهلية
ثم اجتمع همداني ببشار الأسد، عارضا عليه خطة تدريب الشباب المؤيدين له، خاصة من اللاذقية وطرطوس وحمص، وجذب آخرين بالدعاية المکثفة عن الاستهداف الصهيوني والأمريکي لسوريا، ثم تدريبهم علی العمل المسلح ضد بقية السوريين في معسکرات تابعة لمليشيا حزب الله بحجة مساعدة الجيش السوري.
وبعد إقناع الأسد، ابتدأ التنفيذ، فکان يجتذب أسبوعيا أکثر من 300 شاب، يخضعون لدورات مکثفة علی استخدام کل أنواع الأسلحة.
وحتی مقتل همداني 2015 دربت مليشيات إيران 124 فرقة و128 کتيبة و70000 من الشباب الذين کانوا نواة قوات التعبئة التي أخذت علی عاتقها تأمين المدن والقری السورية التابعة للأسد.
ويضيف همداني في مذکراته أن الأسد کان ينوي مغادرة سوريا قبل أن يطلب العون من إيران “فاقترحت عليه فتح مخازن الذخيرة، وتسليح العامة الذين قمنا بتدريبهم”.
وأکد تلک الرواية عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، علي آغا محمدي، الشهر الماضي، حين قال إن همداني قال للأسد حين حاصرت المعارضة قصره: “لا تقلق، إذا سمحت بتوزيع 10 آلاف قطعة سلاح بين الشعب وتعبئة الناس في مجموعات سيزول الخطر”.
 

 

قلق خامنئي من عدوی الثورة
وبعيدا عن الشعارات المعلنة الرنانة حول “محور المقاومة” و”مقاومة الاستکبار الصهيوني والأمريکي”، و”الدفاع عن المراقد المقدسة”، أظهرت مذکرات همداني أسبابا أکثر صحة من التدخل الإيراني في سوريا.
فإلی جانب تشييع کامل سوريا الذي أشارت إليه الکلمات التي نقلها علی لسان حسن نصر الله، وضمها إلی محور إيران بشکل تام، أوضحت مذکرات همداني مخاوف طهران من أن تنتقل الاضطرابات في سوريا إلی داخل إيران وتستهدف الملالي.
وفي ذلک قال همداني إن القيادة العليا في إيران رأت عدة منافع تعود عليه من ذلک، فأطلقت اسم عملية الدفاع المقدس عن حدود إيران.
وبحسب وسائل إعلام إيرانية فإن همداني کان المستشار الأعلی لقوات الحرس الثوري، وقائد تلک القوات في سوريا، وبجانب إنشائه مليشيات هناک قام بإعادة هيکلة الجيش السوري.
نقلا عن العين الإخبارية

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة