الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربي«قافلة الضمير» صدی لصرخات المعتقلات في سجون النظام السوري (مقابلة)

«قافلة الضمير» صدی لصرخات المعتقلات في سجون النظام السوري (مقابلة)

0Shares


مع احتفال نظام بشار الأسد، في 8 مارس/آذار، بالذکری الـ55 لوصول حزب “البعث العربي الاشتراکي” للسلطة عبر انقلاب عسکري عام 1963، تجتمع قبالة الحدود الشمالية لسوريا، وتحديدا في ولاية هطاي الترکية، نساء من کل أصقاع العالم من أجل إسماع العالم أنين النساء السوريات المغيبات في سجون النظام.
القافلة المکونة من عدة حافلات، وتشارک فيها آلاف النساء من 55 دولة مختلفة، ستنطلق من إسطنبول، اليوم الثلاثاء، مرورا بعدة مدن ترکية لتصل إلی محطتها الأخيرة في ولاية هطاي الترکية علی الحدود السورية، الخميس، الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة.
وتنظم القافلة “هيئة الإغاثة الإنسانية الترکية” (IHH)، وتشارک فيها من ترکيا جهات عدة حکومية وأهلية، منها: رئاسة الشؤون الدينية، ونقابة المعلمين، وحرکة الإنسان والحضارة، ورابطة الحقوقيين، ومنظمة أوزغور در، ووقف الأنصار، ورابطة الديمقراطية والمرأة، وحرکة حقوق الإنسان والعدالة، ورابطة الأطباء الدوليين، ووقف الشباب الترکي، ووقف الأقداف، ووقف المنظمات الطوعية الترکية، ورابطة المنظمات الأهلية في الدول الإسلامية.
وفي حديث للأناضول، تعتقد المحامية “غولدن سونماز، نائب رئيس حرکة حقوق الإنسان والعدالة في ترکيا (إحدی الجهات المشارکة في القافلة)، أن عدد النساء اللاتي اعتقلن في السجون السورية يبلغ 13 ألفا و581، وأنّ 6 آلاف و736 منهن ما زلن حاليا في السجون.
وقالت: “قسم من النساء اعتقلن، وهن حوامل، ومنهن من حملت داخل السجون بعد تعرضها لاعتداء جنسي”.
وأشارت إلی تعرض النساء المعتقلات في سجون نظام الأسد إلی مختلف صنوف التعذيب؛ کالصعق بالکهرباء، والتعليق من الأرجل، والرش بالمياه الباردة، والتجريد من الملابس، والضرب، والاعتداء الجنسي أمام الآباء والأبناء.
واستنکرت سونمار عدم اتخاذ أي خطوات علی الصعيدين الدولي والمجتمعات المدنية لمنع وقوع مثل هذه الاعتداءات بحق نساء سوريا.
وأضافت: “جريمة الاعتداء الجنسي علی النساء من أشد الجرائم وحشية، لکنها تقع في سوريا ولا يتم بحثها علی الصعيد الدولي ولا حتی علی مستوی منظمة التعاون الإسلامي، وکأن النساء المعتقلات في سجون النظام السوري فقدن الحياة”.
وأعربت المحامية الترکية عن غضبها الشديد من الصمت المطبق حيال أوضاع النساء في سجون النظام السوري، ولهذا أطلقنا علی قافلتنا اسم “قافلة الضمير”؛ “علنا نحرک ضمير المسلمين وغير المسلمين”.
وکشف سونماز عن لقائها بأکثر من 100 سورية قضت فترات من الاعتقال في سجون الأسد.
وقالت: “استمعت لقصص مرعبة جدا حدثت داخل سجون النظام السوري. نعلم أن ما يقرب من ألف معتقلة انتحرن بعد خروجهن من السجن”.
وأضافت: “إحدی المعتقلات عمرها 23 عاما، وقضت في السجن عامين ونصف العام، روت لي بأنها لا تعلم عدد الذين اعتدوا عليها جنسيا، وقالت: نحن لا نعني لأحد شيئا، فلا صوت يعلو من أجلنا”.
وأردفت: “هذه القافلة هي صرخة النساء السوريات، نريد أن يعلو صوتنا في 8 آذار، نريد لصوتنا أن يکون قويا بما فيه الکفاية ليهدّ جدران سجون النساء، نريد الحرية للمعتقلات؛ لأنه لا يمکن لإنسان لديه ضمير أن يبقی صامتا علی هذا الوضع، وإن بقينا صامتين يعني أننا فقدنا إنسانيتا”.
وأوضحت سونماز أنها أرسلت رسائل للعديد من رؤساء العالم، ومنهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل العمل علی إطلاق سراح النساء المعتقلات في سجون النظام السوري.
وبينت أن “قافلة الضمير” ستضم ناشطات من جنوب إفريقيا وماليزيا وتشيلي وإثيوبيا والبوسنة ورواندا وفلسطين والعراق والشيشان وغيرها من الدول، وتتلقی دعم أکثر من 450 منظمة مجتمع مدني.
وأضافت في هذا الصدد: “أرسلنا رسائل إلی کافة أنحاء العالم، أول ردٍ جاء إلينا کان من نساء سربرنيتسا في البوسنة والهرسک؛ لأنهن يعلمن جيدا ما تعاني منه النساء السوريات في السجون”.
وبينت سونماز أنّ 4 حافلات نساء ستأتي من البوسنة والهرسک للمشارکة في القافلة دون الاکتراث بالبرد والثلج الذي يضرب أوروبا حاليا.
وأوضحت أنّ 100 حافلة علی الأقل ستتجه نحو هطاي، وستحمل أکثر من 5 آلاف امرأة من حقوقيات وصحفيات وطبيبات، وسيجتمعن في هطاي.
وبينت أنّ وفدا من القافلة سيعقد مؤتمرا صحفيا في 6 آذار/مارس في ميدان “يني قابي” بمدينة إسطنبول، وسيعقد وفد أيضا من القافلة لقاءات مع المسؤولين في العاصمة الترکية أنقرة، علی أنّ يکون الاجتماع في الساعة 11.00 صباحا بساحة معرض هطاي.
ولفتت إلی أن نساء “قافلة الضمير” سيرتدين وشاحا مطرزا يرمز للقافلة وللنساء المعتقلات في سجون النظام السوري.


نقلا عن الأناضول

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة