الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعهد الذي ولی

العهد الذي ولی

0Shares

بقلم:مثنی الجادرجي


عندما أفل بريق الشعارات النارية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و خفت طنينها و صخبها الکبير و تبين للشارعين العربي و الاسلامي بإنهما کانا يرکضان وراء سراب بقيعة، وبعد أن تبين بأن هذا النظام ليس لم يقم بتوجيه حرابه و مدافعه نحو إسرائيل و أمريکا فقط وانما أيضا يقوم بطعن الشعوب العربية و الاسلامية من الخلف و يتمادی في إستغلال ظروفها و أوضاعها من أجل تحقيق أهدافها و غاياته المشبوهة.
هذا النظام الذي کان ومنذ اليوم الاول لمجيئه عبارة عن مشروع فکري ـ سياسي موجه ضد العالمين العربي و الاسلامي، لابد من الاعتراف بأن شعاراته التمويهية التي رفعها ولاسيما تلک المتعلقة بتإييد نضال الشعب الفلسطيني لم تکن سوی لذر الرماد في الاعين و خداع العرب و المسلمين من أجل تمرير مخططات مشبوهة له تستهدف دول المنطقة برمتها، إستفاد دائما من تجاهل مخططاته و ألاعيبه السامة من جانب دول المنطقة و العالم، حيث کان دائما يفسر هذا التجاهل بإنه خوف و حذر منه ولذلک فإنه کان يتمادی أکثر و يزيد الطين بلة.
السيطرة علی أربعة عواصم عربية و تهديد عواصم أخری بصورة سافرة بطرق مختلفة، يؤکد بأن الحرب السوداء لهذا النظام ضد دول المنطقة مستمرة وإنه يبتغي في نهاية المطاف فرض نفوذه و هيمنته بصورة أو بأخری علی المنطقة، والذي يجب أن نلفت النظر إليه هنا و نتوقف عنده مليا هو إن تحوطات و حذر دول المنطقة و دفاعها السلبي أمام مخططات هذا النظام لم تجد نفعا بل وإنها دفعته الی المزيد من التجرؤ، وهذا الامر يثبت حقيقة طالما طرحتها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي و أکدت عليها مرارا من إن هذا النظام لايفقه سوی لغة التهديد و القوة وإن تجاهله غض النظر عنه يفسر دائما من جانبه بخوف الدول منه مما يدفعه للتمادي في تدخلاته أکثر فأکثر.
إننا نعتقد بأن عهد الاجتماعات السياسية و إصدار البيانات الادبية و السياسية ضد هذا النظام والتي لاتحظی ببعد قانوني و دولي، قد ولی و علی دول المنطقة أن تفکر بخيارات أخری تجعلها في موقف هجومي و ليس دفاع سلبي ضد هذا النظام الذي تحاصره المشاکل و الازمات و ليس في وضع يمکنه من فتح جبهات إضافية أخری ولذلک فإن ممارسة الضغط عليه و دفعه لزوايا ضيقة أمر يخدم السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و يجعل هذا النظام في موقف ضعيف يجبره في النتيجة علی التراجع و تقديم التنازلات.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة