الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيلهذا السبب أخفی أوباما جرائم الأسد عن الشعب الأمريکي

لهذا السبب أخفی أوباما جرائم الأسد عن الشعب الأمريکي

0Shares

نشر الصحفي (توني بدران)، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجلة “تابليت” الأمريکية، وزميل الأبحاث في مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” تقرير کتبه وأعده للمجلة (قاسم عيد)، الناجي من مجزرة الغوطة آب 2013 التي خلفت 1400 قتيل. (عيد) يورد کواليس لقاءه بمسؤولين في إدارة أوباما ومحور الأحاديث التي دارت مع سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة (سامانثا باور).

ويشير (عيد) أنه في الشهر الماضي، دافعت (سامانثا باور) عن الإرث المخجل للرئيس (أوباما)، الذي مکن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها السوريين. فعندما سألت في حوار أجرته معها شبکة “NBC” من قبل الصحفي (تشاک تود) حول إذا ما فکرت بتوجيه ضربات لنظام (الأسد) قالت إنها تتفق مع مستشار (أوباما) للأمن القومي (بن رودس) في إعادة کتابة التاريخ والدفاع عن القرار الذي اتخذه (أوباما) بعدم ضرب نظام (الأسد) بعد مذبحة آب 2013.

وبحسب (باور) و(رودس) فإن (أوباما) کان علی حق في توخي الحذر والتفکير في المخاطر التي يمکن عن تنجم من مثل هذا الضربات، الأمر الذي کان يمکن أن يترک الولايات المتحدة “معزولة” علی حد تعبيرهم، إلا أن (عيد) يقول إن (أوباما) هو من اتصل بالرئيس (فرانسوا هولاند) لمنع الطائرات المقاتلة الفرنسية من ضرب (الأسد).

أبرم (أوباما) صفقة مع الروس بعد المجزرة الکيماوية في آب 2013 بغرض تدمير برنامج (الأسد) الکيميائي تماماً. إلا أن هجمات (الأسد) الکيميائية، بحسب التحقيق الأخير للأمم المتحدة، استمرت علی الرغم من ادعاءات (أوباما) بان تدمير برنامج الأسد الکيمائي کان ناجحاً. حيث يثبت هجوم نيسان 2017 أن (الأسد) لا يزال يمتلک مخزونات ضخمة من الأسلحة الکيميائية. بالإضافة إلی هجمات غاز السارين التي قام بها ضد المدنيين في خان شيخون، حيث رد حينها الرئيس (ترامب) بشن ضربات ضد المطار الذي کان يستخدم لإطلاق هذه هجمات. ويضيف (عيد) أن جميع زعماء دول العالم أيدوا قرار (ترامب)، حتی شخصيات مهمة في إدارة (أوباما) منهم وزيرا الخارجية (هيلاري کلينتون) و(جون کيري) وشخصيات أخری من کلا الحزبين بما في ذلک 78 عضوا في مجلس الشيوخ. ومن الغريب، يقول (عيد) صمت (باور) بينما انتقد شريکها، (بن رودس) الهجوم علی تويتر.

الانطباع الأول للقاء باور
ويورد (عيد) کيف أنه التقی السفيرة (سامانثا باور) في الولايات المتحدة الأمريکية لأول مرة في بعثة في 14 نيسان 2014 بعد شهرين من فراره من سوريا وأقل من عام من هجوم (الأسد) باستخدام غاز السارين.  ويقول إنه عندما التقی بالسفيرة (باور) أخبرته أنها کانت تسعی جاهدة لإقناع (أوباما) بالقيام بعمل حاسم ضد نظام (الأسد) کما أخبرته أنها کانت تخجل من تقاعس (أوباما). ثم روت له بعض تجاربها الشخصية، کصحفية وناشطة، عندما کانت تغطي الحروب اليوغوسلافية والإبادة الجماعية في البوسنة.

ويصف (عيد) تأثيره بکلام (باور) وإحساسه بأنها صدقة في کلامها وکذلک تجربتها الشخصية والتي دفعتها لکتابة کتاب بعنوان “مشکلة من الجحيم” والتي أوضحت فيه کيف يمکن للسياسيين التدخل لوقف الإبادة الجماعية. ويضيف، لقد تشرفت بالحصول علی نسخة من الکتاب موقعة منها، وبالمقابل، أعطيتها نسخة من کتاب “الموت السوري” الذي يحتوي علی أسماء أول 100،000 سوري قتلوا في ذلک الوقت. في تلک اللحظة، لم يکن (عيد) يتخيل ابدأ، انه سياتي اليوم والذي يکتشف فيه أن (سامانثا باور) کانت تکذب في وجهه، تماما مثل السياسيين الذين مکنوا الإبادة الجماعية، التي کتبت عنها (باور) في کتابها، علی حد تعبيره.

مشکلة من الجحيم
في کتاب “مشکلة من الجحيم”، تشرح (باور) کيف حاولت الإدارة الأمريکية أن تغطی علی الإبادة الجماعية في البوسنة عبر وصفها بأنها “حرب أهلية”. ومع ذلک، يقول (عيد) فقد نجت هي والرئيس (أوباما) من الهروب من المسؤولية عن جرائم الحرب الموثقة والمثبتة في سوريا في ظل حملة (الأسد) الوحشية. ولو أن السفيرة (باور) کانت تقول الحقيقة، کان يجب عليها الاستقالة، تماما کما لامت هي الدبلوماسيين في وزارة الخارجية لعدم استقالتهم أثناء الإبادة الجماعية في البوسنة.

ويضيف (عيد)، أن نظام (الأسد) علم الأطفال في المدارس أنه لا وجود للمحرقة وأخفی حقيقة وجود محارق للجثث ومعسکرات للاعتقال حيث قتل الملايين من اليهود بوحشية. وکذلک إدارة (أوباما) حيث أنها رفضت أيضا أن تتصرف علی الفور أو تکشف عن شهادة شهود عيان تلقتها من المحرقة في سجن صيدنايا في سوريا، حيث قتل ما يقدر بنحو 100,000 شخص بوحشية ثم أحرقت جثثهم إلی رماد لإخفاء الحقيقة.
وينقل (عيد) سؤاله للإدارة الأمريکية خلال اجتماعاته في وزارة الخارجية في عام 2014 للتحقيق في سجن صيدنايا وجبل قاسيون، علی اعتبار أن بعض النشطاء من أصدقاءه في تلک المناطق أخبروه مرارا وتکرارا منذ عام 2012 کيف کانوا يشمون رائحة کريهة ناتجة عن حرق اللحم. إلا أن ما حصل کان وعود فارغة. ويضيف، إذا کانت مجموعة من الناشطين السوريين علی علم بمحرقة الجثث، فليس هناک شک أن (أوباما) کان يعرفها من تقارير الاستخبارات التي کان يتلقاها.

ويقول (عيد) أنه شبه متأکد من أن (أوباما) لم ينشر هذه التقارير لتفادي اتخاذ إجراءات ضد (الأسد). حيث أظهرت إدارة (ترامب) للعالم أخيرا، هذه الحقائق في العام الماضي، ونشرت الحقيقة التي حاول طمسها کلا من سامانثا (باور)، (بن رودس)، والرئيس (أوباما).
علی إدارة أوباما الاعتذار
تتجول کلاً من (باور) و (رودس) في الولايات المتحدة کناشطين من أجل الحقيقة، يشجبان “الأخبار المزيفة” وعدم الصدق، التي يقولان إنها تخلق واقعا بديلا. ولکن وفي الوقت نفسه، قام هذان الشخصان أثناء عملهما في إدارة (أوباما) علی إنشاء عالم بديل لإخفاء الإبادة الجماعية في سوريا، علی حد تعبير (عيد) الذي أضاف، أن (رودس) صاحب الخبرة في الکتابة الإبداعية استخدم مهاراته، بعد أن تم تعيينه في منصب نائب مستشار الأمن القومي من قبل الرئيس (أوباما)، لکتابة عالم بديل ولإخفاء حقيقة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها السوريين والاتفاق الإيراني. ويضيف، أنه شيء محير فعلاً، فکيف لاثنين کانا فعالين جدا في تضليل الشعب الأمريکي، أن يکونوا بأي حال من الأحوال أن ناشطين من اجل الحقيقة.

في صيف عام 2014، وصل منشق من نظام (الأسد) أطلق عليه اسم “القيصر” إلی واشنطن العاصمة، بعد أن تمکن من الفرار من سوريا بصحبة آلاف الصور من السوريين الذين تعرضوا للتعذيب بشکل منهجي حتی الموت من قبل نظام (الأسد). کانت مجموعة قيصر للصور الفوتوغرافية دليلا آخر لا جدال فيه علی استمرار الإبادة الجماعية في سوريا. التقی (قيصر) مع السفير (باور)، الذي قدم أدلة دامغة توصف الأهوال التي شهدها خلال مسيرته کمصور عسکري لنظام (الأسد). أعطی (قيصر) أيضا (باور) مذکرة مکتوبة بخط اليد لتقديمها إلی الرئيس (أوباما)، لکنه لم يتلق أي رد.

وأشار (عيد) إلی أنه طلب عقد لقاء مع الرئيس (أوباما) کناج من جرائم الحرب في سوريا في مناسبات عديدة، عبر البيت الأبيض ووزارة الخارجية وسفيرته في الأمم المتحدة، إلا أنه تم رفض جميع طلباته. ولم يرغب أي من السفيرة أو الرئيس (أوباما) في الاعتراف بالحقيقة.
يختتم (عيد) قوله بأن السفيرة (باور)، (بن رودس)، والرئيس (أوباما) مدينين باعتذار للشعب السوري والشعب الأمريکي للتستر علی أدلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية في سوريا، وإخفاء الحقيقة خدمة لأجنداتهم السياسية وحفاظاً علی صورهم العامة.
نقلا عن أورينت نت

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة