الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننظام يرقص علی کف عفريت

نظام يرقص علی کف عفريت

0Shares

 

بقلم:فلاح هادي الجنابي
    
يواجه النظام الديني المتطرف في إيران الکثير من التهديدات التي تکاد أن تحاصره و تطبق عليه الخناق من کل جانب، ولأن الاوضاع بخطها العام تسير منن سئ الی أسوء و ليس هناک من أية آمال في الافق بتحسنها، فإن التأثيرات السلبية لذلک تنعکس بوضوح علی النظام، ولذلک فإن الانقسامات الحادة بين أجنحة النظام بدأت تطفو الی السطح ولاتستبعد بعض الاوساط المطلعة بالشأن الايراني بأن يتم اللجوء الی اسلوب التصفية و الاقصاء بين هذه الاجنحة.
ماصدر عن الملا روحاني و عن سلفه أحمدي نجاد و عن الملا خامنئي و عن الملا صادق لاريجاني خلال الايام الاخيرة، تدل علی أن هناک الکثير من الاختلافات بين قادة النظام و إن کل جناح يغرد داخل سربه بعيدا جدا عن السرب الآخر، وهذه الاختلافات التي تعصف بالنظام عصفا، تشتد أکثر فأکثر مع إشتداد الرفض الشعبي العارم ضد النظام و يتصاعد تزامنا معه الدور الحيوي و المحوري المستمر للمقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وهو الامر الذي يصبب هلعا للنظام لأن ذلک يعني إن الاحتجاجات الشعبية تسير وفق سياق منظم بإتجاه تحقيق هدف واضح للغاية وهو إسقاط النظام.
طوال قرابة أربعة عقود، وهذا النظام لم يواجه ظروفا و أوضاعا صعبة و معقدة تشبه الاوضاع الحالية، خصوصا وانها تشهد إنسجاما و تآلفا و تعاونا ملفتا للنظر بين الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، والتي کانت إنتفاضة کانون الثاني 2018، من أبرز معالمها، والذي يرعب النظام أکثر هو إقتناع الشعب الايراني إقتناعا تاما بأن تغيير النظام من خلال إسقاطه هو الطريق الوحيد لحل المعضلة الايرانية من الاساس.
إزدياد الحديث داخل اوساط نظام الملالي عن التغيير و أهميته، يأتي بعد أن علم النظام بأن موضوع إسقاطه صار هدفا اساسيا من جانب الشعب الايراني و ليس المقاوـة لوحدها، وهو مايعني بأن المقاومة الايراني باتت تسحب البساط من تحت أقدام النظام في داخل إيران نفسه، ولذلک فإن قادة و مسؤولي النظام ومن أجل الالتفاف علی هذا التحرک الثوري فإنهم يسعون للتمويه و التغطية عليه من خلال الدعوة لإجراء تغييرات إرضاءا للشعب.
إنتهی عهد و موسم خداع الشعب الايراني و الالتفاف علی مطالبه المشروعة، وإن النظام الذي شهد طوال العقود الماضية کذب و خداع النظام له، فمن المستحيل أن يرکن إليه ثانية ولذلک فإنه لايقبل بأي حل سوی إسقاط النظام و إن ذلک لم يعد مستحيلا و غير ممکنا ، بل هو ممکن و ممکن کثير.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة