الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيقرار وقف إطلاق النار في سوريا، بداية فشل استراتيجية الإرتزاق في الجرائم...

قرار وقف إطلاق النار في سوريا، بداية فشل استراتيجية الإرتزاق في الجرائم ضد الشعب السوري

0Shares


سوريا هي مسرح جرائم نظام ولاية الفقيه المتمثلة في الإحتيال والدجل  بذريعة “حماية ضريح السيدة زينب”. بينما في حقيقة الامر الضريح في حد ذاته لا يهم الملالي إطلاقا ، ومهما کان، فإن جرائمه تلک کانت ولاتزال لغرض تثبيت ارکانه في الخارج في مواجهة الشعب الايراني المطالب بالإطاحة به في الداخل . 
في هذه الأيام، يرتکب نظام بشار الأسد موجة جديدة من جرائم ضد الإنسانية بدعم کامل من نظام الملالي ضد الشعب السوري ومعارضي الحکومة. إن قصف السوريين الأبرياء والعزل المتتالي يهدد حياة سکان الغوطة الشرقية ،  صور المجازر مازالت تتوالی وقد تؤذي الضمير العالمي.
مشاهد مؤلمة من اسر بأکملها أبيدت ولاطفال قتلی وجرحی ملأت جميع وسائل الإعلام. هؤلاء الضحايا هم أولئک الذين وصفهم نواب برلمان الملالي  ووسائل الإعلام الحکومية بأنهم  “إرهابيين”.

 



 وأدی حجم الجريمة المهول وانتشار تقاريرها علی الصعيد العالمي إلی اجتماع مجلس الأمن وإصدارقرار وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.
ما يجعل هذا القرار ذو جدوی مقارنة بالقرارات الاخری المتعلقة بسوريا هو موافقة  روسيا عليه .
وبما أنه ليس هناک حتی صوت واحد ضد هذا القرار، فمن الواضح أن الخاسر الرئيسي هو نظام الملالي.
حيث وصفت بعض وسائل الإعلام الحکومية والمتربعين علی مجلس نواب الملالي بأن ذلک يدل علی “فشل محور المقاومة والقوات المتحدة”:
وکالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) 26 فبراير / شباط 2018: ” في اعتقاد البعض أن اعتماد قرار جديد من  قبل مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا يعتبر فشل لمحور المقاومة والقوات المتحدة”.
ومن الواضح أن  المقصود من “محور المقاومة” الحرس الثوري والميليشيا ت الأفغانية وحزب الله اللبناني وحلفاء الملالي خارج الحدود للإبقاء علی بشار الأسد في سوريا.
وفي الوقت نفسه، ومن منظور نظام ولاية الفقيه، نتعرف علي الوجه الآخر للإرهابيين السوريين وأولئک الذين “لا يريدون الأمن والهدوء لسوريا”.
 “الحرسي محمد باقري، رئيس أرکان القوات المسلحة، 25 فبراير: أولئک الذين لا يريدون الأمن والهدوء في سوريا، عندما رأوا الجيش والحکومة السورية أرادوا تطهير ضواحي دمشق من دنس الإرهابيين،  رفعوا علم وقف إطلاق النار دعماً للإرهابيين” .


 

 لقد أدی قرار وقف إطلاق النار في سوريا إلی بروز حقيقة هشاشة التحالف بين النظام الملالي وحلفائه. وکتبت صحيفة “آفتاب يزد” الحکومية في 25من فبراير / شباط  “أن تعليقات الحکومة الروسية النادرة حول ايران واِستفتاءات الرأي العام الأخيرة تشير الی أن الشعب الروسي  ليس راضياً في بعض الإحيان علی التعاون بين طهران و موسکو “.
وبما أن تداعيات أي تحرک وجهود تصب ضد نظام الملالي – علی المستويين المحلي والدولي –   فسينعکس ذلک علي  داخل نظام ولاية الفقيه، إن اي قرار في هذا الصدد سيکون له تأثيراً واسعاً علی القوی التي لديها طموحات في السلطة داخل الحکومة.
وتتوقع إحدی وسائل الإعلام أيضا احتمال اتخاذ إجراءات عالمية مماثلة ضد النظام: حيث کتبت “من المستبعد أن تحتج العديد من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة علی الوجود الأمريکي في سوريا لأن السعودية وترکيا وأوروبا  هم في صف الولايات المتحدة. في نهاية المطاف، کل هذه الدول تريد إقالة بشار الأسد من السلطة في سوريا “. (صحيفة اعتماد 25فبراير2018)
 من الواضح  أن انهيار التوازن الداخلي في نظام ولاية الفقيه نتيجة انتفاضة ديسمبر2017 وفبراير 2018، فضلا عن الهزات المتعاقبة التي ضربت التوازن الإقليمي والدولي، بما في ذلک قرار وقف إطلاق النار في سوريا، بموافقة روسيا، أدی إلی تضييق فوهة الإرتزاق في سوريا، وتبديد استراتيجية ًإجرامية  ستنتهي بالتضييق اکثر فاکثر.
وعلی الرغم من أن حل الأزمة السورية لن يکون مضمونا إلا بالإطاحة بالنظام الديني في إيران، کما ان الانهيار المتعاقب للتوازن الداخلي والإقليمي والدولي سيؤدي کذلک الی الإنهيار في صفوف قوات نظام ولاية الفقيه وتتفاقم بذلک أزماته اکثر فاکثر، وستصب في مصلحة الشعب الإيراني،  وبطبيعة الحال سيکون ذلک في مصلحة الشعب السوري الجريح الذي ينزف دما منذ سنوات طوال.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة